أثار تفويت السلطات الإقليمية بمدينة ميدلت للطابق العلوي للمركز الصحي والاجتماعي بمدينة الريش، لجمعية "الهناء لتنمية المرأة والطفل"، جدلا واسعا في الأوساط الجمعوية بالمدينة، دفع بعضها إلى إصدار بيان تستنكر فيه هذه الخطوة التي تمت بحسبها في "ظروف غامضة"، داعية إلى فتح تحقيق في الأمر. واستنكرت عدد من الجمعيات بمدينة الريش في بيان تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، "تفضيل جمعية الهناء لتنمية المرأة والطفل بالريش عن باقي الجمعيات"، بعد أن سلمت لها مفاتيح الطابق العلوي للمركز الصحي الاجتماعي المشترك ما بين الجمعية الفرنسية "أمدام" وجمعية الفتح لمحاربة داء السكري وقياس الضغط في "ظروف غامضة"، مؤكدين عزمهم "فضح التلاعب بالمركز المذكور". وبحسب الجمعيات الموقعة على البيان ذاته، فقد دفع النقاش الذي أثير حول هذا الموضوع، برئيس جمعية الهناء لتنمية الطفل بالريش إلى وضع شكاية، تتهم فيها بعض نشطاء المدينة ب"تعرضها للسب والقذف والتشهير بجمعيتها عبر دردشة بمجموعة على تطبيق "واتساب" وعلى صفحة ب"فيسبوك"، في حين اعتبرتها الجمعيات "مؤامرة محبوكة للنيل من مناضلي الريش ومحاولة لتكميم الأفواه، وشل تحركات المجتمع المدني وكل ما يخدم الصالح العام". وطالبت الجمعيات، يضيف البيان نفسه، ب"الجهات المعنية بالتراجع عن مثل هذه القرارات المتهورة لتجنب الاحتقان بين مختلف فعاليات المجتمع المدني بالريش"، معلنة "تضامنها المطلق مع الإعلامي زايد أهسو ومع باقي النشطاء المتهمين، وندين بشدة المضايقات والاستفزازات التي يتعرض لها مناضلي مدينة الريش من جهات معينة". رئيس الجمعية توضح وبالمقابل، أكدت رشيدة النعماوي رئيسة جمعية الهناء لتنمية المرأة والطفل، في تصريح لجريدة "العمق" أن ما قامت به من انجازات ومشاريع خصوصا فيما يتعلق بالمرأة والطفل بالمدينة هو الذي جعل السلطات تثق في جميعتها وتمنحها شرف تسيير الطابق العلوي من المركز الصحي والاجتماعي. وأوضحت النعماوي، أن السلطات الإقليمية بميدلت بعد إجراءها لبحث حول الجمعية، اقترحت عليها تسيير المركز، ولم تكن تعرف في الأصل أن المدينة تحتضن هذا المركز، مشددة على أنها تفاجأت أكثر من الجمعيات الموقعة على البيان باختيار الجمعية لهذه المهمة، لافتة إلى أنها استدعيت لمقر عمالة إقليم ميدلت وقامت بتوقيع الشراكة وتسلمت مفاتيح الطابق العلوي للمركز الذي لم تكن تستغله في الأصل أية جمعية. وأكدت المتحدثة ذاتها، أنها "تفاجأت بصفحة على "فيسبوك" تروج لخبر مفاده أنه سلمت مفاتيح الطابق العلوي للمركز لرئيسة جمعية الهناء لتنمية المرأة والطفل، من طرف باشا مدينة الريش في ظروف غامضة ومشبوهة ما فتح الباب لعدد من الأشخاص ليكيلوا لي التهم ويضربوا في عرضي ويتهمونني بأنني على علاقة غرامية بالمسؤول المذكور وأنا متزوجة ولدي طفلين". وأردفت أنها وضعت شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بميدلت ضد هؤلاء، مضيفة بقولها: "عوض أن يقوموا بالضرب في أعراض الناس، كان عليهم بالمقابل أن يتساءلوا عن المعايير التي تم بها انتقاء جمعيتنا لتسيير المركز، وكان عليهم أن يحاسبوا الجهة التي اختار لجمعية لهذه المهمة وليس محاسبتي أنا والتشهير بي على فيسبوك وتطبيق واتساب". وزادت، أن عددا من الجمعيات سحبت توقيعات من على البيان المذكور، بعد أن تبين لها أن الأمر يتعلق بضرب في الأعراض وتشهير برئيسة الجمعية، مضيفة أن "من انسحبوا أكدوا على حقي في متابعة هؤلاء قضائيا".