هزت قصة شاب جزائري عُثر عليه حيًا بعد اختطافه منذ 28 عامًا، أرجاء بلدية القديد في ولاية الجلفة غربي البلاد، تاركةً وراءها مزيجًا من الدهشة والذهول والسعادة الغامرة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشاب، "ب.ع"، اختفى في ظروف غامضة عام 1996، وكان حينها يبلغ من العمر 16 عامًا فقط. وخلال تلك الفترة الطويلة، فقدت عائلته الأمل في العثور عليه، وظنّ الجميع أنه قد قُتل أو لقي حتفه في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي كانت تمر بها البلاد. لكنّ الأمل عاد من جديد مع منشور على مواقع التواصل الاجتماعي من شخص مقرب من خاطف "ب.ع"، يؤكد أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة. وسرعان ما تحركت عائلة الضحية للتحقق من صحة هذه المعلومات، فاقتحموا منزل الجار المشتبه به، ليجدوا "ب.ع" محتجزًا داخل قبو مخصص لعلف الحيوانات. أظهرت التحقيقات أن الجاني، وفق ما تداولته ووسائل إعلام جزائرية، وهو موظف متقاعد يبلغ من العمر 61 عامًا، قام باختطاف "ب.ع" وحبسه في قبو صغير لا تزيد مساحته عن 40 مترًا مربعًا، طيلة هذه السنوات. ووفقًا لبعض الأقارب، فإن كلب الضحية لعب دورًا هامًا في كشف مكان اختفائه، حيث كان ملتصقًا لمدة بباب منزل الجاني، لكنه اختفى فجأة هو الآخر، ما أثار شكوك السكان الذين عثروا عليه لاحقًا ميتًا. يُعاني "ب.ع" من حالة نفسية صعبة بعد كل ما مر به خلال السنوات الماضية. فقد صرح بأنه كان يتابع كل ما يحدث من وراء نافذة القبو، لكنه لم يتمكن من الخروج أو حتى الصراخ طلبًا للنجدة. كما أشار إلى أنه كان على دراية بوفاة والدته وكل الأحداث التي وقعت في البلدية وخارجها، مما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأنه قد تعرض لعملية سحر أو شعوذة. واعتبر أحد أقارب الضحية، لصحيفة محلية، أن ما حدث "معجزة إلهية تتحقق"، مشيرًا إلى أن عائلة "ب.ع" لم تكن تتوقع أبدًا أن تجده حيًا بعد كل هذه السنوات. وأضاف أن والدة الضحية، التي توفيت قبل سنوات، كانت تؤمن بوجود ابنها على قيد الحياة، وكانت تشير أحيانًا إلى منزل الجاني على أنه المكان الذي يوجد فيه.