نشرت صحيفة "التايمز" مقالا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية. ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته صحيفة "عربي21" اللندنية، إلى أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جاء لمعاقبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ لرفضه الخطة الأمريكية المقترحة للتسوية مع إسرائيل. ويلفت سبنسر إلى أن الرؤساء الأمريكيين أجلوا لأكثر من عشرين عاما هذا القرار؛ أملا في التوصل لتسوية سلمية، إلا أن المحادثات السلمية لم تحقق أي شيء، بحسب ما قاله الرئيس الأمريكي. وتذكر الصحيفة أن "الخطة التي قدمها صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر كانت مختلفة، وكان ترامب محقا في القول إن الخطة حظيت بالاستقبال ذاته الذي رفض فيه طرف لها، وفي هذه الحالة فإنهم الفلسطينيون". ويبين الكاتب أن "الخطة تحتوي على دولة فلسطينية، لكنها منزوعة السياسة أو محدودة، وستظل تحيط بها المستوطنات اليهودية، وسيظل أبناء اللاجئين وأحفادهم في المخيمات التي شردوا إليها بعد النكبة، وستحافظ قوات الاحتلال الإسرائيلي على حضورها، وأهم من هذا كله فإن القدس الشرقية لن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المقترحة". ويقول سبنسر إن "كوشنر عمل على إعداد الخطة سريعا مقارنة مع العمل الصبور السابق، والتشاور الذي قام به المبعوثون الأمريكيون من قبله، وبدلا من بناء دعم بطيء للخطة، فإنه حاول تسويقها بسرعة عبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في العالم العربي، ويقال إن ابن سلمان وافق على تقديم الخطة لعباس، وذلك في اللقاء الذي تم بينه وكوشنر في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وما هو غير واضح هو موقف الأمير نفسه من الخطة". ويفيد الكاتب بانه "تم استدعاء عباس في تشرين الثاني/ نوفمبر إلى الرياض، وتم الضغط عليه إما لقبول الخطة أو التعامل معها كنقطة بداية، وما هو واضح أن عباس رأى أنها غير مقبولة، واعتقدت الإدارة أن الأمير سيكون منزعجا مثلها من الرفض الفلسطيني، وهو ما يدعم بالتالي الخطة الانتقامية التي قام بها ترامب بشأن القدس". ويجد سبنسر بأنه "لو كان هذا هو التفكير فإنه جاء دون حسبة جيدة، حيث وجد الأمير أن حساباته مع واشنطن كانت أقل مما توقع، خاصة في حصار قطر، ومحاولة إجبار سعد الحريري على الاستقالة، وفي كلا الحالتين كانت الرسالة من الدبلوماسيين الأمريكيين مختلفة من التعهدات التي تلقاها، حيث دعم وزير الخارجية ريكس تيلرسون قطر، وتعاونت الخارجية مع فرنسا لتأمين خروج الحريري من الرياض". ويختم الكاتب مقاله بالقول: "رغم الكلام الدافئ الذي حظي به من الرئيس، إلا أن الأمير ليس مستعدا للتخلي عن دعم بلاده للفلسطينيين، رغم أنه لم يف به، ولهذا جاء تعبير (الخيبة) من قرار الرئيس الأمريكي".