توصلت بخبر تنظيم ليلة الفلاسفة التي ينظمها المعهد الفرنسي بالمغرب منذ ست سنوات ،بشراكة مع بيت الفن المغربي ، وكمهتم بالقضايا الفلسفية منذ زمن بعيد ،سواء سياسية أو اجتماعية أو دينية ،فمنذ سنين لم أسمع بليلة الفلاسفة هاته حيث جاءتني كأنها حكاية من حكايات ألف وليلة ، فما المقصود باسم ليلة الفلاسفة ومن هم الذين يدعون أنهم فلاسفة وكيف ينصبون أنفسهم على أنهم فلاسفة ؟ ، وقد انتهى زمان الفلاسفة ولم يبقى لنا إلا أساتذة الفلسفة ،فهناك فرق بين أستاذ الفلسفة والفيلسوف ،فدومينيك ومحمد الدكالي وإدريس لخروز وبرونو نسيم أبودرار وفابيين بروجير وغيوم لوبلان ومحمد الناجي وسيلين سبيكتور وفاليري كابانيس ومصطفى لعريسة ،والذين يدعون أنهم فلاسفة وعلماء اجتماع ليسوا في الحقيقة سوى أستاذة فلسفة . ولو أردنا أن نبحث في التاريخ الفلسفي المغربي في الحقيقة فهناك مجموعة من الفلاسفة الحقيقيين الذين لديهم نظريات وأطروحات فلسفية غيرت مسار الفلسفة بذاتها وأنا أفتخر بهؤلاء الذين كانوا أساتذة لي وقد كرسوا حياتهم للبحث والمعرفة في قضايا فلسفية ولدينا كذلك بيت الحكمة وبيت الشعر وإتحاد كتاب المغرب ولدينا جمعية خاصة بالفلسفة ،فلماذا هذه الليلة التي لا تجمع الفلاسفة الحقيقيين ،فما أثارني وأدهشني هو موضوع التقاسم يعني كيف يمكن أن نعيش التقاسم في مجتمعنا وزماننا الحاضر ؟، أي تقاسم نريد أن نتقاسمه مع هؤلاء ؟ أي تقاسم لأي مجتمع ؟ ، نحن نعيش في أرضنا بتراثنا وبأفكارنا وفلسفتنا وبلغتنا فكيف لي أن نتقاسم لغتي ومفاهيمي وتراثي مع من قتل أجدادي وهتك عرض بلادي ولازال لحد الآن الفرنسيون يستغلوننا استغلالنا عن طريق الاستثمار الاقتصادي ولا زالت بيننا تأشيرة السفر بشروط تعجيزية ، أي شيء نتقاسم ؟ أظن أن هذه الفكرة فكرة المعهد الفرنسي بالمغرب هي أداة استغلال لبعض الذين يدعون بأنهم مفكرون وفلاسفة وهم يدسون أفكارا مسمومة .. كذلك موضوع الأرض المشتركة يعني أننا سنتقاسم مع الآخر أرضنا، لكن هل هم يتقاسمون معنا أرضهم كما يريدون أن يتقاسموا معنا أرضنا ؟ أولا لفهم أن الأرض مشتركة يجب أن يدرسوا فلسفة الكون لأن الكون مشترك بيننا وإنما الرقعة لا يمكن أن نشترك فيها لأنها ملك أجدادنا وأحفادنا كما لهم رقعتهم ملك أجدادهم وأحفادهم ، سؤالي هنا هل يستطيع المعهد الفرنسي بالمغرب أن يسترجع أراضينا التي أخذتها فرنسا وأعطتها للجارة ؟ هل يستطيع المعهد أن يقوم باسترجاع أراضينا المغتصبة ؟ هل يستطيع أن يرجع لنا سبتة ومليلية ؟ هل يستطيع أن يسترجع لنا أرواح شهدائنا الذين قتلوا على يد فرنسا ؟، ألا زلتم تضحكون علينا ؟ وجدتم بعض البيادق في رقعتكم تستعملونهم لنيل أهدافكم عن طريق أشخاص مثلهم مثل السياسيين مستعدون لتقاسم الغنائم .. فهذه فضيحة يتبرأ منها الفلاسفة الأحرار ..