أعلم كما تعلم أيها القارئ أن كرة القدم لعبة!.. اللاعبون فيها كثر.. لاعبون داخليون ولاعبون خارجيون.. ما يهمني هو تكرار الانتكاسات من قبل المنتخب المغربي في المشاركات الإفريقية والعربية والدولية.. ماذا يجري بالضبط؟ هل هناك مسؤولون؟ هل هناك مسؤولية من دون حساب؟ لماذا نتجه إلى المدرب كلما انتكسنا؟ بالأمس قال اللاعب المغربي الدولي حكيم زياش إن اختيار اللاعبين للانضمام إلى المنتخب المغربي يتم على أساس العلاقات لا على أساس الكفاءة والجاهزية!.. أيها المسؤوليون عن الرياضة لا أريد منكم ردا من أجل الرد.. كفى دعاية! خصصت الجامعة المغربية لكرة القدم 20 مليار سنتيم من أجل دعم مشاركة المغرب في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وخصصت 8 آلاف درهم تعويضا عن كل ليوم يقضيه اللاعبون والمؤطرون وكل من يرافق المنتخب المغربي.. لمَ كل هذا الإنفاق إذا كنا سنكرر الانتكاسات؟! الطامة الكبرى أن المغرب الذي لا يتجاوز ناتجه القومي 112 مليار دولار يعد الأول في الإنفاق على كرة القدم ب90 مليون دولار ونال كأس الأمم الأفريقية مرة واحدة! في المقابل هناك دول ثلاث إفريقية يتجاوز ناتجها القومي 300 مليار دولار لكنها تنفق على اللعبة بين 9 و17 مليون دولار فقط، من بينها مصر التي نالت الكأس 7 مرات رغم أنها تنفق 9 ملايين دولار فقط! مرة أخرى لا نريد محللا اقتصاديا وآخر رياضيا وثالثا دعائيا.. نريد معطيات واضحة وأجوبة شافية.. نعم إن كرة القدم لعبة.. فيها الخاسر والرابح.. لكن الخاسر الأكبر في مشاركات منتخبنا الأخيرة هو المواطن المغربي، الذي لم ير منتخبا يلعب كرة قدم عالية المستوى في جميع المباريات على الأقل، والذي لم ينل من الضرائب التي يدفعها إلا همّّا وغمًّا حتى في أوقات فراغه ولهوه!.. هناك حَولٌ وعرج واضح.. لا نريد تحليلات ودعايات مكررة في كل انتكاسة.. نريد أن نعرف ماذا يجري في ملعب كرة القدم المغربية؟ ومن هم اللاعبون الحقيقيون؟ وهل هناك آليات للمراقبة والمحاسبة؟ ومن يقوم بذلك؟ وكيف يتم اختيار اللاعبين؟ ووفق أي معايير؟ ومن المسؤول عن ذلك الاختيار؟ ومن يراقب لجنة الاختيار نفسها؟.. إنها لعبة حقيقية، إما أن نلعبها بشكل صحيح، وإما أن نلعبها من أجل تمضية الوقت وستر العيوب والإخفاقات. بعد توضيح الصورة من زواياها الأربع، يمكننا بعد ذلك التساؤل عن اللاعبين وعن المدرب.. لكل مرحلة أسئلة تحتاج إلى أجوبة بدل الهضرة المملة.