علمت جريدة “العمق” من مصادر متطابقة، أن والي جهة مراكشآسفي كريم قسي لحلو الذي تقلد منصبه حديثا، أجل زيارة تفقدية إلى مستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي محمد السادس في آخر لحظة قبل موعدها أمس الاثنين. واحتشد مجموعة من الأطباء والعاملين بالمستشفى الذي شهد فضيحة إصابة 7 عاملين بداء السل عن طريق العدوى، من أجل إبلاغ همومهم وشكواهم للوالي الجديد لجهة مراكشآسفي، غير أن الزيارة التفقدية ألغيت في آخر اللحظات دون ذكر أسباب ذلك. ويشار إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش يعيش منذ أشهر حالة من الاحتقان بين الإدارة وبين النقابات، حيث سبق للجنة النقابية لمصالح المستعجلات للمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أن أعلنت أقسام المستعجلات بالمركز الجامعي “مصالح منكوبة”، ودقت النقابة المذكورة ناقوس الخطر بسبب الوضعية التي يعيشها قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ذاته، معتبرة أنه يعيش حالة احتضار وخاصة مصلحة مقاومة الصدمات التي شهدت تقليص عدد الممرضين به إلى حوالي النصف رغم ارتفاع وثيرة الحالات التي تستقبلها. واستنكرت ما وصفته ب "الهروب الجماعي للمسؤولين بمختلف درجاتهم وتنصلهم من أبسط إلتزاماتهم"، وكذا "عدم تعيين رئيس للمصلحة يملك إرادته و يمارس صلاحياته و يشرف على الأقسام المعنية بشكل دقيق ويومي". وأضافت أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس يعاني من غياب مقاربة تشاركية للإدارة في تدبير مصالح المستعجلات، وكذا غياب أي تنسيق بين مستشفى الرازي وابن طفيل رغم تبعيتهما لنفس المركز الاستشفائي، مشددة أن مستعجلات ابن طفيل وخاصة مصلحة مقاومة الصدمات تعاني من قلة الموارد البشرية وغياب التكوين في ظل ظروف عمل قاسية وحاطة بالكرامة، على حد تعبيره، ناهيك عن افتقار المصالح لأبسط التجهيزات والمعدات والأدوية، غياب لائحة الحراسة الخاصة ب Seniors de garde، وغياب لائحة الحراسة الخاصة بالأطباء المختصين في الطب الإستعجالي والإنعاش بأقسام المستعجلات ومقاومة الصدمات. كما أكدت افتقار المستشفى لجل التخصصات الطبية وبعض التخصصات الجراحية واستمراره بشكل غير مفهوم وسريالي في إستقبال الحالات المستعجلة الخاصة بها، إضافة إلى ترك الأطباء العامين يشرفون لوحدهم على حالات معقدة في أقسام مختصة داخل مستشفى من المفروض ان يكون جامعيا، وكذا ترك العاملات والعاملين من ممرضين وأطباء عامين وتقنيين وبالمركب الجراحي وبصيدلية المستعجلات يصارعون الوضع الكارثي لوحدهم. وقالت النقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي دعت إلى الوقفة الاحتجاجية بالتزامن مع الزيارة التفقدية لوالي الجهة، إنه منذ أكثر من أربعة أشهر والشغيلة الصحية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش تعيش حالة من الاحتقان والهلع بسبب تفشي عدوى داء السل بمصلحة مستعجلات مستشفى الرازي بحيث أصيب إلى حد اللحظة أكثر من عشرة موظفين. وأكد النقابة في تصريح إعلامي أنه بعد عدة احتجاجات خاضها المكتب النقابي الفدرالي قرر والي جهة مراكشآسفي زيارة مصلحة مستعجلات الرازي، لكن في الأخير تم تحويل زيارته إلى مستعجلات مستشفى إبن طفيل.