دشن حزب التجمع الوطني للأحرار، أولى محطة من منتدى "منتخبي الأحرار"، أمس الأحد بمدينة طنجة، بمشاركة منتخبي الحزب المحليين والإقليميين والجهويين بجهة طنجةتطوانالحسيمة، وبحضور وزراء وقيادات وطنية للحزب. المحطة الأولى من المنتدى الذي سيشمل 12 جهة من جهات المملكة، عرف تأكيد قيادات الحزب على ضرورة رد الاعتبار للمنتخبين وتوفير كامل الحماية والإمكانيات لهم من أجل الاضطلاع بدورهم في التفاعل والاستجابة لتطلعات وتحديات الساكنة. ويرى الحزب أنه تم إحداث هذا المنتدى من أجل الخروج بخلاصات حول مدى تنفيذ التزامات "الحمامة" مع المواطنين، من خلال أدوار المنتخبين الذين يعدون صلة وصل بين الحكومة ومؤسساتها، وبين المواطنين، وذلك بهدف تجويد العمل الجماعي. وشهدت هذه الفعالية الحزبية، 5 ورشات شارك فيها منتخبو الحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة، والذين يتجاوز عددهم الألف، وذلك في مواضيع "وضعية المنتخب وعلاقته مع الحزب"، والبرنامج الحزبي "100 يوم 100 إنجاز"، "التقائية مخططات التنمية"، "إشكاليات التمويل والإمكانيات المادية"، ثم ورشة "أي نموذج للتدبير المفوض". عمر مورو، المنسق الإقليمي للأحرار بطنجةأصيلة، ورئيس مجلس جهة الشمال، أوضح أن برنامج المحطة الأولى من منتدى منتخبي الأحرار كان غنيا وجد مهم، مشيرا إلى أن الورشات خرجت بتوصيات سيتم العمل على تنزيلها. وشدد عمر مورو في تصريح صحافي، على هامش اللقاء، أن المناضل الحقيقي هو المتواجد في الجبال والسهول، معتبرا أن هدف هذا المنتدى هو تدارس كيفية مواكبة المناضلين المنتخبين مضيفا: "انطلقنا من مسار الثقة ووصلنا اليوم إلى مسار التنمية". خدمة المغاربة بنزاهة وفي هذا الصدد، اعتبر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، أن الديمقراطية المحلية هي أساس الديمقراطية، مشيرا إلى أنها تنبني على القرب من المواطن والإنصات له وحل مشاكله، مشددا على أنه لا يمكن القيام بذلك إلا من طرف المنتخبين الجماعيين. وتابع قوله في كلمته خلال اللقاء: "لكي تنجح بلادنا في مسارها، لابد لنا أن نقدم الخدمات للمواطن، والمنتخبون هم حلقة الوصل بين الحكومة والمواطنين، ويجب أن يوصلوا لهم ما نقوم به بكل شرف". وأشار إلى أن ثلث منتخي المغرب هم من التجمع الوطني للأحرار، كما يمثل الحزب حوالي %75 من منتخي جهة الشمال، معتبرا ذلك "مسؤولية كبيرة جدا، كما لا يجب أن ننسى 15 ألف منتخب من الأحرار لم ينجحوا، ويجب التواصل معهم لأن لهم مستقبلا". ومضى أخنوش بالقول إن الحكومة تواكب المشاريع الملكية الكبيرة التي تعرفها جهة طنجةتطوانالحسيمة، بكل جدية، لافتا إلى أن الاستثمارات الإيجابية جعلت من الجهة الثالثة اقتصاديا في المغرب. وبحسب رئيس الحكومة، فإن المغرب سيشهد استثمارات كبيرة خلال السنوات المقبلة، مضيفا: "أتمنى أن تأخذ جهة الشمال أكبر قدر منها"، وفق تعبيره. وأوضح أخنوش أن حزبه جاء للحكومة من أجل خدمة المغاربة بنزاهة وشفافية واجتهاد، موصيا منتخبي حزبه بالابتعاد عن شبهات المال العام. وأضاف رئيس الحكومة، اليوم الأحد بمدينة طنجة، قائلا: "نحن مع محاربة الفساد، ولن نقبل بأن يختبي أحد فينا، لكن من جهة أخرى يجب رد الاعتبار للمنتخبين لكي تكون له الإمكانيات لخدمة المواطن". أكبر عدد من المنتخبين من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، إن حزبه يملك أكبر عدد من المنتخبين الجماعيين في تاريخ المغرب، مشيرا إلى أن منتخبي الأحرار يناهز ثلث المنتخبين الجماعيين على المستوى الوطني. وكشف الطالبي أن عدد المنتخبين الجماعيين لحزبه، بمختلف جهات وأقاليم المملكة بعد انتخابات 2021، يناهز 10 آلاف منتخب، معبرا عن افتخاره بالحصول على هذا العدد بفضل ثقة المواطنين في منتخبي الأحرار خلال الانتخابات، وفق تعبيره. ويرى الطالبي أن البرنامج الحكومي لحكومة أخنوش، حظي بأغلبية ساحقة لم يحصل عليها أي برنامج حكومي من قبل، مشيرا إلى استقرار مختلف المؤسسات المنتخبة منذ نتائج انتخابات 2021. وأضاف المتحدث أنه بعد تلك الانتخابات لم يكن هناك فراغ حزبي لدى التجمع الوطني للأحرار، بل ظل الحزب يشتغل لتجديد هياكله، من خلال مؤتمرات وطنية وجهوية وإقليمية وملتقيات شبابية وغيرها. وأشار إلى أن حزبه يشتغل ضمن "عمل منظم ومؤسس وممنهج وبمسائل واضحة ومضبوبة، ولا نخلط بين الفضاءات المؤسساتية لطرح جميع النقاشات، كل فضاء نطرح فيه نقاشاته لمعالجة كل الإشكالات، وهذا سر النجاح، لأن 10 آلاف منتخب أصبحت مسؤولية، ولدينا التزامات مع الساكنة". واعتبر الطالبي أن حزبه بصدد برنامج عمل لتنزيل الالتزامات التي بلورها من خلال النقاش مع الساكنة ضمن برامج مختلفة، على رأسها "100 يوم 100 مدينة"، ومسار "الثقة"، لافتا إلى أن الحزب خلال ولاية أخنوش، يسعى لملاءمة المؤسسات المنتخبة مع التطورات المجتمعية. وأضاف المصدر ذاته، أن الحكومة شرعت في عملها بهدف واضح يتمحور حول الدولة الاجتماعية، مشيرا إلى أن ورش الصحة تم تنزيله من الأعلى إلى أرض الواقع، حيث تم تفكيكه للاشتغال عليه ضمن عدة أوراش وإصلاحات بشكل احترافي، وهكذا مع باقي الأوراش والملفات. وأوضح أن "المواطن سيستفيد من الصحة كما استفاد التجمعي من الانتخابات وحصل على الأصوات"، لافتا إلى أن رئيس الحكومة يشتغل بشكل احترافي وبهدوء، وتحت ضغط الشارع والرأي العام، وحتى الخصوم الذين يريدون إفشاله، معتبرا أن قرار الحزب هو أن المنتخبين مسؤولون عن التغيير.