شرعت سلطات مدينة سبتةالمحتلة، صباح اليوم الجمعة، في ترحيل المجموعة الأولى من المغاربة العالقين إلى وطنهم، بعد مرور 71 يوما من إغلاق المغرب حدوده البرية والجوية والبحرية، حيث يرتقب أن يتم إخضاع العائدين للحجر الصحي طيلة 14 يوما للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا. أحد المغاربة العالقين بسبتة، أوضح لجريدة “العمق” أن العائدين يتوجهون حاليا على متن حافلات نحو الفندق المخصص لهم قرب الفنيدق، مشيرا إلى أن سلطات سبتة قررت وضع 25 شخصا فقط في كل حافلة احتراما للإجراءات الوقائية من الوباء، فيما كشفت وسائل إعلام إسبانية أن مجموع العائدين اليوم يبلغ 300 شخص. مصدر “العمق” كشف في تصريحه أن السلطات أبلغتهم بأن المغرب سيخضعهم للعزل بإحدى الفنادق بمنتج “كابيلا” السياحي الكائن على الشريط الساحلي بين مدينتي المضيقوالفنيدق، حيث سيقضون هناك 14 يوما ضمن الإجراءات الصحية المعمول لها للوقاية من تفشي الفيروس. ووفق ما ذكرته صحيفة “إل فارو دي سيوتا”، فإن الموعد الذي حددته حكومة سبتة لمغادرة المجموعة الأولى من العالقين، هو الساعة العاشرة صباحا بتوقيت المغرب، مشيرة إلى أن المعنيين بالمغادرة تم نقلتهم من مركز “سانتا أميليا” الرياضي إلى معبر “تاراجال” بحضور الشرطة. وأفادت الصحيفة أنه لأول مرة منذ إغلاق الحدود قبل أزيد من شهرين، سيتم فتحها بشكل استثنائي من أجل السماح بالرحيل التدريجي للمغاربة العالقين ضمن دفعات، حيث تشمل الدفعة الأولى 300 مغربي من المسجلين في القوائم الرسمية التي سلمها المغرب للشرطة الإسبانية. وعلمت “العمق” من مصدر محلي، أنه تم في البداية منع 3 نساء ممن اضطرهن القدر إلى الولادة بسبتة بعد غلق الحدود، من المغادرة بسبب عدم وجود جواز سفر للرضع، قبل أن توافق السلطات المغربية بالمعبر على السماح لهن بالعبور لدواعٍ إنسانية. بالموازاة مع ذلك، تم السماح لمغادرة مجموعة صغيرة من أصحاب السيارات ذات الترقيم المغربي عبر معبر “تراخال”، فيما عرف المعبر من الجاني الإسباني إنزالا أمنيا كثيفا من طرف عناصر الشرطة والحرس المدني تأهبا لأي محاولة للمغادرة من طرف العالقين الذين لم يتم إدراجهم ضمن المجموعة الأولى. وقامت قوات الأمن الإسباني بمنع العالقين غير المدرجين في لائحة المجموعة الأولى، من الوصول إلى المعبر، حيث تم السماح فقط للذين تم تسجيلهم في اللوائح الرسمية من طرف الشرطة المحلية في مركز “سانتا أميليا” الرياضية بالوصول إلى الحدود. ووفق الصحيفة ذاتها، فإن حوالي 150 مغربيا من العالقين أرادوا التوجه إلى المعبر مؤكدين أن أسماءهم كانت مضن قوائم المغادرين ولا يعرفون لماذا تم منعهم من الالتحاق بالمعبر، ما دفع عناصر الأمن الإسباني لقطع الطريق لمنعهم من السير نحو المعبر الحدودي. وكان ملف المغاربة العالقين بسبتة قد دخل مرحلة “الغموض” خلال الأيام الماضية، خاصة بعدما اتجهت الأنظار إليهم عقب إجلاء نظرائهم من مدينة مليلية يوم الجمعة الماضي ووضعهم تحت الحجر الصحي بفندق في مدينة السعيدية لمدة 14 يوما. فطيلة أسبوع من الترقب، اعتبر العالقون بسبتة أن مصيرهم يبقى "غامضا" في ظل استمرار الصمت الرسمي من طرف السلطات المغربية، والتوضيحات المقتضبة التي تقدمها الحكومة المحلية بسبتة، فيما شوهدت 8 حافلات مغربية متجهة نحو معبر سبتة قبل أيام. وخلال الأيام الماضية، تم تداول لائحة تضم زهاء 780 اسما للمغاربة العالقين بسبتة، حيث أفادت مصادر متطابقة أن السلطات المغربية رفضت تلك اللائحة واعتبرت أن سلطات سبتة تحاول إقحام قاصرين مغاربة وجزائريين ومهاجرين سريين لا علاقة بهم بالعالقين الذين يناهز عددهم ال300. هذا وكان المغاربة العالقون بسبتة يتواجدون بشكل متفرق ما بين أحد المراكز المغطاة التي تم وضعهم فيها من طرف السلطات المحلية، وبين منازل السكان المحليين الذين تقاسموا مع بضعهم فضاء المبيت في عملية إنسانية، فيما اضطر آخرون إلى كراء شقق خلال هذه الفترة بعد إغلاق الفنادق. رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قا أول أمس الأربعاء، إن جميع السيناريوهات المتعلقة بعودة المغاربة العالقين في الخارج "جاهزة"، مشيرا إلى أن عدد الذين تم تسجيلهم في اللوائح الخاصة بالقنصليات والسفارات، بلغ حوالي 31 ألف و800 شخص، قائلا: "كلهم أرادوا العودة لبلدهم وهذا من حقهم". وأوضح العثماني في مداخلته بمجلس النواب، أن الحكومة "اشتغلت على جميع سيناريوهات دخولهم منذ البداية، وأعددنا العدة كاملة من الألف إلى الياء في ظروف هذه الجائحة، وكيف يمكن التعامل في أحسن الظروف مع التحكم في انتشار الوباء وتأمين حماية دخولهم، والسيناريوهات جاهزة ونتمنى أن يكون الفرج لهم في القريب بإذن الله". وأول أمس أيضا، تظاهر مجموعة من المغاربة العالقين بالخارج، في وقفات احتجاجية متزامنة أمام عدد من قنصليات المملكة، للتنديد بما يعتبرونه "استمرار الحكومة المغربية في تجاهل أوضاعهم" وللمطالبة بإيجاد حل مستعجل يضمن عودتهم لوطنهم إسوة بعدد من دول العالم، وذلك في ثاني احتجاج موحد بعدما سبق أن تظاهروا يوم 11 ماي الجاري. * الصور والفيديو من صحيفة “إل فارو دي سيوتا” بسبتة