دعا رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، إلى احترام الحياة الشخصية والمعطيات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا أن موضوع احترام الحياة الخاصة للمواطنين أصبح حقا من الحقوق الأساسية للإنسان. وأكد ابن كيران خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمفوضي حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والحياة الشخصية، أمس الأربعاء بمراكش، أن المغرب أصبح وجهة آمنة في مجال تداول المعطيات الشخصية ووجهة استثمارية ذات مصداقية في هذا المجال، وذلك من خلال وضعه لآليات قانونية لمواكبة التطور التكنولوجي وحصر الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب عن الاستعمالات غير المشروعة للتكنولوجيا الرقمية. وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إدريس الأزمي الإدريسي، أن "المغرب أولى أهمية خاصة لموضوع حماية الحياة الخاصة والمعطيات ذات الطابع الشخصي بشكل متصاعد، لاسيما خلال العقد الأخير وذلك من خلال مجموعة من التدابير التشريعية والمؤسساتية والإجراءات العملية الرامية إلى تكريس حماية الحياة الخاصة للأفراد". وأشار إلى أنه "من أجل الارتقاء بحماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية إلى المستوى المتعارف عليه دوليا، تم سنة 2009 إصدار القانون رقم 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ومرسومه التطبيقي"، مشددا على أن المغرب بصدد إتمام عملية المصادقة على اتفاقية مجلس أوروبا عدد 108 وعلى بروتوكولها الإضافي. وأوضح رئيس الحكومة، أنه من خلال اعتماد المغرب لهذه الترسانة القانونية والمؤسساتية الرامية إلى تقليص الهوة الرقمية وتوجيه التطور التكنولوجي لخدمة الإنسان مع احترام حقوقه وحماية حياته الخاصة، أضحى المغرب من بين البلدان العربية والإسلامية والإفريقية القليلة التي أسست لجنة وطنية لمراقبة حماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية، حسب قوله، وذلك بعدما تم في غشت 2010 تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بعد تعيينها من قبل الملك محمد السادس. ابن كيران شدد في كلمته على "على ضرورة العمل سويا، فاعلين اقتصاديين ومؤسسات حكومية وحقوقيين ومجتمع مدني، من أجل إيجاد حلول تأخذ مختلف الرهانات والمصالح بعين الاعتبار بشكل متوازن، عبر وضع ميثاق عالمي لحماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية، مؤكدا أن المغرب، باعتباره فاعلا جهويا مؤثرا في مشروع بناء السلام والاستقرار، لن يدخر أي جهد للدفع في هذا الاتجاه بكل جد وحزم". يُشار إلى أن المؤتمر الدولي ال38 لمفوضي حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والحياة الشخصية، الذي ينظم بمراكش تحت رعاية الملك محمد السادس، يعرف مشاركة ممثلين عن الهيئات المشرفة على تنظيم المعطيات الشخصية من خمس قارات، وأساتذة جامعيين ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص، إلى جانب فاعلين في مجال الأنترنت (ميكروسوفت، فايسبوك، لينكدن، يوبير، وأبل).