تطورات خطيرة تلك التي شهدها المؤتمر الاستثنائي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التابعة لحزب الاستقلال، حيث تدخلت قوات الأمن وقامت بمنع أعضاء النقابة من استكمال انعقاد المؤتمر الذي احتضنته، صباح اليوم الأحد 21 ماي 2017، قاعة "زينيت" بحي الرياض في الرباط. وقال مصدر من عين المكان في تصريح لجريدة "العمق"، إن أمور انعقاد أشغال المؤتمر كانت تسير بصورة طبيعية إلى حدود الساعة الحادية عشرة، حيث حلت قوات التدخل السريع فجأة بالقاعة التي تحتضن النشاط، وقامت بمحاصرته ومنعت عددا من المؤتمرين من الدخول إلى القاعة. وأورد المصدر ذاته، أن بعد حوالي 10 دقائق من محاصرة الأمن للقاعة، حل كل من الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط مرفوقا بالكاتب العام للنقابة كافي الشراط وسمحت لهم بالدخول، حيث انطلقت أشغال الجلسة العامة، وأثناء حديث شباط بدأت قوات الأمن تحاول اقتحام القاعة التي يوجد بها نشاط النقابة، مما دفع بعدد من الأعضاء لرفع شعارات منددة. مصدر جريدة "العمق"، أورد أنه أمام حالة الاحتقان الشديدة التي تسبب فيها الأمن داخل المؤتمر، قام المنظمون بعرض النظام الأساسي الجديد للنقابة للتصويت على أنظار المؤتمرين وهو ما تمت الموافقة عليه، كما تم اقتراح خاليد لحلو رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر العادي المقبل، حيث تم انتخابه بالإجماع، وتم أيضا انتخاب المكتب التنفيذي. وأشار أنه أثناء ذلك تدخل فعليا رجال الأمن وقاموا بمنع استمرار أشغال المؤتمر وقطعوا الكهرباء عن القاعة، حيث خلف التدخل الأمني أربع إصابات في صفوف المؤتمرين، منها إصابة خطيرة على مستوى الرأس طالت أحد المؤتمرين، حيث تم نقل الجميع بواسطة سيارة إسعاف نحو المستشفى. وأبرز أن قيادات النقابة عندما استفسرت عمن أعطى الأمر للأمن بالتدخل، توصلت إلى أن وكيل الملك لم يأمر أي جهاز من أجل منع المؤتمر، الذي حاز على حكم قضائي أول أمس الجمعة يقضي بصحة انعقاده في الرباط، وذلك بعدما تقدم تيار النعم ميارة المقرب من حمدي ولد الرشيد بدعوى قضائية استعجالية لوقف انعقاد أشغال المؤتمر. شباط: إذا مُتّ فوزارة الداخلية مسؤولة وفي الوقت الذي كان المؤتمر ينعقد في ظل حصار أمني لقاعة "زينيت"، أعرب الأمين العام لحزب الاستقلال عن تشبثه بالبقاء في المنصة وطالب من الجميع عدم الخروج من القاعة، وسط هتافات قوية تدين الاقتحام الأمني، حيث تم رفع شعارات ترفض العسكرة، مرددين هتافات من قبيل: "يا شباط ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، "بالروح بالدم.. نفديك يا شباط"، "هذا عيب هذا عار.. النقابة تحاصر.. والمغرب في خطر". وبمجرد اقتحام أفراد الأمن للمنصة، صاح شباط بالقول: "الله أكبر.. الله أكبر"، طالبا من كل أعضاء النقابة عدم مغادرة القاعة، قائلا: "نموت ونظل في هذه القاعة، ورغم قطع الكهرباء، أقسم بالله سنموت شهداء من أجل النقابة ومن أجل الحزب"، معتبرا أن ما حدث اليوم "لم نعشه حتى مع أوفقير"، وفق تعبيره. الأمين العام لحزب الاستقلال، حمل وزارة الداخلية مسؤولية أي وفايات محتملة قد تقع في هذا التدخل الأمني، قائلا في كلمته أثناء الاقتحام الأمني: "إذا كان شي موت لا قدر الله، فهي على يد الأجهزة الأمنية ديال المغرب"، مضيفا أن "الذي يتحكم في الأحزاب والنقابات هي الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية". واتهم شباط وزارة لفتيت بالمسؤولية المباشرة عن احتمال وفاته وأبنائه، حيث قائلا: "إلا متنا حنا أو وليداتنا، فالأجهزة القمعية وراء ذلك، واتهمها مباشرة وأنا أعي ما أقول"، مردفا بالقول: "نحن ملكيون ولسنا قمعيون، عاش الملك.. عاش الملك". شباط الذي كان يتحدث في ظل تدافع كبير من حوله، أكد أن المؤتمر سينتخب هياكله ولا يمكن الهجوم عليه، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال "لا يمكنه أن يدخل في جوقة ضد إرادة ومطالب الشعب المغربي، ولهذا موقفنا كان واضحا بعدم المشاركة مع الأحزاب الإدارية في انقلاب 8 و9 أكتوبر المنصرم، ورفضنا ذلك".