احتفى المعهد العالي للإعلام والاتصال، صباح اليوم بالرباط، بالمؤرخ والدبلوماسي والسياسي الراحل محمد العربي المساري من خلال تخصيص قاعة " كرسي العربي المساري " المجهزة بالوسائل الضرورية للباحثين ليتمكنوا بذلك من تعميق وتطوير البحث العلمي في مجال أخلاقيات المهنة. وقال مصطفى الخلفي، في كلمته بهذه المناسبة، إن تخصيص كرسي باسم العربي المساري مبادرة نوعية ستساهم في تعزيز وإثراء التكوين والبحث العلمي في مجال أخلاقيات المهنة هذا الأخير الذي يعد عماد تطور مستقبل الصحافة في المغرب، معتبرا أن هذه المبادرة ستمكن الطلبة الباحثين في المعهد من الاستفادة من مهنيي القطاع والأكاديميين، ما سيؤثر إيجابا على المجال البحثي في الموضوع. أما القيادي في حزب الاستقلال، كريم غلاب، أشار إلى أن المساري اختار الإعلام إيمانا منه بأهمية الصناعة الثقافية، ودفعته ظروفه وطموحاته لاختيار الصحافة، عوض ميادين أخرى، متأسفا لحال الصحافة المغربية وبعض الصحفيين اليوم الذين لم يستطيعوا الوصول إلى تفوق الراحل وتميزه في هذا المجال، على حد تعبيره. وحضر الحفل كذلك عدد من قادة حزب الاستقلال، كمحمد بوستة، ومحمد الخليفة، إضافة إلى نقيب الصحافيين عبد الله البقالي، الذي اعتبر أن الصحافة المغربية تعيش محنة حقيقية، فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة، بسبب التغيرات الحاصلة في المجال الإلكتروني. يذكر أن محمد العربي المساري توفي يوم 25 يوليوز العام الماضي بالرباط، بعد معاناة مع المرض، وولد المساري سنة 1936 بتطوان، وتولى وزارة الاتصال في مارس 1998 داخل حكومة عبد الرحمن اليوسفي، قبل أن يقدم استقالته سنة 2000، كما عين سفيرا للمغرب بالبرازيل. والمساري هو عضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال منذ 1974، انتخب نائبا في البرلمان حيث ترأس الفريق النيابي لحزبه. كما عين سفيرا للمغرب بالبرازيل، كما اشتغل في الإذاعة من 1958 إلي 1964، والتحق بجريدة العلم التي تدرج فيها من صحافي إلى رئيس التحرير إلى مدير. وكان الراحل كاتبا عاما لاتحاد كتاب المغرب في ثلاث ولايات 64 و69 و72، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب منذ 1969 ثم نائب رئيس للاتحاد في 1996 حتى 1998، وترأس محمد العربي المساري ما بين 1984-1992 الفريق النيابي الاستقلالي للوحدة والتعادلية في البرلمان المغربي. ابتعد مؤخرا عن دائرة القرار في الحزب لكنه لم يدخل في صراعات قد تضر الحزب. نسق المساري فريق المثقفين الإسبان والمغاربة سنة 1978، وفي 1996 أصبح عضوا في لجنة "ابن رشد" للحوار مع إسبانيا. وعضو المجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط التي يقع مقرها في اشبيلية في سنة 2000، وتم تجديد عضويته بقرار ملكي في 2004. الدبلوماسي الراحل، كان عضو لجنة تحكيم جائزة "اليونسكو" لحرية الصحافة "غييرمو كانو" لسنة 2002 و2003 و2004. إضافة إلى ترؤسه لجنة التحكيم للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة 2003، كما ترأس لجنة جائزة المغرب للآداب سنة 2004. المساري هو باحث وناشط في قضية الدفاع عن اللغة العربية، له عدة مقالات في هذا الشأن، ومحاضرات في مؤتمرات الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية. فحسب رأيه، إن المعركة الأساسية التي ينبغي خوضها ضد التفرنس، هي المعركة القانونية، رغم طولها. وللراحل عدة مؤلفات بالعربية والإسبانية والبرتغالية، في موضوعات أدبية وسياسية وتاريخية وفي العلاقات الدولية.