سيدي إفني/14 نونبر 2014/ومع/ في مبادرة، تعد الأولى من نوعها على صعيد إقليمسيدي إفني، انخرط فاعلون تربويون ومدنيون بجماعة بوطروش القروية في عملية محاربة ظاهرة الهدر المدرسي، وخصوصا في صفوف الإناث، من خلال عملية تسيير حافلتين للنقل المدرسي تم اقتناؤهما بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. واستشعارا منهم بما يهدد مستقبل الأجيال الصاعدة بهذه المنطقة، التي تبعد عن مدينة سيدي إفني بحوالي 110 كلم، تضافرت الجهود في إطار "جمعية تنمل لتسيير النقل المدرسي" للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة، التي أضحت تقض مضجع المسؤولين التربويين والآباء على حد سواء. وبموجب اتفاقية بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليميلسيدي إفني، ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والنيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، استفادت جمعية "تنمل"، وهي كلمة أمازيغية تعني المدرسة، باعتبارها حاملة للمشروع، من حافلتين للنقل المدرسي من الحجم المتوسط تسهر حاليا على تدبيرهما بدعم من المجلس الجماعي. وقال نائب رئيس الجمعية محمد ظني إن انخراطهم في هذه المبادرة جاء انطلاقا من استقراء لمؤشرات التمدرس بالمنطقة من طرف الفاعلين التربويين والتي تبين ارتفاع نسب الهدر المدرسي خاصة في صفوف الإناث. وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تجربة النقل المدرسي التي انطلقت قبل شهر مكنت من ضمان النقل المدرسي لفائدة 132 تلميذة وتلميذ يتابعون دراستهم بملحقة بوطروش الإعدادية والثانوية التأهيلية محمد اليزيدي بمركز جماعة تيغرت (حوالي 14 كلم عن مركز بوطروش). وأشار إلى أن مصاريف تدبير النقل المدرسي، الذي تشرف عليه الجمعية، يتم استخلاص جزء منها من خلال مساهمات المستفيدين، تنضاف إليها منحة سنوية (40 ألف درهم) تقدمها الجماعة القروية لبوطروش، بموجب اتفاقية شراكة، من أجل تغطية أجور السائقين والمرافقين، مبرزا، في هذا السياق، أن الجمعية بصدد البحث عن شراكات أخرى وتعبئة موارد مالية إضافية لتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه التجربة وضمان نجاحها واستمراريتها. وأضاف أن الجمعية ستنظم، بموازاة مع عملية تدبير النقل المدرسي، قافلة للتعبئة الاجتماعية تستهدف الدواوير التابعة للجماعة للتحسيس بأهمية التمدرس وإرجاع المنقطعين عن الدراسة للحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وستتبنى مشروعا لتعميم أقسام التعليم الأولي بكافة المؤسسات التعليمية الابتدائية بشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسيدي إفني، وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، من أجل تجويد التعلمات وضمان توسيع قاعدة التمدرس بالمنطقة. من جانبه، اشار النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إبراهيم المعدري، في تصريح مماثل، إلى التجاوب والانخراط التلقائي الذي أبدته الساكنة المحلية ومختلف الفاعلين المحليين من أجل إنجاح هذه التجربة الواعدة. وأكد أن الجمعية المشرفة على عملية تدبير النقل المدرسي بصدد البحث بتنسيق مع النيابة الإقليمية عن صيغة تمكنها من توسيع هذه التجربة لتشمل باقي الجماعات التابعة لمنطقة مجاط التي تعاني "من هدر مدرسي يتميز بانقطاع الفتيات وعدم التحاقهن بالسنة أولى من التعليم الثانوي الإعدادي". كما أشار إلى التدابير التي تقوم بها النيابة الإقليمية من أجل الحد من هذه الظاهرة بالوسط القروي على صعيد الإقليم، على الرغم من الإكراهات المرتبطة بالأعراف والتقاليد الاجتماعية والمتمثلة، على الخصوص، في توفير بعض وجبات الغذاء والمنح ومبادرة مليون محفظة والنقل بواسطة الدراجات الهوائية، مؤكدا أن هذه التدابير يتعين دعمها ببرامج أخرى لتحقيق الأهداف المنشودة من بينها الدعم التربوي والأنشطة المندمجة والموازية والأندية التربوية والمسرح المدرسي والخرجات البيداغوجية والترفيهية، إضافة إلى التعلم عن بعد والأنشطة التربوية في إطار التوأمة والشراكة مع المؤسسات التعليمية داخل الوطن وخارجه. ودعا النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بهذه المناسبة، إلى مزيد من التوعية والتحسيس وتوحيد الجهود للتغلب على إكراهات النقل المدرسي والحد من استمرار نزيف الهدر المدرسي خصوصا في صفوف الفتيات. للإشارة فإن مبادرة مماثلة سترى النور قريبا بجماعة تيوغزة، بدعم من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي إفني، وبشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس الجماعة وجمعية آباء وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس سيدي احساين.