في إطار مراعاة دروس التاريخ، يعتزم مصممو جيل جديد من الصواريخ الأمريكية، إدخال أنظمة للهروب، تعطي أفراد الطاقم فرصة للنجاة، من حوادث الإطلاق المماثلة لحادث انفجار صاروخ انتاريس غير المأهول، يوم الثلاثاء الماضي، التابع لشركة اوربيتال ساينسيز. وكانت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، قد تجنبت الاستعانة بأنظمة الهروب في أسطول مكوك الفضاء المتقاعد حالياً، اعتقاداً منها بأن سفن الفضاء أكثر أماناً بكثير عما اتضح بعد ذلك. فقد تحطم هذا الوهم في 28 يناير(كانون الثاني) عام 1986، عندما تسرب غاز من صاروخ يعمل بالوقود الصلب، وهو ما قضى على المكوك تشالنجر وطاقمه المكون من سبعة أشخاص، بعد نحو 72 ثانية من إطلاقه من مركز كنيدي للفضاء بولاية فلوريدا. وعلى غرار تصميمات كبسولات الفضاء ميركوري وأبولو، في حقبة الستينات، ستضم مركبة الفضاء المأهولة المقبلة "أوريون" التابعة لناسا، برجاً ملحقاً بقمة مركبة الفضاء، والذي يمكن أن ينفصل عن مركبة الفضاء التي تواجه مشكلات عند إطلاقها، ومن ثم يتم إنزال الطاقم بشكل آمن. ويمكن تفعيل ما يسمى "نظام إجهاض الإطلاق" في أجزاء من الثانية، ليقذف كبسولة الطاقم على بعد حوالي 1.6 كيلومتر في ثوان. وسوف تختبر شركة سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس إكس) الخاصة، ومقرها كاليفورنيا، العام المقبل، تكنولوجيا بديلة تستخدم الدفاعات التوجيهية الخاصة بالكبسولات، لدفعها بعيداً عن الصاروخ، الذي يصاب بخلل عند عملية الإطلاق. كما تعتزم شركة بيونج، استخدام نظام إجهاض مماثل من أجل كبسولتها سي.اس.تي-100. كانت شركتا سبيس إكس وبوينج قد فازتا الشهر الماضي، بعقود تبلغ قيمتها مجتمعة 6.8 مليار دولار، لتطوير سفن فضاء مأهولة بالركاب واختبارها، والطيران في 6 مهام، لكل منها لصالح ناسا ابتداء من عام 2017.