كشف رجل أعمال إسرائيلي مقرب من عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تفاصيل مثيرة حول ما يحدث في كواليس تلك العائلة التي تلاحقها اتهامات الفساد منذ عام 2015، وامتثلت على تلك الخلفية للتحقيقات في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، والتي يبدو أنها على صلة بقرارات سياسية عديدة. ونشرت القناة الإسرائيلية الثانية تحقيقاً، اليوم السبت، عبر موقعها الإلكتروني، اعتمادًا على شهادات أدلى بها روني مانا، كاتم أسرار عائلة نتنياهو سابقًا، ورجل الأعمال الحالي الذي ذاع صيته في سوق العقارات الإسرائيلي بشكل كبير، كما كان صديقًا مقربًا للعديد من الفتيات اللواتي فزن بلقب ملكة جمال إسرائيل، والتي كانت آخرهن نيكول هالبرين، الحاصلة على اللقب عام 1989، والتي أصبحت زوجته فيما بعد. وبحسب التحقيق، فقد انتهت العلاقة بين مانا وبين عائلة نتنياهو قبل سنوات، وأن رجل الأعمال يحرص اليوم على كشف العديد من أسرار تلك العائلة، بعد أن كان داعماً متحمسًا لحزب "الليكود" وطالما قدم المشورة لرئيس الوزراء، لا سيما بعد أن لاحقته قضايا التهرب الضريبي، معتبراً أن نتنياهو تخلى عنه. وتوجهت القناة الثانية لرجل الأعمال الإسرائيلي بناء على التحقيقات التي أجريت مع نتنياهو وزوجته ونجله يائير منذ يناير الماضي، بشأن شبهة الفساد المتعلقة بهدايا غير قانونية حصلوا عليها من رجال أعمال، وهي القضية التي عرفت باسم "ملف 1000′′، ليفجر مفاجآت تدل على أن سارة زوجة رئيس الوزراء على صلة بقرارات سياسية عديدة اتخذها الأخير. وأكد الصديق السابق لعائلة نتنياهو، أن زوجة رئيس الوزراء اعتادت التوجه لرجال الأعمال وأصدقاء العائلة الأثرياء، وطالبتهم بشراء الملابس والأغراض الشخصية الأخرى سواء لها أو لزوجها وأبنائها، كما أنها تتعمد إهانة العاملين بمقر رئيس الحكومة، وتتدخل بشكل فج في الشؤون السياسية. وتحدث مانا عن أواصر الصداقة مع العائلة، وقال إنه كان يتواصل مع نتنياهو وسارة 24 ساعة يوميا، وكان مستشارًا لهما في غالبية الملفات اليومية، فيما كان نتنياهو ضيفًا دائمًا عليه في منزله، مضيفًا أنه كان يهتم بشؤون أبناء نتنياهو بشكل استثنائي. وأشار إلى أنه بعد تشكيل نتنياهو للحكومة الثانية، بدأ الأخير يتنصل منه. وكشف رجل الأعمال الإسرائيلي جانبا من طبيعة شخصية سارة نتنياهو، وقال إنها مولعة بالهدايا الثمينة، وإنها لا تتردد في طلب مثل هذه الهدايا من المقربين الأثرياء، كما إنها مولعة بشرب الخمور دون أن تشتري يوماً زجاجة واحدة على نفقتها الخاصة. وقال "الجميع يعلم أن عائلة نتنياهو لا تحب أن تدفع الثمن، حين تجلس معهما عليك أن تدفع من أجلهما". وطبقاً لما جاء في التحقيق، فقد تدخلت سارة في تعيين نفتالي بينيت، الذي يتولى منصب وزير التعليم حاليا، ويترأس حزب "البيت اليهودي"، لمنصب كان وزير الدفاع المستقيل موشي يعلون قد رشحه له عام 2009. ونوه إلى أن يعلون، كان قد رشح بينيت لتولي منصب مدير عام وزارة الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية، التي كانت وقتها تتبع مباشرة مكتب رئيس الحكومة، قبل أن يتم فصلها وتحويلها إلى وزارتين منفصلتين. موضحا أن سارة منعت تعيينه، حيث تمت إقالته بعد نصف ساعة فقط من وصول المعلومات إليها. وتطرق لعلاقات سارة المتردية بوزيرة العدل الحالية آيليت شاكيد، وألمح إلى حالة من الحقد الذي تكنه للوزيرة، لدرجة أنها تمنع نتنياهو من الاقتراب منها أو ذكر اسمها في المجالس الخاصة، موضحاً أن سارة تحرص على عدم تواجد شاكيد على نفس الطائرة خلال الرحلات الخارجية، كي لا تحدث مقارنة بينها وبين وزيرة العدل من زاوية نسائية بحتة. وفي المقابل ردت عائلة نتنياهو، بحسب التحقيق، على ما أورده مانا، واتهمته بتعمد تشويه صورة العائلة وتلفيق روايات كاذبة، وذلك بعد أن قررت العائلة قطع صلاتها به منذ 8 سنوات، مضيفة أن مانا لا يتوقف منذ ذلك الحين عن محاولة التواصل مع زوجة رئيس الوزراء، وأنه أرسل إليها عشرات الرسائل الهاتفية ما بين الثناء وأخيراً التلميح إلى كشف أسرار العائلة وتشويه سمعتها.