لم تكن فرحة اسبانيول برشلونة فرحة الفوز على الغريم الجار برشلونة فحسب، بل ابتهاجا وفخرا بفريقهم الذي استطاع تحقيق ما عجز عنه كبار القوم في الكرة الإسبانية. اسبانيول عكّر نصاعة تاريخ كروي يرصّعه البارسا هذا الموسم، باعتباره الفريق الوحيد –تقريبا في كل العالم- الذي صمد طويلا أمام هزات الخسارة في كل المنافسات والمناسبات. أي مرارة سيجترها في المقابل عشاق البيلوغرانا، حين شاء القدر أن تتكسر الأمجاد على يد الغريم الثاني لهم في اسبانيا. غالبا ما تخون حسابات الكأس الأقوياء مقارنة بحسابات الليغا، ففي الكأس تكون احتمالات التعويض ضئيلة، فكل خطأ أوتأخر قد يرمي الفريق الى خارج أسوار المسابقة، فكلنا نتذكر ما حدث للريال الموسم الماضي حينما خرج على يد سيلتا فيغو في دور الربع، وقبل الموسم الماضي بسبب الخطأ الإداري الفادح أمام قادش في مستهل المسابقة. من الصعب أن تصل الى قمة الإنجازات، لكن الأصعب ان تبقى طويلا في تلك القمة وتواصل السير على نفس المنوال؛ 29 مباراة في كل المسابقات دون خسارة ليس من السهل تحقيقه لكن عداده توقف مع اسبانيول في الديربي الثاني بين الفريقين هذا الموسم. لقد أصاب فالفيردي كبد الصواب حين قال ذات مرة "يجب علينا التعامل بهدوء في جميع المواقف سواء كانت جيدة أو سيئة، أحيانا الأمور تنحرف عن مسارها الطبيعي عندما يكون هناك صخب إعلامي، وهذا ليس جيدا"، لقد وقع ما يخشاه المدرب بسبب الهالة الإعلامية التي واكبت نتائج الفريق بعد صموده دون خسارة في كل الواجهات. فالفيردي قال أيضا عقب خسارة الكلاسيكو أمام الغريم في مباراة السوبر ، إن "الجميع سيخسر يوما ما، فهذا هو الأمر الوحيد المؤكد في هذه الرياضة. وسيمر ريال مدريد بمثل هذه اللحظات" وكأنه توقع هذا السيناريو المفاجئ لفريقه . ما حققه فالفيري بعد مباراة السوبر، كان رائعا ولا أحد يتوقع أن يكون السقوط أمام فريق يترنح في بطولة الليغا بين مد وجزر، ففريق اسبانيول يحتل المركز 14 في الليغا بقارق 27 نقطة عن برشلونة المتزعم، وهذا ما يؤكد صعوبة مباريات الكأس؛ فإذا عرفت كتيبة المدرب كيكي فلورتس كيف تحافظ على تماسكها وحماسها وتظهر بنفس الروح القتالية وحافظت على نظافة شباكها في لقاء العودة على "الكامب نو" أكيد انها ستكون المفاجأة لفريق يسعى للحفاظ على اللقب للمرة الرابعة تواليا. هل هي إذن عثرة صغيرة أم بداية لسقوط حتمي دشنه الجار اللدود، وستكون له تداعيات كبيرة على مسار الفريق الكتالوني على كل الجبهات التي يقاتل فيها بضراوة، خصوصا في بطولة الدوري الإسباني التي قطع فيها شوطا كبيرا نحو اللقب ال25 في تاريخه. وهل من منافس في الليغا يفرمل شيئا ما قطار البارصا السريع إسوة بما فعله اسبانيول بالكأس في سبيل عودة التشويق الى الدوري الأسباني ؟