حارب الإسلام الجاهلية بكل اشكالها. ومنذ بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر الدين الاسلامي، رفع راية النور والعلم والمعرفة لمحاربة الجهل والجاهلية والظلام، ولعل دليل ذلك أن اول ما نزل من القران كان “ اقرأ باسم ربك الذي خلق”. ومن أخطر ما كان منتشرا قبل مجيء الاسلام، عادات تقلل من شأن المرأة العربية في الجاهلية، وتجعلها بضاعة رخيصة، يتاجر بها، وتمتهن حقوقها. ومن هذه العادات التي كانت سائدة، هو الزنا الفاحش بالمرأة، تحت ستة مسميات، اخترعت في الجاهلية وهي كلها حرمها الاسلام، وحاربها من خلال الزواج الحلال وفق اصول الشريعة الاسلامية. ولعل أبرز هذه المسميات 1 الاستبضاع وهو أن يدفع الرجل بزوجته إلى رجل آخر من عليّة القوم، كشاعر أو فارس أو ذي حسب ونسب، فيناكح الرجل الغريب المرأة، وحين يقع حملها تعود إلى زوجها. 2 المُخادِنَة المخادنة هي المُصاحبة، وفيها ما ذكر في القرآن: "ولا متخذات أخدان". إذ كانت بعض النساء قبل الإسلام، تصادق عشيقاً غير زوجها، ويقع بها. وهناك اختلاف حول كيفية المخادنة قبل الإسلام، وحتى بعده. فقيل إن المخادنة لا تصل إلى النكاح، ويكتفي العشيق من المرأة بالقبلة والضمة، كما قيل إنه النكاح. كذلك يُختلف في ما إذا كانت ممارسة سرية أو عرفاً متّبعاً، وإن كانت أكثر الدلائل تشير إلى كونها كانت سرية. فقد قال مثل عربي عن المخادنة: "ما استتر فلا بأس به، وما ظهرَ فهو لؤم". 3 البَدَل وهو أن يُبدّل الرجلان زوجتيهما، لفترة مؤقتة، بُغية التمتع والتغيير، دون إعلان طلاق أو تبديل عقد زواج. يروى عن أبي هريرة قوله: "إن البدل في الجاهلية، أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك، وأنزل لك عن امرأتي، وأزيدك". 4 المضامدة وهو اتخاذ المرأة زوجاً إضافياً أو إثنين، غير زوجها. وفي المعاجم اللغوية، الضماد هو أن تصاحب المرأة إثنين أو ثلاثة، لتأكل عند هذا وذاك في أوقات القحط. وفي ما يبدو، فإن هذا النوع لم يكن مستحباً، وربما اعتبره العرب خيانة من المرأة، وإن كان معمولاً به ومنتشراً. وقد أنشد أبو ذؤيب الهذلي، الشاعر الجاهلي المعروف: "تريدين كيما تضمديني وخالداً/ وهل يجتمع السيفان ويحكِ في غمدٍ؟". ويروى أنه ألقى البيت السابق لمّا أشركت زوجته معه ابن عمه خالد بن زهير، وكان الهذلي يعتبر هذا النوع منكراً. وقال: "إني رأيت الضمد شيئاً نكراً". وقال أيضاً في هذه الحادثة: "أردتِ لكيما تضمديني وصاحبي/ ألا لا، أحبّي صاحبي ودعيني". 5 الرهط وهو أن يجتمع عشرة من الرجال، وينكحون امرأة واحدة. وإذا حملت، أرسلت إليهم جميعاً، ثمّ تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها، ولا يستطيع أحد الامتناع عن الاعتراف به. 6 أصحاب الرايات وهنّ ما يمكن تسميتهن بالبغايا، أو ممارسات الدعارة، بحسب ما نقول اليوم. إذ كانت المرأة منهن، ترفع الراية (ويقال إنها كانت حمراء) علامة على أنها جاهزة، فيأتيها الرجال.