أوقف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، خطيبا عن مهمة الخطابة بمسجد عبد الله الفخار بمدينة تطوان، ابتداء من اليوم الأربعاء 20 يوليوز 2016، داعيا المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بتطوان إلى تنفيذ هذا القرار، فيما خرجت دعوات من طرف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للاحتجاج على قرار الوزارة والتنديد ب"حملة توقيف الخطباء". التوقيف يمنع دون ذكر السبب ولم يذكر وزير الأوقاف أي سبب لتبرير قراره حسب مراسلة القرار، اطلعت جريدة "العمق المغربي" على نسخة منها، مكتفيا بأن هذا القرار تم بناء على الظهير الشريف رقم 1.14.104 في شأن مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم، والظهير الشريف رقم 1.16.38 في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. الخطيب الموقوف إدريس العلمي، وهو واحد من أشهر خطباء الجمعة بتطوان، أكد في اتصال مع جريدة "العمق المغربي" قرار توقيفه، مشيرا إلى أنه تسلم أمس الثلاثاء قرار إنهاء تكليف من مهمة الخطابة بمسجد عبد الله الفخار، من يد مندوب الشؤون الإسلامية بتطوان. الخطيب يتفاجأ الخطيب الموقوف، عبر عن استغرابه من عدم ذكر سبب توقيفه كما جرت به مسطرة الوزارة في قرارات العزل، مشيرا إلى أن الوزارة لم توجه له أي استفسار طيبة تكليفه خطيبا بهذا المسجد لأزيد من 10 سنوات، علما أنه خطيب جمعة بمدينة تطوان منذ 17 عاما. إدريس العلمي، أضاف أنه لم يخالف قواعد الخطابة أو شيئا من ثوابت البلد أو ما جرى به العمل، "ولم يصدر مني في ذلك شيء يذكر، حتى يقال: فلان فعل ما يستحق عليه أن يحال بينه وبين دعوة الناس إلى ربهم وتعليمهم، لأني بحمد الله أعي معنى أن أكون خطيبا على منبر أنوب فيه عن ولي الأمر، ولست حديث عهد بالخطابة، ولا دعيا لصيقا بهذه المهمة، وذلك الفضل من الله". وكشفت مصادر "العمق المغربي"، أنه سبق لوزارة الأوقاف، أن رفضت السماح للخطيب العلمي باجتياز مباريات أساتذة التعليم العالي رغم حصوله على شهادة الدكتوراه، مشيرة إلى أنه يعمل موظفا في وزارة الأوقاف بعمالة المضيق. غضب ودعوات للاحتجاج مباشرة بعد انتشار خبر إيقاف الخطيب العلمي المعروف في تطوان، خرجت دعوات غاضبة إلى تنظيم وقفات احتجاجية بعد غد الجمعة، خاصة وأن الكثيرين يؤكدون أن الخطيب معروف عنه وسطيته واعتداله ونبذه للأفكار المتطرفة والمائعة على حد السواء. وعلق أحد النشطاء على قرار التوقيف على مواقع التواصل الاجتماعي، "هذه التوقيفات غير مبررة وغير مفهومة، خاصة وأنها تستهدف خطباء ودعاة معتدلين ولهم مصداقية وقبول عند الناس"، فيما علق آخر بالقول"هذه كارثة عظمى، كيف سنحمي المدينة من الفكر المتطرف والوزارة توقف الدعاة المعتدلين ؟". وعاينت جريدة "العمق المغربي" حالة غضب على صفحات ومجموعات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بتوقيع عريضة وتحريك دعاوى قضائية ضد الوزارة. "حملة" إعلامية ضد الخطباء الخطيب الذي بدا متأثرا بقرار توقيفه، خصوصا وأن فئة عريضة من سكان المدينة يتزاحمون على مسجده لحضور خطبه كل يوم جمعة، لمح إلى إمكانية تسبب مقالات صحفية ضده في قرار الإيقاف، نُشرت على موقع إلكتروني غير موقعة باسم كاتبها طيلة أيام، واصفا إياها بأنها "مليئة بالأنفاس الخبيثة والوقاحة والزور والكذب وتضليلا للرأي العام، يظل على حقد دفين وحسد لذي الفضل من العلماء والدعاة والخطباء والوعاظ". وأشار الخطيب ذاته، إلى أن هذا الموقع "كتب مقالات أخرى عن خطباء آخرين في سبتة، ومرتيل، وطنجة، بنفس هذا النّفس الخبيث وألفاظه وعباراته، مما يدل على أنه يصدر من نفس واحدة بلا شك، لكن صاحبها لم يجرؤ أن يكتب اسمه، وهذا جُبن في مقام المنازلة، فإن من يرمي الناس بالباطل لا يختفي عن الأنظار إلا لجبنه وخورِه، وزيف ما عنده، وكذب دعواه"، وفق تعبيره. يُذكر أن وزارة الأوقاف، كانت قد أوقفت عددا من الخطباء والوعاظ بمدينة تطوان، أبرزهم الخطيب فؤاد الدكداكي في مسجد بوعنان، والواعظ محمد بوخبزة عن إلقاء الدروس يومي الأربعاء والخميس بمسجد سيدي طلحة.