قال حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن جائحة “كورونا” برهنت على “تمسك المغاربة بالحس الوطني الذي ميزهم فيما مضى من أزمات كبرى، وإحيائهم لتقاليد التضامن الاجتماعي الرائعة بمختلف أنواعها”. وأشار الحزب في بلاغ لكتابته الوطنية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إلى أنه “يوجه تحية تقدير وإجلال لجهود وتضحيات الأطقم الطبية المدنية والعسكرية، نساء ورجال الإسعاف والأمن، عمال النظافة وكل القطاعات الحساسة الاستراتيجية كهرباء، غذاء، المدرسون عن بعد”. كما ترحم على “شهداء الواجب الوطني والإنساني الذين قضوا في ظرف ما أحوج الشعب فيه إليهم”، معبرا عن “تعازيه الحارة لأسر من توفوا نتيجة الوباء، ويثمن جهود كل من يساهم في هذه المعركة المصيرية”. وثمن الحزب الإجراءات الاستباقية التي اتخذها المغرب “رغم ما تبين من صعوبات في التزام العديد من المواطنين والمواطنات بها في البداية بسبب ضعف الوعي والاستهانة بالخطر وإكراهات المعيش اليومي والفقر والسكن غير اللائق”. وسجل في بلاغه الذي سماه “بيان الأمل”، ما قال إنه “تأخر السلطات العمومية في إيصال الدعم للفئات التي تعاني الفقر والهشاشة بسبب البطالة، وتوقف العمال عن الشغل بين عشية وضحاها وخاصة المياومين”. وأوضح أن هذه الجائحة “تمثل فرصة تاريخية للجميع لترسيخ الديمقراطية والقطع مع كل أوجه الفساد السياسي والاقتصادي، وأخذ العبرة مما حصل، لوضع حد للاختيارات التي أكدت الأحداث تجاوزها، والسياسات العمومية الفاشلة، وتدشين عهد جديد قوامه السيادة الوطنية والشعبية”. وأضاف أن الجائحة فرصة ل”اضطلاع الدولة بمهامها الاستراتيجية في جميع القطاعات والميادين، ومأسسة التضامن الإجتماعي بتوفير دخل يضمن حدا أدنى من الادماج الاجتماعي والتوزيع العادل لثروات، والدفع بالنمو الاقتصادي، وفتح أبواب الأمل أمام الشباب المغربي في التعليم والشغل وفي الانخراط في تدبير الشأن المحلي”. ودعا “جميع المواطنين والمواطنات “التقيد بمقتضيات حالة الطوارئ الصحية للحفاظ على أنفسهم وأسرهم وبلادهم”، داعيا السلطات العمومية إلى “التقيد بالقانون في زجر المخالفين، رغم أن بعض الحالات الشاذة تمثل خرقا واضحا للحق في الحياة لذوي المناعة الضعيفة”. كما طالب الحزب “الطبقات والنخب التي استفادت خلال عقود من الامتيازات واقتصاد الريع، بالمساهمة الموازية لاستفادتهم في صندوق محاربة الجائحة والتضامن الوطني”، وفق تعبيره. الحزب الذي يشكل أحد أضلاع فيديرالية اليسار الديمقراطي، قال إن “المنعرج الخطير الذي وصل اليه العالم بسبب التفشي السريع لوباء كوفيد 19، جاء في أوج أزمة شاملة ومتعددة الأبعاد المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئة للعولمة الليبرالية المتوحشة، والتي أوصلت البشرية إلى حافة الهاوية،”. واعتبر أن ذلك سببه “التسابق المحموم للقوى الكبرى على امتلاك الاسلحة الفتاكة بما فيها الأسلحة الجرثومية، وتخريب البيئة، وتصاعد النزاعات وإذكاء الحروب الأهلية لتفتيت وحدة الدول والشعوب، تمهيدا للسيطرة على ثرواتها وترسيخ سلطة الطغمة المالية المسيطرة على الاقتصاد العالمي”. وتابع البلاغ: “بالرغم من أن الجائحة لم تستثني تقريبا أي بلد وركعت مايسمى بالقوى العظمى وكشفت نقط ضعفها، وفتكت بآلاف البشر وساوتهم في المعاناة والمصير، فإن شعوب الجنوب تبقى أكثر عرضة للتداعيات الخطيرة لهذا الوباء الفتاك، بسبب افتقارها لوسائل الحماية والمواجهة الأساسية”. ولفت إلى أن شعوب الجنوب “خاضعة لأربعة عقود من إملاءات المؤسسات المالية الدولية التي أجهزت على المرافق الاجتماعية وفي مقدمتها الصحة والتعليم العمويين. وهذا لا يعفي من طبيعة الحال الطبقات الحاكمة من مسؤولياتها التاريخية في تطبيق تلك الاختيارات”.