زعمت قناة عبرية أن إسرائيل وافقت على مقترح أمريكي بوقف مؤقت لإطلاق النار بقطاع غزة، بغرض السماح بإعطاء تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع. وخلال الأيام الأخيرة الماضية، حذر مسؤولون في المنظومة الطبية الإسرائيلية من إمكانية إصابة جنود إسرائيليين في غزة بشلل الأطفال ومن ثم تفشيه بإسرائيل، بعد الإعلان عن حالة إصابة بالفيروس في القطاع. وقالت القناة 13 الإسرائيلية الخاصة مساء الأربعاء: "وافقت إسرائيل على طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتنفيذ هدنة في غزة (لم تحدد مدتها أو تاريخ بدئها)، ليس كجزء من المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين، بل لغرض تطعيم السكان ضد شلل الأطفال". وأضافت أن "القرار اتخذ من قبل (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو والمؤسسة الأمنية، ولم يتم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)". لكن مكتب نتنياهو نفى للقناة أن يكون الحديث عن هدنة، مضيفا أن "التقرير حول الهدنة غير صحيح، والحديث يدور عن تخصيص أماكن معينة في القطاع (لإعطاء التطعيمات)". وأضاف أنه "تم عرض الأمر على الكابينت وحظي بتأييد الوزراء". وفي 16 غشت الجاري، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال بمدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال. وأمس لثلاثاء، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أنها ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية، مستعدون لتحصين 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة، بعد أن أعلنت الأونروا أن "لقاحات شلل الأطفال وصلت غزة". من جانبها، قالت اليونيسف في بيان، أمس الثلاثاء، إنها تقوم اليوم بإحضار 1.2 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال (من النوع الثاني،) لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل في غزة". وبينت أنها تقوم بذلك "بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأونروا وغيرهما من الشركاء". الضفة تشتعل وفي الضفة الغربية، قتل الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 10 فلسطينيين وأصاب 22 واعتقل آخرين في اقتحامات واسعة متواصلة لمحافظات بشمالي الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، أن طواقمها "تعاملت مع 10شهداء و22 إصابة بالرصاص الحي وشظايا الرصاص". وأوضحت أن "غالبية الإصابات وقعت في (محافظتي) طولكرم وجنين بالإضافة إلى مخيم الفارعة في محافظة طوباس شمالي الضفة. وفي أحدث بيان، قالت الجمعية إن طواقمها "نقلت شهيدا من بلدة اليامون إلى بلدة كفر دان بجنين". وقال شهود عيان إن "الفلسطيني محمد إبراهيم عابد أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة اليامون قرب جنين، وجرت محاولة إنعاشه، غير أنه توفي، وهو من بلدة كفر دان المجاورة لبلدة اليامون". وسبق أن قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العملية العسكرية شمالي الضفة بلغت "9 شهداء". وأوضحت أن "7 شهداء وصلوا إلى مستشفى طوباس الحكومي جراء قصفين استهدفا مركبة قرب جنين ومخيم الفارعة للاجئين، و2 برصاص الجيش وصلوا إلى مستشفى جنين الحكومي". عملية واسعة ومنتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إطلاق الجيش الإسرائيلي "عملية واسعة النطاق" شمالي الضفة، حيث "تعمل قوات الأمن في جنين وطولكرم في وقت واحد". وشرعت آليات عسكرية إسرائيلية في تجريف الشوارع الرئيسية، وفرضت حصارًا على المستشفيات، وتمركز قناصتها على أسطح العمارات، وفق الشهود. والحال ذاته في مخيم الفارعة للاجئين، حيث فرض الجيش الإسرائيلي حصارا عليه، وسط تحليق مكثف للمسيرات في سماء المخيم، حسب شهود. وتحت غطاء من سلاح الجو، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، منذ ساعات الفجر، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، وفق رصد مراسل الأناضول. وبالتزامن مع ذلك، نفذت طائرات مسيرة إسرائيلية 3 غارت على الأقل أسفرت عن قتلى وجرحى. وذكرت القناة "14" الإسرائيلية (خاصة) أن هذه العملية هي "الأكبر" منذ عملية "السور الواقي" عام 2002. وأطلقت إسرائيل على العملية الراهنة اسم "المخيمات الصيفية". وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "طائرات هليكوبتر (مروحية) قتالية وطائرات بدون طيار تشارك في العملية أيضا للمساعدة وتغطية القوات البرية، وستستمر العملية لعدة أيام". والأربعاء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منصة "إكس"، إن "الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة اعتبارا من الليلة الماضية في جنين وطولكرم لإحباط وتدمير" ما زعم أنها "بنى تحتية معادية تعمل بإيحاء من إيران". وأضاف: "علينا أن نعالج هذا التهديد كما قمنا بمعالجته في غزة، بما في ذلك إجلاء مؤقت لسكان في تلك المناطق وكل إجراء ضروري آخر". من جانبها، أعلنت فصائل فلسطينية في شمالي الضفة، عبر بيانات منفصلة ومتلاحقة، أنها تعمل على التصدي للعملية العسكرية الإسرائيلية. وذكرت الفصائل أنها استهدفت القوات الإسرائيلية بعبوات ناسفة وقنابل يدوية الصنع معروفة محليا باسم "كوع" والرصاص، وتمكنت من "إعطاب آليات عسكرية وتحقيق إصابات"، دون ذكر عدد محدد. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة، بما فيها القدس، فقتل 662 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400 واعتقل ما يزيد على 10 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية. وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. * الأناضول