ضربة جديدة للنظام الجزائري.. جمهورية بنما تعمق عزلة البوليساريو    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    السجن المحلي بالقنيطرة ينفي تدوينات يدعي أصحابها انتشار الحشرات في صفوف السجناء    وهبي يشارك في انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب    كأس إفريقيا للسيدات... المنتخب المغربي في المجموعة الأولى رفقة الكونغو والسنغال وزامبيا    الصحف الصينية تصف زيارة الرئيس الصيني للمغرب بالمحطة التاريخية    نشرة إنذارية.. طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المملكة    التعادل يحسم ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    يوم دراسي حول تدبير مياه السقي وأفاق تطوير الإنتاج الحيواني    MP INDUSTRY تدشن مصنعا بطنجة    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    أمريكا تجدد الدعم للحكم الذاتي بالصحراء    بينهم من ينشطون بتطوان والفنيدق.. تفكيك خلية إرهابية بالساحل في عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكريات بشير
نشر في العمق المغربي يوم 25 - 11 - 2022

نشأ بشير في البادية وهو ينتمي لأسرة محافظة كان يقطع مسافة طويلة ليصل إلى مدرسته الإبتدائية التي قضى بها خمس سنوات وصبر وصابر وعانى كي يحصل على الشهادة الإبتدائية،ويرجع السبب لقسوة بعض المعلمين الذين درسوه بحيث كانوا يتعاملون بحزم،وصرامة مع التلاميذ ولا يقبلون من أي تلميذ أن يخطئ.
بعدما عاش بشير مثل جميع الصغار أحداثا كثيرة في طفولته وأحب الطبيعةوهدوئها،رغم أن والديه كانا ناسا عاديين إلا أنه بمجرد انتقاله للإعدادي قرية (عبارة عن تجمع سكني متوسط) تعرف على أصدقاء متمزين وأساتذة مبدعين وراقين فكريا حببوا له الدراسةورآهم بعيني الكمال واتخذ بعضهم قدوات له فاهتم بدراسته وكان منضبطا فيها،وأحب القراءة والمطالعة فكان ينهل من معين العلم عبر قراءته لبعض روايات لطفي المنفلوطي ونجيب الكيلاني وبعض المجلات الإسلامية" منار الإسلام".
كان بشير محبا لوالديه وبارا بهما منذ طفولته وكان ينظر لهما بإكباروبدأ الصلاة مباشرة بعد حصوله على الشهادة الإبتدائية،وتعرف في الثالثة إعدادي على أصدقاء آخرين متميزين يعشقون الدراسة والتعلم،فكانوا يراجعون معه دروسه ويعلون همته،ويرفعون سقف طموحه بحلو منطقهم وجديتهم وتفانيهم في عملهم،وكان يحب مصادقة من هم أكبر منه في السن ومن لهم نفس سنه.
كان بشير يسافر باستمرار مع والده وبعض أفراد أسرته عند العائلة،وتعلم الكرم والجودوالسخاء من أفراد عائلته حيث كانوا يحبون الضيوف ويفرحون عند رؤيتهم ويكرمونهم، فأحب عائلته كثيرا،وبقيت أواصر القرابة وصلة الرحم قائمة بينه وبين بعض أفراد عائلته لسنوات طويلة.
تعرف بشير على صديقه حسام وكان يتنافس معه في الدراسة طيلة سنوات الثانوي،ولأن حسام كان يسكن في حي راقي كان بشير يستعير من عنده بعض الكتب الفرنسية الجيدة قصد قراءتها،سافر بشير عدة مرات في طفولته وفي فترة المراهقة لعدة مدن(مراكش- الدار البيضاء-الرباط- بني ملال)،ولعدة مناطق سياحية مثل أوزود وتاغبالوت( منطقة طبيعية توجد فوق القصيبة ب 2 كلمتر) وبونوال( منطقة طبيعية( بعيدة عن القصيبة ب 12 كلمتر ).
لم تكن دراسة بشير في الثانوية مسألة سهلة بل قام بجهود كبيرة كي يصل للباكلوريا كان يدرس بشعبة العلوم التجريبية، وكانت علاقته بأساتذته يطبعها الإحترام المتبادل،كان بشير يستعير الكتب من مكتبة الثانوية،وكان نشيطا ومحبا لأصدقائه،وكان يقوم بجهود كبيرة في الدعوة إلى الله،وكان متواضعا يعشق القراءة الكثيرة ومحافظ على صلواته.
لأن بشير كان يحب تغيير نفسه باستمرار للأفضل فإنه كان يجد صعوبات في التعامل مع مقربيه،والمحيط الذي يتحرك فيه لأنهم لم يكونوايستوعبون تصرفاته وسلوكياته لمحدودية ثقافتهم،ففكر في الانتقال لمدينة أخرى حيث يوجد بعض أفراد عائلته،إلتحق للدراسة في ثانوية بالمدينة التي انتقل إليها،ولأنه كان يعشق الكتب والقراءة الكثيرة،وله معرفة بتقنيات التواصل مع الآخرين فإنه اندمج بسرعة في المدينة التي انتقل إليها فأصبح لديه أصدقاء طيبين كثر بها.
رغم أن فترة شباب بشير كان فيها نجاح وإخفاق،صعود وأفول إلا أنها كانت مليئة بالمنجزات والجدوالإجتهاد،ومن ثمار ذلك أن بشير لم يتأثر ،ولم يبالي بفترة المراهقة ولم ينتبه لها كيف مرت،أحلام وطموحات بشير كبيرة جدا ورغم أنه لم يحصل على الباكلوريا للمرة الثالثة بسبب بعض الظروف الخارجة عن إرداته إلا أنه عازم أن يكمل دراسته إلى النهاية ولو بعد حين.
بشير كان محبا للعمل والجد والإجتهاد منذ طفولته إلى فترة المراهقة ثم الشباب،وكان يستعيذ بالله باستمرار من العجز والكسل والفتور، كان فعالا في دراسته وفي الأعمال التي يقوم بها،ويعشق الدينامية والحركية،ويعشق رفع الإيقاع،كما يكره الملل والروتين،ويحب التجديد والتطوير للأعمال التي يقوم بها،وهذا ما جعله يحب الناس المتعلمين جدا والمبدعين والراقين فكريا،ويستشير معهم باستمرار في شؤونه الخاصة وينظر لهم بإكبار ، ويتعلم منهم كيف يعيش حياته وينجح فيها.
بشير إنسان منفتح على غيره ويسعى لاكتشاف مواهبه و تعزيز قدراته وتطوير ذاته ومهاراته،ويقوم بتكوين عصامي حقيقي وفعال،ولا يرضى بالدون ويكافح ليكون متعلم على أعلى مستوى،ويتعامل مع الآخرين بأدب واحترام ورقي، يحرص أن يكون إنسان اجتماعي طموح ومحافظ، ولا يجامل أحدا على حساب القيم،والمبادئ والأخلاق والهوية الإسلامية همه أن يرضى الله عنه.
طول مسار حياة بشير كان يجلس مع أكابر الناس من المتعلمين جداوالأذكياء والمبدعين الذين حصلوا على دبلومات وشواهد عالية،وأمنيته أن يكون واحدا منهم يوما ما لذلك فهو لا يتوقف عن القراءة الكثيرة في تخصصه وفي تخصصات أخرى، وأمنيته أن يصبح يوما ما كاتبا كبيرا،لذلك فهو يسعى لتطوير كتابته وتجويدها،وتقوية أسلوبه في الكتابة.
بشير إنسان مكافح وعصامي يمتلك روح المغامرة والتحدي ولا يخشى أحدا،ويحرص باستمرار أن يتحرر من وصاية الآخرين عليه،ويحب الدوران حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية،وليس حول الاحداث والأشخاص والأشياء لأن هذا شأن الأمم الحية،رغم الأخطاء والفتور والإنتكاسات التي وقعت لبشير على طول مسار حياته إلا أنه كان خبيرا بنفسه ويؤدبها مرارا ويمنعها أن ترتع في المحرمات ويخالف هواه مرارا،ويلزم نفسه باحترام الآخرين ويحرص أن يكون متوازنا في حياته.
كان بشير يحب السهر الكثير في شبابه من أجل القراءة الكثيرة، وكانت صلته قوية بالله،وكان وقافا عند كتاب الله ومطيع لله ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم،ويشعر اللحظة كأنه أهبط من الجنة إلى الأرض مثل أبيه آدم لأنه في فترة استقامته في المراهقة،والشباب طاول الأنجم في السماء شموخا ورفعةوقربا من الله،وكان مستقيم الفكر والسلوك والأخلاق.
أصدقاء بشير من الصفوة المتعلمة التي عاشت لله،وتحرص على أن تكون خيرةومستقيمة،ومنفتحة على عالم القراءة الرائق والشيق،وتحرص أن تضع ما تعرفه في نقطة الفعل، وبحكم الدروس التي استمع لها بالمسجد ومن أفواه بعض العلماء والدعاة المرموقين فإنه قرر منذ زمن طويل أن يعظم الله وأوامره ونواهيه،وأن يواظب على فعل الخير وأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر .
بشير يحب التردد على مجالس العلم ويحب التفقه في الدين، ويبادر باستمرار لقراءة الجديد في العلوم والثقافة والمعرفة، وينشر الوعي بالمدينة التي انتقل للعيش فيها،ورغم أن ظروفه لم تسمح له بإكمال الدراسة إلى النهاية في شبابه مثل أقرانه إلا أنه اشتغل في عمل محترم وسنه 21 سنة،وبسرعة فهم المهام الموكول إليه القيام بها فأصبح يقوم بعمله بتفان وجد وإخلاص،بشير مثل جميع الناس يحب النضال والكفاح في الحياة، و
يأخذ بالأسباب المادية ويحترم السنن الكونية،ومحافظ على صحته ولا يحمل نفسه ما لا يطيق،ورغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضت طريقه فإنه يتجاوزها باستمرار بتوفيق من الله،وبمساعدة أصدقائه المخلصين الذين يحفظون الود والوفاء والأخوة على مر الأزمان لأنهم طيلة حياتهم يحرصون على إدخال السرور،والفرح على قلوب أصدقائهم وعامة الناس ولا يؤذون أحدا..
رغم أن أفراد عائلة بشير كثيرون إلا أن علاقة الود قائمة بينهم،وكثير منهم رحلوا إلى الدار الآخرة وتركوا آثار طيبة في نفس بشير ،ودعا لكثير منهم بالرحمة والمغفرة والثبات،أجمل لحظات بشير هي عند زيارة أفراد عائلته له،وسؤالهم عنه واهتمامهم به،وكان يبش في وجوههم،ويتمنى لهم الخير ويلاطفهم ويسمعهم كلاما طيبا ويحسن معاملتهم.
لم ينسى بشير محبته للدراسة فتسجل في شعبة يحبها وبقي يدرس بها ليلا طيلة أربع سنوات،وكان جادا في دراسته وعمله ويتعامل بأدب ولطف واحترام مع الآخرين، وساعد كثير من الناس في عمله،كما كان يتعرف باستمرار على أصدقاء جدد متميزين وأذكياء،وأحب كثير منهم ودعا لهم بظهر الغيب بالتفوق والنجاح،والحمد لله وصلوا لمراكز مرموقة في المجتمع.
عاش بشير قريبا من الله في صغره وشبابه بفضل الله ثم بفضل صحبة بعض أصدقائه الخيرين والراقين فكريا،والذين كانت هممهم عالية وطموحاتهم كبيرة في الدنيا والآخرة،
أحبوه كثيرا وقادوا خطاه إلى طريق الله عن طيب خاطر فساهم معهم في خدمة دين الله وقرأ كتبا كثيرة متنوعة وسار في طريق الله مستقيما سنوات طويلة ولم يبال بالمرجفين والمستهزئين والغافلين،ويتعامل معهم كالطبيب للمريض وليس كالشرطي للمجرم،ويصبر عليهم لأنه يتوسم فيهم الخير،ويتمنى من صميم قلبه أن يعودوا لرشدهم و يهديهم الله.
بعدما أكمل بشير دراسته الليلية حصل على دبلوم جعله يترقى في عمله بعد عدة سنوات ففرح بذلك وأحب إكمال دراسته بجد وكان يتوق لذلك،رغم أن عمل بشير لا يتطلب منه قدرات كبيرة،وتركيز إلا أنه يستغل وقته في القراءة الكثيرة،ومساعدة الآخرين في تخصصه ومجال عمله،وكان حريصا على حسن استغلال وقته ولا يبالي بالصعاب التي تنشر الفزع في قلوب عامة الناس لأنه تعلم طيلة حياته الماضية أن يكون شجاعا جريئا ومقداما ولا يخشى أحدا إلا الله.
كان بشير يحب الحياة مثل جميع الناس ويحب طيباتها الحلال،ويحب الأمل والتفاؤل،وشارك مع أصدقائه في خدمة مجتمعه وقام بعمل تطوعي لسنوات طويلة لوجه الله،بحكم أنه يحب الكتب الجيدة،والجديدة فإن أمنيته منذ مدة طويلة أن ينتقل للعيش بمدينة الرباط لوجود مكتبات متخصصة،وحركة علمية وثقافية بها،وبفضل الأنترنيت تعرف على ناس متعلمين كثر داخل المغرب ومن دول أخرى.
من المواسم التي كان ينتظرها بشير بفارغ الصبر شهر رمضان حيث هو موسم لازدياد الروحانيات والإيثار والعطاء على عدة مستويات،كما يحب نزول أمطار الخير ويفرح بذلك،وكلما قويت صلته بالله يفرح ويسعد ويبتهج،وتتقوى معنوياته،بل مما آنس وحدته طيلة السنين الماضية قراءته للقرآن الكريم،وهذا الأخير كان يداوي فؤاده المحزون والعليل.
تعرف بشير في طفولته وشبابه على فقهاء ودعاة إلى الله وأساتذة ومربون يجمعهم حسن التوكل والإعتماد على الله، والجد والإجتهاد و كانوا قدوات وأيقونات للتغيير ويصالحون الناس مع خالقهم،كانوا مبتسمين على الدوام وعمليين ومتخلقين بأخلاق الإسلام،يحرصون على الكلام الطيب ويؤثرون في الناس بحلو منطقهم ورجاحة عقولهم،وعشقهم للعمل والعطاء بلا حساب.
بشير إنسان يعتريه ما يحدث لجميع الناس من ضعف وألم ومرض،لكن الشيء الذي يميزه هو أنه يتلقى أقدار الله بالصبر وكثرة الدعاءوالبحث عن حلول، تخطى على طول مسار حياته محن وأزمات كبيرة بفضل الله ثم بفضل مساعدة بعض الراقين والخيرين من عباد الله،ورغم كفاحه المستميت منذ صغره إلى الآن لم يتضجر ،ولم يلتفت يوما لنقد المحبطين الآثم،ويحرص على الزيادة في فضائل نفسه ويتعلم باستمرار.
رغم أن همة بشير عالية وطموحه كبيرا إلا أنه ليس لديه روح المغامرة والتحدي ليحقق أحلامه،ومتمنياته على أرض الواقع مثل الناس المتعلمين جدا ربما لأنه لم يكمل دراسته بعد وظروفه لا تساعده،وكي يؤطر قراءته وعلمه بدبلومات وشواهد تسجل في الباك حر فحصل عليه بعد مراجعة جيدة وجادةوحقق الحلم الذي راوده منذ صغره بالإلتحاق بالجامعة،والتقى بأساتذة أكفاءومميزين متعلمين على أعلى مستوى، وتعلم منهم الإصرار الذكي على التحصيل الدراسي وتحدي الصعاب ،وتعلم طيلة دراسته بالجامعة دروسا كثيرة إلى جانب المواد التي درسها بتفان ورحابة صدر وجد واجتهاد.
رغم أن بشير نشأ في بيئة محافظة إلا أن ثقافة الصورة تؤثر فيه،ويحب الرفاهية ومن يعيشون معيشة راقية،وموقن أنه لن يتأتى له الوصول لمستوى هؤلاء إلا بالتعلم على أعلى مستوى لأنه بالعلم يأتي المال،ورغم أنه أقل مالا ووضع اجتماعي منهم إلا أنه لا يشعر بأي فرق معهم على المستوى الثقافي بحكم أنه يجيد كتابة اللغة الفرنسية ويفهمها جيدا، ومعجب بالتراث الثقافي الفرنسي مثل جميع الطلبة المتخصصين في الدراسات الفرنسية،وأمنيته أن يتعلم اللغة الإنجليزية أيضا ويتقنها كتابة وتحدثا لأنه جاء في الأثر :" من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".
الذي أسعف بشير في مراجعته للمواد التي درسها في الجامعة هو محبته للقراءة حيث كان يقرأ كثيرا من الكتب والبحوث المتعلقة بالمواد التي كان يدرسها،وكان يمرر رسائل إيجابية كثيرة للطلبة والطالبات في الحصص التي كان يحضر إليها،ويحثهم باستمرار من خلال مداخلاته في الحصص على العلم والتفوق،والتحصيل لشق مستقبل جيد ومسار آمن في الحياة، وتعرف على طلبة وطالبات كثر يدرسون في تخصصات أخرى ووجد فيهم رجاحة العقل، و
محبتهم للدراسة وبذل جهود كبيرة للنجاح فاتخذ من بعضهم أصدقاء له.
يحرص بشير كي يكون إنسان اجتماعي ولا يحب العزلة، لذلك فهو يتواصل باستمرار مع أصدقائه في الواقع والأنترنيت،ويسأل عن أحوالهم ووفي لهم،ولا يستعلي عليهم وساعد الكثير منهم دراسيا و في تخصصه وعمله،بإصرار بشير ذلل صعوبات الحياة،وبفضل قناعته وغنى نفسه فإن زينة الحياة لم تغره لذلك فهو ثابت على مبادئه وقيمه،و مواظب على التعلم على أعلى مستوى،ويحرص على بذر الحب والخير والمعروف في قلوب محبيه.
بفضل قراءات بشير الكثيرة والمتنوعةأصبحت حياته مرتبة، ويعبر عن قناعاته بشجاعة،وينشر الوعي في مدينته وجهته باستمرار،ويحرص أن يكون مستقل الشخصية ومتحرر من الخوف من غير الله،ويحرص أن يخالط عامة الناس ولا يحب أن يتميز عنهم بشيء لأنه يحسب نفسه واحدا منهم،رغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضته طيلة مسار حياته إلا أنه لم يستسلم لليأس والتشاؤم والقلق،والإحباط بل يقاوم بشراسة ويحب الأمل والتفاؤل والعطاء،ويجد الحلول لمشاكله بنفسه معتمدا على الله فقط.
راكم بشير كثيرا من التجارب والخبرات في حياته،وقام بتشخيص موضوعي لواقع تنمية المدينة التي يسكن بها من خلال مقالات كتبها ودراسة أكاديمية قام بها في الموضوع، ويصر على كتابة عشرات المقترحات لحل مشاكل مدينته وساكنتها،ويحرص على الموضوعية في كتاباته،وينتصر للدين والعلم والمعرفة والثقافة فقط،ويتعامل مع الآخرين لوجه الله وليس لأشخاصهم لذلك فهو لا يؤمن بفكرة النفاق الإجتماعي بالمرة، ومن ثمرة ذلك أنه لا يجامل أحدا على حساب المبادئ والقيم والأخلاق.
أحب بشير الإسلام منذ صغره وبنى قناعاته وفق مبادئه وأخلاقه ومقاصده،وليعرف حقيقة الإسلام عن علم قرأ مئات الكتب عنه في مراهقته وشبابه،وقام مرارا بتمثل أخلاق وقيم ومبادئ ،ومقاصد الإسلام في سلوكاته ومواقفه،ويطمح بشير باستمرار ليقوي إيمانه من خلال جرعات روحية قوية وإيمانية يكتسبها من صلاة خاشعة تصالحه مع ربه،وتعيده لجادة الصواب، وتفكه من أسر الشيطان.
وليتعلم على أعلى مستوى قام بشير بتكوينات كثيرة تربوية، سياسية وفي فن التواصل مع الآخرين،كما قرأ مئات الكتب المتنوعة في عدة مجالات : قانونية، جغرافية، أدبية واقتصادية وقرأ روايات كثيرة،وبفضل ذلك راكم معلومات وأفكار كثيرة الشيء الذي جعل نقاشاته وحوارته مع الآخرين موضوعية ومليئة بالحجج والأدلة،ويرجع الفضل في ذلك لسعة اطلاعه.
أعجب بشير بعدة شخصيات ناجحة وقوية-من المربين والدعاة إلى الله،والأساتذة الجامعيين المتخصصين في عدة تخصصات معرفية-في جهته ووطنه وبالعالم العربي والإسلامي،تجمعهم الهمة العالية والطموح الكبير وخدمة الإسلام بفعالية و على أعلى مستوى ،ونشر العلم والمعرفة ببلدانهم وبجميع الدول العربية والإسلامية،وكتبهم الراقية والمتميزة تظهر علمهم الغزير ونضالهم المستمر وإبداعهم وعطائهم.
من الأماكن التي تردد عليها بشير كثيرا هي المساجد،وتعرف من خلالها على فقهاء راقين متواضعين ومهذبي الألفاظ،وكثيرا من المتدينين من عمار بيوت الله حيث اتخذ من بعضهم أصدقاء وخلانا،بحكم أن بشير محب للقرآن الكريم فإنه يقرأه باستمرار وحفظ بعض سوره في سن الطفولة والشباب،وحضر لعدة دروس في التجويد بمقرات بعض الجمعيات،كما شارك في عدة مسابقات قرآنية وثقافية ونال بعض الجوائز مثل جميع المتنافسين.
بحكم أن بشير يعشق الكتب الورقية ومحب للعلم والمعرفة والثقافة فإنه يتردد باستمرار على المكتبات العامة والخاصة، ولا يمل من القراءة ويجد فيها متعته وشغفه ويجعلها اولوية في حياته،ولأن بشير راكم معلومات وأفكار وتجارب،وخبرات كثيرة في حياته فإنه يشارك ما تعلمه في ماضي حياته مع أصدقائه ومحبيه في الواقع والأنترنيت،ولا يتضجر من مشاركة مشاريعه المستقبلية وأمنياته وأحلامه مع خلص أصدقائه.
لأن عقليات ساكنة العالم النامي لا تعترف بعلم وتفوق الآخرين إلا إذا تم تأطير ذلك بشواهد ودبلومات معترف بها من طرف الدولة التي يعيش فيها،فإن بشير حريص على إكمال دراسته إلى النهاية رغم صعوبة الأمر في الواقع لأن الجمع بين الدراسة،والعمل في نفس الوقت مسألة صعبة ومكلفة،وهو مدرك أن إكماله للدراسة رهين بمراجعة جادة،و جيدة لامتحانات الولوج للدراسات العليا،وحينما يأذن الله سيكمل بشير دراسته ولو بعد عمر طويل.
طيلة مسار حياته إلتقى بشير بناس مبدعين، مجتهدين، جادين ومتألقين كثر،وحافظ على علاقته الجيدة بهم، والكثير منهم تفرقوا في البلاد ومنهم من ذهب للعمل في الخارج،لم يكتب لبشير أن يزور دولة أجنبية في ماضي حياته،فقط هو معجب ومنبهر بالتنظيم الجيد للمجال الترابي بالمدن بالدول المتقدمة-واحترام جميع الساكنة للقانون-وأمنيته أن يزور بعضها يوما في عطلته السنوية.
لم تكن حياة بشير سهلة ولم يولد وفي فمه ملعقة من الذهب بل اجتهد كثيرا وكافح وقام بجهود كبيرة،وكان يخطط لحياته باستمرار ليصل للوضع الإجتماعي الذي يعيش فيه اليوم،رغم أن دخله متوسطا إلا أنه غير متطلع للترف والغنى بسبب إمكانياته التي لن توصله اللحظة لذلك،لكن هو مؤمن بأن أقدار الله مبطنة بالرحمات وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها،وقدوة بشير هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء الذين عاشوا عابدين لله و زاهدين في الدنيا،وتواقين لمعالي الأمور وإلى جنة الخلد.
يصر بشير وأصدقاؤه المخلصون أن يرفعوا إيقاع تحركاتهم، وأن يرفعوا سقف طموحهم وأن يعلوا هممهم،وأن يكسروا صروح الخوف التي ترعب عامة الناس،ويتعاملون مع الآخرين كالأحرار والسادة،ويعرفون قدراتهم جيدا ومستواهم المعرفي كما يعرفون حقيقة المستوى الثقافي والفكري للآخرين،لذلك فهم يعشقون أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفق الإستحقاق وبناء على تكافؤ الفرص، رغم أن ظروف بشير لم تسمح له بتحمل أية مسؤولية داخل مكاتب الجمعيات،والهيئات السياسية التي انتمى إليها عن قناعة،وطيب خاطر في بداية شبابه إلا أنه يعرف مميزات، وصفات القادة الحقيقيين الأكفاء من القادة المتهافتين، المتسلقين والمزيفين،ولطالما ناصر القادة الحقيقيين من عدة مواقع،ولم يرى نفسه يوما أقل شأنا منهم.
من الأمور التي تركت بصمات على شخصية بشير سير الأنبياء وحياة الصحابة وعلم العلماء والعظماء الذين تركوا إرثا ثقافيا، دينيا ومعرفيا كبيرا بعد وفاتهم فأصبح هؤلاء أحياء بيننا بعلمهم الغزير الذي يهدي الحيارى ومن انقطت بهم السبل ومن ضلوا الطريق فيهدون العالم باستقامتهم وأخلاقهم،ومواقفهم البطولية والشجاعة التي لا تعرف الخوف والمسكنة،كانوا رجالا شامخين أقوياء، أتقياء وأمناء يتنافسون في الخير ويدخلون السرور على القلوب،وينشرون الأمن والسلام وعزة النفس والشموخ أينما حلوا وارتحلوا، كيف لا يحدث ذلك وهيبة الله وجلاله تملأ قلوبهم.
حرص بشير منذ سن التكليف وطيلة شبابه أن يصنع على عين الله،ويؤمن يقينا أن الله معه وناصره ومعينه،لذلك فهو محافظ على صلاته بار بوالديه وتواقا للمعالي،أمنيته عندما كان صغيرا أن يصبح في المستقبل أستاذا مثل مدرسيه في الثانوي،وشاء الله أن يقرأ كتبا كثيرة حول مناهج التدريس وبيداغوجية التعليم وعلم النفس التربوي،والديداكتيك ونظرية الذكاءات المتعددة ليعرف تفاصيل مهنة أستاذ التعليم الثانوي،بشير متيقن أن الحياة مثل المعادلات الرياضية لذلك فهو يأخذ بالأسباب المادية ويحترم السنن الكونية،ويقوم بواجباته بشكل تلقائي وعفوي.
رغم أن أمنية بشير أن يتحرر من جاذبية الأنترنيت إلا أنه منتج ومشارك فيه بأفكاره،ويحرص ألا يستلب حضاريا وألا تجعله ثقافة الصورة غافلا ومسوفا لأعماله،لذلك فهو ينوع أنشطته الممارسة ويحب الجلوس في الحدائق الجيدة لما فيها من أوكسجين كثير،ويحب أن يكون الإحترام متبادلا بين الناس بالمدينة التي يسكن بها،كما يكره الدوران حول الأحداث والأشخاص والأشياء،ويحب الدوران حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية لأن هذا شأن الامم الحية.
رغم أن كمية الكتب التي قرأها بشير ليست كبيرة جدا إلا أنه مولوع بقراءة الكتب الجيدة والمتقدمة،وأكيد أنه بعد إتقانه لبعض اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية فسيقرأ كتبا باللغتين آنفتي الذكر ليستفيد من ثقافة الدول والشعوب الناطقة بهذه اللغات،تعلم بشير دروس كثيرةفي حياته الشيء الذي جعله يضع مسافة أثناء تعامله مع الآخرين لأن عقلية الإنسان الذي يسكن بالعالم النامي أنه كلما احترمته، وتعاملت معه بإكبار فإنه يتعامل معك أقل من مستواك كثيرا ويظن أنك ضعيف الشخصية،وهذا الشيء حصل بسبب التخلف والجهل المركب الذي يعاني منه كثير من الناس..
النصر الذي يأتي بعد الإعداد للقوة المادية والعلمية والروحية مرغوب فيه،وبشير معجب بالرجال الأقوياء في كلماتهم ومواقفهم،ويراهم بعيني الكمال والإكبار ،ويتمنى أن يكون مثلهم لأنهم لا يداهنون ولا يجاملون أحدا على حساب المبادئ والقيم والأخلاق والهوية الإسلامية،وهم مواطنين صالحين وغيورين على بلدانهم وأمتهم العربية والإسلامية، لطالما قام بشير بتحفيز لأصدقائه وحبب إليهم إكمال الدراسة إلى النهاية،وكان حريصا على مصلحتهم ورفعتهم،ولم يبخل عليهم يوما ما بالنصح وواسى كثيرا منهم...فنال محبتهم له..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.