img src="https://i2.wp.com/www.al9anat.com/wp-content/uploads/2017/01/marriagemorocco_0.jpg?fit=1100%2C752&ssl=1" alt="موسم "تيكا": عادة للتعارف بين الجنسين قصد الزواج بالأطلس الصغير" بقلم : لحسن السعدي عند نهاية سلسلة جبال الأطلس الصغير وتحديدا بالقرب من أعلى قمة في هذه السلاسل: جبل سيروا، تستقر مجموعة من القبائل الأمازيغية التي ما زالت تحافظ على الشيء الكثير من عاداتها وتقاليدها التي استطاعت أن تصمد في وجه العولمة والعصرنة والحداثة، ربما لأن هذه العوامل لم تعرف طريقها بعد إلى المنطقة، وربما لأن هذه القبائل قد تأثر أفرادها بقساوة الطبيعة المحيطة بهم، فأصبحت عقلياتهم أقسى من أن تؤثر فيها حداثة الحداثيين. قبائل : أيت مغليف، إخزامن، أيت نبضاس، أيت قالة تنتمي إداريا إلى جماعتي سيروا وخزامة بإقليم وارززات. تستقر بمناطق جبلية وعرة ما زالت في الحاجة إلى مجهودات جمة لتوفير البنية التحتية، وتحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية لساكنتها. غير أن هذا الفقر في الجانب البنيوي، يقابله غنى مهم في الجانب الثقافي، حيث نجد هذه القبائل ما زالت تعتمد على مايسمى ب"العرف" أي القانون المحلي، حيث يتم انتخاب مسؤول عن تدبير شؤون القبيلة يسمى ب"العامل"، كما يتم انتخاب نوابه إلى جانب "إمزوار"، وهم أفراد مكلفون بحراسة مناطق الرعي وحراسة ممتلكات القبيلة ك"إغرم" وهو المخزن الجماعي للقبيلة. ويبث مجلس "لجماعت" برئاسة "العامل" في كل القضايا التي تعرض عليه وناذرا ما يتم الإلتجاء إلى المحاكم أو المخزن للتدخل في شؤون القبيلة. كما أن هناك عادة أخرى تعرف بطقوس تيكا TIGA، وتعني الموسم الذي يتم فيه السماح للفتيات بالخروج من المنزل، والذهاب إلى مكان خاص يتم فيه التعارف بينهن وبين الشبان بقصد الزواج. وذلك لأن هذه القبائل التي تعرف بإنتاجها لماذة الزعفران، وكذا للزربية التقليدية، لا يسمح فيه للفتيات بمغادرة المنزل، وتظل به كل الوقت وتعمل في نسج الزرابي، وهي الحرفة التي يتعلمنها منذ الصغر، حيث يغادرن المدرسة مبكرا، ويتفرغن لتعلم فن النسج "أسطا"، وخلال فترة ما بعد عيد الأضحى، يستفدن من عطلة مدتها أسبوع على الأكثر، وخلالها تتم طقوس تيكا TIGA أو التعارف المقنن بين الجنسين, وذلك على هدف أن يتوج هذا التعارف بالزواج خلال فترة عيد المولد النبوي، حيث يشهد كل دوار من دواوير هذه القبائل إقامة حفلات الأعراس التي لا تقل عن 10 حفلات كل سنة. ومن خلال هذه العادة، نستشف أن المجتمع الأمازيغي عمل منذ القدم على إبداع استراتيجيات لتقنين عملية التعارف بين الشباب والشبات، ووضع هذه العملية داخل إطار مقبول اجتماعيا. فطقوس "تيكا" بسيروا وعادة "الصقير" بتافراوت و إغرم و إسافن، كلها عادات اجتماعية نبيلة وضعت لتأسس لأهم لبنة في المجتمع : لبنة الأسرة المقدسة.