حدد الباحثون سلسلة من التغيرات تحدث للدماغ عندما يتوقف شخص عن التدخين يعتقد أنها تساعد على التنبؤ باحتمال عودته للتدخين مرة أخرى. وتعتبر هذه الدراسة الخاصة بالأعراض الانسحابية للنيكوتين الأولى من نوعها التي تدعي القدرة على التنبؤ بإمكانية عودة المدخن إلى السجائر مرة أخرى استناداً على صورة الدماغ. أجرى الدراسة باحثون من مركز إدمان النيكوتين في جامعة بنسلفانيا، ونُشرت الدراسة في دورية "نيوروسيكوفارماكولجي"، وبحسب النتائج يمكن تحليل الاستجابة العصبية حتى بعد يوم واحد من الانقطاع عن التدخين للحصول على معلومات قيمة عن نشاط الدماغ والذاكرة، وتأثير ذلك على إمكانية حدوث انتكاسة والعودة إلى التدخين.
أشرف على الدراسة البروفيسورة كارين ليرمان رئيس مركز إدمان النيكوتين في جامعة بنسلفانيا، والبروفيسور جيمس لوجهيد أخصائي الطب النفسي بالجامعة.
قام فريق البحث بإجراء تصوير للدماغ بالرنين المغناطيسي ل 80 مدحناً قاموا بالإقلاع عن التدخين، أعمارهم بين 18 و65 عاماً، وكان الحد الأدنى لتدخين كل منهم 10 سجائر في اليوم لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
أجري تصوير الرنين المغناطيسي على الفور بعد تدخين آخر سيجارة قبل الإقلاع، ثم بعد 24 ساعة، وخضع المشاركون لاختبار بعد أسبوع لتقييم السلوك وفحص البول للتأكد من خلو الجسم من التبغ، حيث تشير نتائج دراسات أخرى إلى أن الشخص الذي يتمكن من عدم التدخين لمدة 7 أيام يستطيع الإقلاع لمدة 6 أشهر على الأقل.
خلال فترة الدراسة نجح 19 شخصاً في مواصلة الإقلاع عن التدخين، وانتكس 61 مدخناً، وتبين أن الذين انتكسوا قد انخفض لديهم نشاط في منطقة معينة من الدماغ تسمّى قشرة الفص الجبهي اليسرى. وتقوم هذه المنطقة بوظائف معرفية تتعلق بالذاكرة والتركيز.
ولاحظ الباحثون أيضاً وجود نشاط متزايد في منطقة أخرى من الدماغ لدى المدخنين الذين انتكسوا هي منطقة القشرة الحزامية الخلفية.
باستخدام نموذج التنبؤ الذي يعتمد على البيانات السلوكية والسريرية تمكن الباحثون من التنبؤ ب 67 بالمائة من الحالات التي انتكست، لكن عند تطبيق بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي أمكن التنبؤ ب 81 بالمائة من حالات الانتكاس.
وقالت النتائج إن نموذج التنبؤ يساعد على توجيه الأهداف العلاجية، وتحديد التدخلات الدوائية والتدخلات العصبية غير الدوائية المطلوبة لتشجيع الإقلاع عن التدخين.