بمشاركة عشرات الآلاف، انطلق "موكب الفخر المثلي" السنوي؛ وهي مسيرة المثليين السنوية الأكبر في تاريخ مدينة "تل أبيب" الإسرائيلية والعالم. وبعد تحضيرات دامت أكثر من شهر، استضافت "تل أبيب" المدينة الإسرائيلية التي تشتهر باحتضانها للمجتمع المثلي، أكبر مسيرة للمثليين في تاريخها، وهي الحدث المركزي للاحتفالات التي يقيمها مجتمع مثليي الجنس في "إسرائيل"، حيث يمتد لثلاثة أيام متواصلة، وفق ما أروده موقع "المصدر" الإسرائيلي. وبحسب تقدير الشرطة الإسرائيلية، فقد شارك نحو 200 ألف شخص في المسيرة، من بينهم 30 ألف سائح أجنبي، وهو ما دفع الشرطة لإغلاق العديد من الشوارع، وتكثيف التواجد الأمني خشية اعتداءات ينفذها متدينون يهود متطرفون يعارضون مثل تلك الفعاليات. وأورد موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن الشرطة الإسرائيلية اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وانتشر مئات من عناصر الشرطة، الذين حذروا المشاركين من تجنب إحضار معدات حادة أو صواريخ إلى المنطقة، إضافة للحيوانات أو الدراجات، كما سمح للشرطة بتفتيش المشاركين في المسيرة دون سبب. وقامت الشرطة باعتقال إسرائيلي من منطقة "بني براك" لتهديده المسيرة عبر منشور له على "فيسبوك"، علما بأن شعار هذه المسيرة لهذا العام هو "زهور مزدوجي الميول الجنسية" وهو ما جعله "أكبر مواكب الفخر في العالم التي تحتفل بازدواجية الميول الجنسية". وفي كل عام، يختار أفراد المجتمع المثلي في "تل أبيب" موضوعا لأحداث هذا المهرجان الذي يجذب عددا كبيرا من السائحين الأجانب، حيث اتخذ مهرجان العام الماضي شعار "النساء للتغيير"، وظهور المتحولات في عام 2015. ورفع المشاركون في هذه المسيرة الغنية بالألوان شعارات تطالب بالمساواة الجندرية، ومنح الحقوق لأصحاب الازدواجية الجنسية، حيث قام المنظمون بالعديد من عروض الرقص والغناء". يذكر أن جزءا كبيرا من المحتفلين في المسيرة لا ينتمون إلى فئة المثليين وإنما يناصرونهم، ووقف المشاركون دقيقة حداد قبل انطلاق المسيرة على الفتاة الإسرائيلية شيرا بنكي (16 عاما)، التي قتلت على يد اليهودي الحاريدي يشاي شليسل طعنا عام 2015، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل بنكي، و30 عاما إضافيا بتهمة ست محاولات قتل لمتظاهرين آخرين وسنة سجن أخرى لانتهاك شروط إطلاق سراحه، وفق "المصدر". ويحوز مجتمع المثليين في "إسرائيل"، بحسب موقع "المصدر"، على دعم كبير من قبل رئيس بلدية "تل أبيب"، رون خولدئي، الذي رأى أن "العواصم العالمية التي تحتضن احتفالات المثليين تزداد، وتستعد تلك المدن لاستقبالهم من جميع أنحاء العالم، إلا أن المسيرة ما زالت طويلة لمنح المثليين حقوقهم الكاملة". فيما أوضحت هيلا بوخنيك، وهي إسرائيلية مشاركة إسرائيلية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنها شاركت في المسيرة تشجيعا لابنها، الذي علمت أنه "مثلي، وكان من الصعب تقبل هذا الخبر، لكني اليوم أناضل من أجله وأجل حقوق المثليين الآخرين غيره". عربي 21