تواجه أوروبا منذ أسابيع موجة غير مسبوقة من فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، حيث أعدمت ملايين الطيور، وسرعان ما انتقل الفيروس إلى الجزائر الجارة الشرقية للمغرب، وهو ما أثار مخاوف مربي الدواجن بالمملكة. وكانت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم قد راسلت وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، من أجل عقد لقاء عاجل، بعد تسجيل ملايين الإصابات بإنفلونزا الطيور في طيور ودواجن عدد من الدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة. ونبهت الجمعية ذاته وزير الفلاحة إلى خطورة الوضع، خصوصا مع اقتراب موعد هجرة الطيور البرية، وأشارت إلى أن المتضرر الأول والأخير من انتشار مثل هذه الآفات هو المربي بالدرجة الأولى والمستهلك المغربي. مراسلة مربي الدواجن ووجهت من قبل وزير الفلاحة بالتجاهل، وبعد سؤالهم لمصالح الوزارة عن مآلها أخبروا بأنه أحيلت على المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، دون أي تجاوب لحد الآن. مصدر من الجمعية الوطني لمربي دجاج اللحم، قال إن الجمعية اتصلت بالمكتب الوطني لسلامة الصحية، فنفى وجود أي مراسلة، على الرغم من أن مصالح وزارة الفلاحة أكدت توجيهها للمكتب. وأفادت مصادر إعلامية جزائرية، أمس الأربعاء، تسجيل بؤرة لإنفلونزا الطيور ببلدية القلب الكبير بالعاصمة الجزائر، داخل ضعية لتربية الدجاج البيوض لبيض الاستهلاك، وهو ما دفع السلطات لمنع الطيور الحية في الأسواق في البلدية، بالإضافة إلى إصدار أمر بإغلاق كل أسواق الدواجن مع وضع الدواجن المنزلية تحت الحجر في أماكن مغلقة. وأعلنت السلطات الأوروبية الصحية، قبل أكثر من أسبوع، إعدام نحو 48 مليون طائر في القارة العجوز منذ الخريف الماضي، نتيجة ل "أكبر وأخطر انتشار لإنفلونزا الطيور" على الإطلاق. وقالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي لأنفلونزا الطيور، في تقرير مشترك، إن الانتشار الأخير لإنفلونزا الطيور هو أخطر وباء مسجل في أوروبا. وأضاف التقرير، بحسب ما نقلت عنه شبكة "يورو نيوز" أن أكثر من 47.7 طائر تم إعدامهم في المزارع الأوروبية منذ الخريف الماضي، بسبب فيروس إنفلونزا الطيور. ووفق التقرير ذاته، فقد تم تسجيل ما يقرب من 2500 حالة تفشي لإنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن العام الماضي، بينما تم العثور على أكثر من 3500 حالة في الطيور البرية، بالإضافة إل تسجيل 190 حالة أخرى في الحيوانات المحفوظة في أماكن أخرى، مثل حدائق الحيوانات. وأعدمت سلطات المملكة المتحدة 3 ملايين و200 ألف طائر، بعد اكتشاف 161 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور شديدة العدوى (اتش بي أي آي) في الطيور الداجنة، وقالت حكومة المملكة المتحدة إن الطيور التي أُعدمت تشكل "نسبة صغيرة" من إجمالي الإنتاج، الذي يصل إلى حوالي 20 مليون طائر في الأسبوع، بحسب ما نقلت "بي بي سي". بدورها أعلنت وزارة الزراعة فى فرنسا، مؤخرا، ذبح أكثر من 300 ألف طائر منذ مطلع غشت الماضي في المزارع، وذلك من أجل الحد من العودة المبكرة لأنفلونزا الطيور.