نظم المنتدى المغربي للصحافيين الشباب بشراكة مع اليونسكو- قطاع الاتصال والإعلام مكتب المنطقة المغاربية، اليوم بالرباط، ندوة نقاشية حول موضوع: "حرية الصحافة وسلامة الصحافيين"، وذلك في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة. وعرفت هذه الندوة مشاركة فاعلين سياسيين، وصحافيين، وطلبة صحافيين، وإعلاميين، وناشطين من المجتمع المدني، وباحثين، وذلك من أجل دراسة أثر عصر الرقمنة على حرية التعبير وسالمة الصحافيين، من بينهم سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، ومدير مركز الأممالمتحدة للإعلام، فتحي الدبابي. وتلا الدبابي رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، الذي دعا من خلالها إلى الاهتمام بسلامة الصحافيين، مشددا على أنه لا ديمقراطية دون إعلام مستقل مع ضرورة تبني سياسة واضحة تروم حماية الصحافيين من انعكاسات التكنولوجيا المتطورة. وتروم هذه الندوة بالدرجة الأولى، الكشف عن أثر الرقمنة على حرية التعبير وسلامة الصحافيين، وتسليط الضوء على التحديات المرتبطة بمهام الإعلام، والمشهد الإعلامي بصفة عامة، وممارسة صحافة ذات جودة عالية، بشكل مستدام في عصر الرقمنة، مع التركيز كذلك على سلامة النساء الصحافيات. وأجمع المشاركون على أن التطور الرقمي المتصاعد خلال العقود الأخيرة أدى إلى ازدهار برامج الاختراق والتجسس وصعوبة الكشف عنها، مما يسهل عمليات المراقبة والقرصنة المعلوماتية التي تهدد الصحافة، والتي تزايد استخدامها بشكل متصاعد ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مما يمثل خطرا محدقا بالصحافة الحرة والمستقلة. واعتبر المنتدى أن مثل هذه الممارسات، تعري المعلومات التي يستقيها الصحافيون، كما تنتهك مبدأ حماية المصادر، والذي يعتبر شرطا أساسيا لحرية العالم على المستوى الكوني، كما تنص قرارات الأممالمتحدة على ذلك. كما أشار المنتدى إلى أنه يمكن تسخير هذه المراقبة للإضرار بسلامة الصحافيين من خلال إفشاء معلومات خاصة أو حساسة، كما يعد احترام الحياة الخاصة شرطا لا محيد عنه ليتمكن الصحافيون من ممارسة عملهم، وضمان ولوج الرأي ّالعام ّلمعلومات واقعية وموثوقة. ويعد احترام مبدإ الحياة الخاصة، يشدد المنتدى ذاته، أمرا مفصليا حتى يتسنى للصحافيين التواصل بحرية مع مصادرهم، وتلقي معلومات مؤمنة وموثوقة، والتحقيق في شبهات الفساد، وضمان سلامتهم وسلامة مصادرهم. وشكلت هذه الندوة كذلك، فرصة سانحة لتسليط الضوء على هذه التوجهات التي تهدد الممارسة الإعلامية وما يمكن القيام به لمعالجتها. واستهدفت الندوة الموسومة ب "حرية الصحافة وسالمة الصحافيين "، إلى مقاربة المداخل القمينة بالكشف عن أثر عصر الرقمنة على حرية التعبير وسالمة الصحافيين في أفق الوصول إلى صناعة صحافة ذات جودة. كما اندرج تنظيم هذه الندوة، التي تعد ثمرة شراكة بين المنتدى المغربي للصحافيين الشباب واليونسكو- مكتب المنطقة المغاربية، في إطار برنامج التواصل الخاص باليونسكو بالبلدان المغاربية، للمساعدة على تعزيز بيئة حاضنة لحرية الصحافة ومرسخة للتعددية وخطاب التنوع في وسائل الإعلام، بُغية الاستفادة القصوى من دَمقرطة الإعلام، وتعميق مساهمته في الحكامة الرشيدة والتنمية. ويتأطر هذا المشروع في ّالبرنامج متَعَدد المانحين لحرية التعبير وسلامة الصحافيين، والذي يهدف إلى تعزيز حرية التعبير، والولوج إلى المعلومة وذلك عبر خطة عمل الأممالمتحدة، بشأن سلامة الصحافيين، وفي إطار اليوم العالمي لحرية التعبير. ويتطلع هذا المشروع أيضا ، إلى التركيز على أهمية السلامة الرقمية للصحافيين وتمكينهم من الأدوات الضرورية لحماية أنفسهم على شبكة الأنترنيت، وذلك بالاستفادة من تكوين مستعجل ومكثف يمتد طيلة شهر ماي 2022، كما يعد أمرا أساسيا، في هذا السياق، التوجه إلى النساء الصحافيات من أجل تدعيم قدراتهن في مجال حماية معطياتهن ومصادرهن على شبكة األنترنيت. وتوجت هذه الندوة بإطلاق برنامج تكويني، مع الحث على تضافر جهود مختلف الفاعلين الإعلاميين والمؤسساتيين والصحافيين والمدنيين والباحثين، في برامج عملهم المتعلقة بتطوير وسائل الإعلام ومرافقة الممارسات الصحافية على شبكة الإنترنت، مع ضمان حرية وسائل الإعلام التي تساهم واقعيا إلى أبعد حد في حماية كافة حقوق الإنسان الأخرى.