أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    الأزمي يتهم زميله في المعارضة لشكر بمحاولة دخول الحكومة "على ظهر العدالة والتنمية"        تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025    بيت الشعر في المغرب والمقهى الثقافي لسينما النهضة    الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    اعتقال بزناز قام بدهس أربعة أشخاص    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عليه الصلاة والسلام.. هدية الله للعالمين

لا نبالغ إذا قلنا إن ميلاد نبي الإنسانية الأكرم صلى الله عليه وسلم كان ميلادا للحياة، فلم تكن حياةٌ على الحقيقة قبل ميلاده.. كانت الحياة ميتة تماما، والانسان فيها يئن من ظلم الامبراطوريات و”الحضارات!!” الدموية التي سحقت إنسانية الانسان خدمة لطبقات نصَّبوا أنفسهم (آلهة!!) على شعوب العالم، لا يُسألون عما يفعلون، بينما غيرهم يُسألون، حتى تحول العالم إلى سجن كبير يحكمه قانون الغاب!!
لم تحظ شخصية على وجه الأرض بالاحترام والتقدير من عدد كبير من العظماء من العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة والمؤرخين والشعراء والأدباء والسياسيين، كما حظي رسول الله عليه الصلاة والسلام.. لم يأت ذلك من فراغ، ولم يقدم هؤلاء العباقرة شهادتهم للتاريخ الا بعد ان درسوا سيرته عليه السلام ووقفوا على جوانب العبقرية في شخصيته الفذة التي نالت إعجابهم وبامتياز فما كان منهم انصافا للحقيقة وخدمة لها، إلا أن صدعوا بالحق فجاءت شهاداتهم قولا فصلا في الرد على المتحاملين من أهل الغرب والشرق، وتقوية جبهة الداعين الى مد الجسور بين الإسلام وأمته وبين أمم الأرض التي كانت تنتظر “مخلصها” على احر من الجمر، فتلقفت خدمات المسلمين التي نقلتها من قاع سحيق من التخلف والجهل والمرض والعبودية والظلم بأنواعه، إلى قمة سامقة من الرقي الإنساني والحضاري والمدني الذي كان سببا في نهضتها في عهود تحولها فيما سمي في التاريخ ب – “الرينيسانس” الغربي..
الرسول في عيون علماء وفلاسفة الغرب..
في ديوانه الرائع (الديوان الشرقي للشاعر الغربي) يخاطب شاعر الألمان غوته، أستاذه الروحي الشاعر حافظ شيرازي فيقول: “أي حافظ! إن أغانيك لتبعث السكون … وإنني مهاجر إليك بأجناس البشرية المحطمة، لتحملنا في طريق الهجرة إلى المهاجر الأعظم محمد بن عبد الله …”..
ويقول غوته أيضا: “إننا أهلَ أوروبا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مَثَلٍ أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد… وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد”)..
ويقول الأديب الروسي (ليو تولستوي) والذي حرمته الكنيسة بسبب آرائه الحرة الجريئة: “أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخرُ الرسالات على يديه، وليكون هو أيضاً آخرَ الأنبياء … ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقي والمدنية”…
ويقول الشاعر الفرنسي الشهير (لا مارتين): “أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، ومن ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟!
ويقول الفيلسوف الإنجليزي جورج برناردشو: “لقد درست محمداً باعتباره رجلاً مدهشاً، فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية، وأوربة بدأت في العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك، فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة! فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي”..
ويقول الفيلسوف الفرنسي فولتير: “لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنسان أن يقوم به على الأرض … إن أقلَّ ما يقال عن محمد أنه قد جاء بكتاب وجاهد، والإسلام لم يتغير قط، أما أنتم ورجالُ دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة…
ويقول مايكل هارت في كتاب (المائة الأوائل): “كان محمد الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح في مهمته إلى أقصى حد، سواء على المستوى الديني أم على المستوي الزمني”..
أما عالم اللاهوت السويسري المعاصر د. هانز كونج والذي يعتقد أن المسيح إنسان ورسول فحسب اختاره الله، فيقول: “محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة”..
المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) يقول: “الذين يريدون أن يدرسوا السيرة النبوية العطرة يجدون أمامهم من الأسفار مما لا يتوافر مثلُه للباحثين في حياة أي نبي من أنبياء الله الكرام”..
ويقول المستشرق المعروف غوستاف لوبون: ” نعرف ما فيه الكفاية عن حياة محمد ، أما حياة المسيح فمجهولة تقريباً، وإنك لن تطمع أن تبحث عن حياته في الأناجيل”..
ويقول المستشرق هيل في كتابه (حضارة العرب): “لقد أخرج محمد للوجود أمة، ومَكَّنَ لعبادة الله في الأرض، ووضع أسس العدالة والمساواة الاجتماعية، وأحلَّ النظام والتناسقَ والطاعة والعزة في أقوام لا تعرف غير الفوضى”..
ويقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه (العرب): “لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).. كان محمد رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق”..
ويقول العلامة شيريل، عميد كلية الحقوق بفيينا: “إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها”..
ويقول الباحث الفرنسي كليمان هوارت: “لم يكن محمداً نبياً عادياً، بل استحق بجدارة أن يكون خاتم الأنبياء، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بني قومه … نبيٌّ ليس عادياً منْ يُقسِم أنه “لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها”! ولو أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في نشر الدعوة لأصبح العالم مسلماً”..
ويقول الشاعر الروسي الشهير (بوشكين): “شُقّ الصدر، ونُزع منه القلب الخافق… غسلته الملائكة، ثم أُثبت مكانه! قم أيها النبي وطف العالم …. وأشعل النور في قلوب الناس”..
يضاف الى كل من ذكرت مجموعة أخرى لا تقل أهمية شهدوا شهادة حق واعترفوا بعظمة الرسول عليه الصلاة والسلام ودور الإسلام الذي جاء به من عند الله في إحداث نقلة نوعية عميقة في حياة البشرية، وسيظل له هذا الدور الى الابد، مثل: ساراغوني رانداو، بروفسور راماكريشنا راو، آني بيزانت، مور سبرنجر، كارين ارمسترونج، جورج سيل، دي جي هوجارث، ريفيريند بوسوورث سميث، اوري أفنيري، بروفسور اتش جي ويلز، ستانلي لين – بول، وسير ويليام مور وغيرهم كثير..
من نافلة القول الإشارة هنا الى أنني لم احشد هذه الشهادات التي نتعز بها لحاجة الرسول اليها وقد شهد له الله سبحانه وأمته، وكفى بها شهادة، لكنها الضرورة التي تضطرنا اليها الظروف التي نعيشها اليوم والتي تعالت فيها أصوات في الغرب أسفرت عن وجهها المعادي للإسلام ورموزه وعلى رأسهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والحملات الممنهجة والظالمة التي تحاول – عبثا – النيل من عظمة النبي ومن عظمة الإسلام مستغلين ما تمور به الساحة المحلية والإقليمية والدولية من صراعات جعلت الإسلام في قلب عاصفة ليس له فيها ناقة ولا بعير.. إن التذكير بهذه الشهادات يساهم في شد الانتباه الى الحقائق المجردة بعيدا عن تعقيدات الواقع الذي يستهدف المس بهذا الدين والعظيم ونبيه عليه السلام لأهداف واضحة تتحدد في العمل على تنحية الإسلام عن منصة الحكم والتأثير في مجريات الاحداث.. مع الأسف التقى في هذه الحرب على الإسلام ورموزه شياطين من الغرب وعدد غير قليل ممن الشياطين الذين ينتمون زورا وبهتانا لهذا الدين ولهذا الشرق الإسلامي، وهم ابعد الناس عن فهمه، وهم بذلك ليسوا أكثر من عملاء اقزام لن يستطيعوا لا هم ولا أسيادهم ان ينالوا من عظمة الإسلام ونبيه..
عبدالمطلب يحتفي بمولد حفيده…
كان فرح عبدالمطلب بمولد حفيده محمد عليه السلام لا يوصف.. بعثت اليه أمه آمنة بنت وهب – رضي الله عنها – تبشره بمولد حفيده ابن أحب أولاده اليه عبدالله بن عبدالمطلب – رضي الله عنه – الذي لم تكتحل عيناه برؤية ولده لحكمة أرادها الله سبحانه وهو لم يتجاوز العقدين من عمره الا قليلا.. اخذه عبدالمطلب بين يديه ورأى في وجهه ما جعله ينسى حزنه على فقدان ولده عبدالله، ورفعه بين يدية نحو السماء وهو في صحن الكعبة داعيا له.. ذكر ابن هشام في سيرة النبي عليه السلام تحت عنوان “إعلام جدَّه عبد المطلب بولادته صلى الله عليه وسلم” قال: فلما وضعته أمه أرسلت إلى جدَّه أن قد وُلِدَ لك غلام فأته فانظر إليه، فأتاه فنظر إليه، وحدثته أمه بما رأت حين حملت به وما أمرت أن تسميه، وقد فرح جده وأخذه فدخل الكعبة وقام يدعو الله ويشكره على ما أعطاه منشداً:
الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى أراه بالغ البنيان أعيذه من شر ذي شنان
من حاسد مضطرب الجنان
ورد عبد المطلب الوليد الكريم إلى أمه، ثم أمر بأنْ تُنحر الذبائح وتولم الولائم ويطعم الناس في الحرم”…
“البردة” لكعب بن زهير بن ابي سلمى..
“كعب” شاعر مخضرم عاش عصرين مختلفين هما عصر ما قبل الإسلام وعصر صدر الإسلام. من فحول الشعراء.. كان ممن اشتهر في الجاهلية، ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمدا عليه السلام، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر الرسول دمه لما انحط اليه من درك تأباه العرب مهما اختلفوا فيها بينهم، فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده “لاميته” المشهورة.
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ
إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ
حسان بن ثابت: سيفٌ من سيوف الله مسلولُ
كان حسان بن ثابت من الخزرج أنصار رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولد سنة ستين قبل الهجرة، دخل الإسلام وهو ابن ستين سنة، وعاش بعدها ستين أخرى.. توفي في خلافة الامام علي رضي الله عنه. كان شاعر قبيلته في الجاهلية في مواجهة قيس بن الخطيم شاعر الاوس.
حظي حسان باحترام الرسول عليه السلام والمسلمين قاطبة لدوره الذي قصم ظهور أعداء الإسلام من شعراء الجاهلية الذي انبروا يشحذون السنتهم طعنا في الدين وإرجافا بين المؤمنين وتثبيطا لأهل الحق. كان حسان فعلا وزارة اعلام متحركة في زمان كان للشعر تأثيره العميق حتى يكاد يحرك الجبال من اماكنها، حتى أن قبائل العرب كانت تقيم الاحتفالات إن رزقت بشاعر أريب يعرف كيف يدافع عن قبليته ويرد الصاع صاعين لأعدائها والمتطاولين عليها..
كانت حسان بن ثابت نعمة مَنَّ الله بها على نبيه وعلى المسلمين، ونال بسبب بلائه في الدفاع عن الإسلام وأهله وسام شرف لم ينله مقاتل في ساحة الوغى، حينما قال له الرسول عليه السلام مبديا إعجابه بعظيم شعره ونجاحه في إسكات خصومه: ” … اهجهم، وروح القدس معك”…
قال في وصفه لرسول الله عليه السلام:
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
وقال:
أغرُّ عليه للنبوة خاتمٌ من الله مشهودٌ يلوحُ ويُشْهَدُ
وضمّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمه إذا قال في الخمسِ المؤذنُ أشهدُ
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيرا وَهادِياً يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
كعب بن مالك: الشاعر المقاتل
ولد في يثرب وكان عمره يناهز الخامسة والعشرين لما شهد بيعة العقبة مع قومه، دخل الإسلام وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات إلا تبوك. يعد كعب شاعر مكثرا ومجيدا، كما كان محدثا يروي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم. لبس يوم أحد لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صفراء، ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وجرح كعب أحد عشر جرحاً. من ملامح شخصيته صدقه وشجاعته في قول الحق. صدق في توبته بعد ان تخلف عن تبوك..
عجبتُ لأمرِ اللهِ واللهُ قَادِرُ على ما أرادَ لَيْسَ للهِ قَاهرُ
قَضَى يَوْمَ بدرٍ أن نلاقيَ معشراً بَغَوْا وسَبِيلُ البَغْيِ بالناسِ جائِرُ
وَقَدْ حَشَدُوا واستَنْفَروا من يَلِيهِمُ منَ النّاسِ حتَّى جمعُهُمْ مُتَكَاثِرُ
تَلَظَّى عليهِمْ وَهْيَ قَدْ شُبَّ حَمْيُهَا بِزُبْرِ الحَدِيدِ والحجارةِ سَاجرُ
وكانَ رَسُولُ اللهِ قد قَالَ أَقبِلُوا فولّوا إنّما أنتَ سَاحرُ
لأمرٍ أَرادَ اللهُ أَنْ يهلَكُوا بِهِ وَلَيْسَ لأَمرٍ حَمَّه اللهُ زاجِرُ
عبدالله بن رواحة: الفدائي الشاعر
عبد الله بن رواحة صحابي بدري وشاعر وقائد عسكري، وأحد نقباء الأنصار الاثنا عشر.. شارك في غزوات النبي محمد عليه السلام، وكان أحد الشعراء الذين يدافعون بشعرهم عن الإسلام ونبيه. قُتل يوم مؤتة سنة ثمان للهجرة، وهو قائد المسلمين أمام الروم وحلفائهم الغساسنة.
إني تفرّستُ فيك الخيرَ أعرفهُ واللهُ يعلمُ أنْ ما خانني البصرُ
أنت النبيُ ومَن يُحرَمْ شفاعتَهُ يومَ الحسابِ فقد أزرى به القدرُ
فثبتَ اللهُ ما آتاك مِن حسَنٍ تثبيتَ موسى ونصرًا كالذي نُصِروا
فقال له سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة. فثبته الله حتى استشهد..
وقال:
روحي الفداءُ لمن أخلاقُه شهدَتْ بأنه خيرُ مولودٍ من البشرِ
عمّت فضائلُه كلَ العبادِ كما عمّ البريةَ ضوءُ الشمسِ والقمرِ
لو لم يكن فيه آياتٌ مبيِّنةٌ كانت بديهتُهُ تُغني عن الخبرِ
وللبوصيري نصيب…
محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عُرْب ومنْ عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
الشعراء يعارضون “ميمية” البوصيري..
ابن جابر الاندلسي:
بطيبة انزل ويمم سيدَ الأمم وانشر له المدحَ وانثر أطيبَ الكلم
وَابذُل دُموعَكَ واعذُل كُلَّ مُصطَبِرٍ وَالحَقْ بِمَن سارَ وَالحَظْ ما عَلى العَلَمِ
عبدالله الحموي (القرن التاسع):
شدت بكم العشاق لما ترنموا فغنوا وقد طاب المقام وزمزم
سراج منير قد هدينا بنوره وللشرك غي من دجى الليل أظلم
ومعدن در علمتنا صفاته وقد نُظمت في عقدها كيف ننظم
شعراء معاصرون..
أحمد شوقي:
“الهمزية”: ولد الهدى فالكائنات ضياء وفي فم الزمان تبسم وثناء
الميمية”: ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
“البائية”: سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا
حافظ إبراهيم:
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِ
تَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِ
تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِ
الشاعر المراكشي إسماعيل زويريق:
قصيدة “بانت سعاد” التي يعارض فيها قصيدة كعب بن زهير:
بانت سعاد فما للحزن تمهيل الدمع منسجل والجسم مهزول
قصيدة “البردة” يعارض فيها قصيدة البوصيري:
يا شاكي البان كم في البين من سقم؟ شكواك تنساب لحنا دافق الألم
قصيدة “في رحاب المدينة” التي عارض فيها همزية للبوصيري:
هاتها، ما للنفس عنها غناء جابني الشوق حين عز الدواء
قصيدة “السينية”، التي عارض فيها سينية البحتري:
يجهر البين ما تخفى بنفسي فسقاني كأس الشجا بعد كأس
هديتنا لرسول الله عليه السلام في عيد ميلاده؟
ماذا يمكننا ان نهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ميلاده؟ اعتقد ان الجواب واضح جدا.. لا يريد الرسول منا الا ما أراده من العرب في حينه.. ان نكون مسلمين ومؤمنين قولا وفعلا..
لقد قدم لنا نموذجا رائعا لجيل التغيير وقيادة التغيير وخطة التغيير التي قادها فحوَّلَ بها بوصلة العالم وليس العرب فقط، إلى الاتجاه الصحيح الذي دفع بها الى آفاق لم تعرفها من قبل علما وإيمانا وأخلاقا ووحدة وعزة ومساواة وكرامة وصدقا وكرما وعفوا ورحمةً وزهدا وعِفّة وطهارة
يريدنا ان نكون كجيل الصحابة انتماء والتزاما واهتماما… ان نكون مسلمين عقيدة وعبادة واخلاقا وسلوكا وفهما وعبقرية وإنجازا وإبداعا وخدمة للحق والعدل، وإعمارا للدنيا بكل ما من شأنه أن يجعل حياة الإنسانية أكثر امنا واستقرارا ومعنى..
يريدنا أن نكون قدوة للأخرين، نبراسا للتائهين، وهداة مهديين، واملا للمظلومين، وسندا للمقهورين، وبلسما وشفاء للمجروحين روحا ونفسا وجسدا..
يردينا روادا وقادة ومثلا اعلى، لا عبيدا مستضعفين، أو عجزة قاعدين..
يريدنا كما كان عليه الصلاة والسلام، رحماء بيننا ورحمة للعالمين..
* الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.