وجهت قبيلة "الكرازبة" بمنطقة الفايجة الواقعة بين إقليمي زاكورة وطاطا، رسالة إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار، تطلب من خلالها زيارة المعتصم الذي أقاموه منذ نهاية شهر يناير الماضي، ضدا على ما تعرضوا له من ترامي على أراضيهم السلالية من طرف قبيلة أخرى تسمى أولاد هلال، "الذين دفعهم الجشع والطمع إلى السطو على هذه الأراضي واكترائها لفلاحين كبارخارج المنطفة لزراعة فاكهة البطيخ الأحمر وبشكل غير قانوني"، وفق ما ذكره بلاغ للقبيلة. وأوضح البلاغ الذي توصلت "العمق المغربي" بنسخة منه، أن السلطة المحلية والإقليمية بإقليم طاطا التي يقع تحت نفوذها المجال الترابي لمنطقة الفايجة التي تم فيها إقامة المعتصم، "لم تكلف نفسها حتى الحضور إلى عين المكان على اعتبار أن المنطقة معزولة؛ وفي اعتقادهم أن صوت المعتصمين لن يصل إلى أحد"، ملحين على الصبار ب "الحضور والوقوف على هذه الأوضاع اللاإنسانية والحاطة من الكرامة، ولفضح المستور وكشف كل مناورات السلطة التي تتلاعب بذمم وكرامة الشرفاء من هذا الوطن". وعبر البلاغ عن امتعاض سكان قبيلة "الكرازبة" رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا مما وصفوه ب "ظلم" السلطة، "التي تمارس علينا أشكال العنف الرمزي والمادي المتمثل تارة في الاستخفاف بمطالبنا وتارة بالتهديد المباشر المتمثل في إرغام المعتصمين على العدول عن هذا الاعتصام وإلا ستلفق لهم محاضر مجانية"، وفق لغة البلاغ، الذي أوضح أيضا أن المعتصمين يعيشون ظروفا حاطة بالكرامة، بعد إقدام السلطة المحلية عل نزع خيامهم وتركهم يبيتون في العراء حيث الظروف الطبيعية جد قاسية وخصوصا في ظل موجة البرد القارس التي تعرفها المنطقة بالإضافة إلى الرياح والأمطار. يشار أن القبيلة دخلت في اعتصام مفتوح منذ 29 يناير 2016، بمنطقة الحاسي لصفر والمنطقة المسماة ب "بيا" التي تبعد عن زاكورة بحوالي 85 كلم في اتجاه فم زكيد، وذلك للاحتجاج على ترامي قبيلة أولاد هلال على أراضيهم، متهمين السلطات المحلية والإقليمية ممثلة في عامل طاطا وقائد قيادة الوكوم ورئيس دائرة فم زكيد باستعمال جميع الوسائل بما فيها "الطرق "الإغرائية ومحاولة زرع الفتنة بين المعتصمين واتهام بعض الشباب بالتحريض على العصيان" من أجل فك اعتصامهم. ومن داخل المعتصمين تم تعيين لجنة مكونة من نواب أراضي الجموع التابعة لقبيلة الكرازبة وأعيانها وكلفوها بمهمة نقل قضيتهم إلى وزير الداخلية، حيث من المنتظر أن يسلموه شكاية في الموضوع، تدعوه القبيلة إلى التدخل العاجل من أجل إيقاف ما أسموه "هجمة الترامي على أراضيهم من طرف قبيلة أولاد هلال"، خصوصا بعد تخادل وتواطؤ قيادة الوكوم وعمالة طاطا في القضية، حسب قولهم.