قرر المخرج المغربي نبيل عيوش سحب فيلمه السينمائي “غزية” من مهرجان حيفا الدولي، مؤكدا أن الفيلم لن يعرض ضمن البرمجة. وأكد عيوش وحسب بلاغ صحفي توصلت جريدة العمق المغربي بنسخة منه أنه “لم يكن على دراية ببرمجة المهرجان لغزية”،وأن الشركة العالمية التي تملك حق توزيع وتسويق فيلمه الأخير هي المسؤولة عن مشاركة الفيلم ضمن المهرجان. وعبر نبيل عيوش ومن خلال المصدر ذاته عن “التزامه الدائم” ومنذ سنوات بالقضية الفلسطينية، مضيفا “أنه ليس في حاجة إلى تبرير مواقفه الداعمة للفلسطينيين، والتي عبر عنها من خلال كتاباته وفيلمه My Land”. وتابع عيوش “كنت دائما ضد المقاطعة الثقافية لقناعتي الراسخة أن باستطاعة الفنون أن تغير الضمائر، وأنها سلاح حقيقي لإحداث التبادل بين الثقافات، لكن السياسة اللاإنسانية تجاه الفلسطينيين التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية منذ سنوات، بالإضافة إلى تحالفها مع إدارة ترامب وأقصى اليمين الأوروبي، حال دون أي إمكانية التبادل ، وبما في ذلك التبادل الثقافي”. وكانت مشاركة مخرجين مغاربة من ضمنهم نبيل عيوش في مهرجان حيفا الإسرائيلي قد خلف جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك عقب إعلان الموقع الرسمي للمهرجان السينمائي عرض ثلاث أفلام سينمائية ” غزية لنبيل عيوش في 25 و 27 شتنبر الجاري و بعده فيلم “صوفيا” لمريم بنمبارك يومي 23 و 28 من شتنبر و “بدون هوية” لنرجس النجار في 28 و 30 من نفس الشهر.” واستنكر عدد من الناشطين وخاصة أولئك المناهضين للتطبيع مشاركة المخرجين المغاربة في المهرجان ، حيث كتبت أحد الناشطات:"السؤال المطروح هو: هل يقبل هؤلاء السينمائيون بالمشاركة بفنهم و ربما بوجودهم شخصياً في ما أصبح معروفاً بكونه استراتيجية كلاسيكية لماكينة الدعاية الصهيونية و هي الإختباء خلف الثقافة و الفن لإخفاء جرائمهم..هل يقبلون بذلك بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ بعد قانون يهودية الدولة ؟ بعد تدمير خان الزيت ؟ بعد و خلال سقوط الأبرياء قتلى و جرحى و معاقين على حدود غزة لأنهم يطالبون بحقهم في العودة و كسر الحصار؟ و أهم من ذلك بعد و خلال 70 عاماً من التقتيل و التهجير و التطهير العرقي الممنهج المستمر؟". وتابعت: "يقولون أنهم يريدون أن يحافظوا على تواصلهم مع دعاة السلام الإسرائيليين. هؤلاء الصهاينة (الأبرياء) الذين ينكرون حق العودة للفلسطينيين و يقبلون الفصل العنصري في فلسطين بقوة الأمر الواقع في الماضي، و بقوة القانون في الحاضر. أما الإسرائيليين المناهضين بحق للصهيونية و المناصرين للشعب الفلسطيني فقد غادروا فلسطين، أو نادى من تبقى منهم بوجوب مقاطعة اسرائيل من الداخل…حتى بعض الصهاينة من الليبراليين ممن أفزعتهم الفاشية المتزايدة أصبحوا يقولون: قاطعونا. ذلك أن المقاطعة هي أملهم الوحيد في تغيير لن يحدث سوى بضغط من الخارج. " وأضافت: "لقد دعا المجتمع المدني الفلسطيني منذ اكثر من عشر سنوات كل ذي ضمير في العالم لمقاطعة اسرائيل، دعوة لاقت صدى و تجاوباً متزايداً ليأتي الآن من يعمد إلى تجاهل هذه الدعوة و كسر الحصار المطلوب فرضه على اسرائيل بحجج واهية…قبل أقل من شهر استجابت المغنية الأمريكية لانا ديل راي لطلب حركة المقاطعة بالامتناع عن المشاركة في مهرجان ميتيور الذي تنظمه اسرائيل . و قبلها لبى نداء المقاطعة فنانون آخرون، فهل من الضروري أن تحصل موهبة ما على مباركة الصهيونية ليتم الاعتراف بها؟". وأردفت: "لنطالب السينمائيين المغاربة بالامتناع عن الذهاب الى اسرائيل و المشاركة في مهرجاناتها، ربما يلقى طلبنا صدى لديهم.. أما إذا لم يتراجعوا، فلا يعني هذا سوى نهايتهم بالنسبة للجمهور المغربي". وفي نفس السياق، كتب رئيس جمعية مغرب الفن عبر حسابه في الفايسبوك: "لم استغرب من مشاركة المخرج نبيل عيوش في مهرجان سينمائي إسرائيلي مثل مهرجان حيفا السينمائي، فهو مرتبط بدولة الاحتلال كما تبين من خلال شريطه الوثائقي "ارضي"، ولم استغرب ايضا من مشاركة المخرجتين نرجس النجار ومريم بنبارك في نفس المهرجان، لان الانسان عندما يكون مستلبا فكريا وعندما يفقد بوصلة الانتماء الثقافي فهو يفقد انسانيته ويفقد روح الدفاع عن القضايا الانسانية مثل القضية الفلسطينية التي يدافع عنها ايضا مخرجين اجانب وفنانين وجامعيين يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقاتل للشعب الفلسطيني اطفاله ونساءه وشيوخه ولشبابه الذي يتلقى الرصاص على ان يطأطأ الرأس لعدو سفاك للدماء على مدى التاريخ. وبالتالي قد نختلف فكريا وثقافيا ولكن مثل هذا الامر لا يعد شرفا ولا انفتاحا ولا إبداعا ولا حتى ما يقال الا علاقة بين الفن والسياسة فهذه سذاجة وخرافة وفكرة مدحوضة علميا وفكريا. " وأضاف مصطفى طالب:" مثل هذه التصرفات هي بمثابة وصمة عار على سجلهم والتي ستلاحقهم أينما حلوا وارتحلوا، كما هي بمثابة جبن وخوار . ولن تؤثر على عدالة القضية الفلسطينية بل هم الخاسرون. " وختم تدوينته: "التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين برمتها وهذه حقيقة تاريخية لن تتغير مهما زيف الصهاينة التاريخ ، خط أحمر كما الدفاع عن القضية الفلسطينية وكل القضايا الانسانية العادلة سواء كانت وطنية أو دولية، شيء مشروع."