شرارة تتقد في النفوس الضعيفة فتتحول العين لجمرة تحدّقُ بالذي ترغب في أن تزول أثر النعمة عليه، مع وجوب حضور النيّة و المداومة اليوميّة على النظر و إستحضار التمائم لذلك الغرض. أناس كُثر ظنوا أنهم أضحوا فقراء أو مرضى أو مشردون بسب حَسد عيّون شخص ما، أو بفعل "حروزة" تم دسّها لهم في عتبات منازلهم. فصار للمشعوذين عمل... بيع الوهم. فلا فرق بين المشعوذ والدولة فكلاهما يبيع الوهم لضحاياه. الدوّل تحسد بعضها البعض ربما لكنها لا تتقيّ شر "حاسد إذا حسد" بالبحث عن "صكوك حماية"، بقدر ما تُعبأ رؤوسها النووية كيّ لا يتحول الحاسد إلى طامع. هذا يحث في الدول التي يمكن أن تجد فيها ما يدفع الآخرين لحسدِها . فهل المغرب مهدد بأن يُحْسَد، ممّا دفع بأعلى سلطة في البلاد بأن يدعوا الله بأن "يكثِّرمن الحساد"؟؟. وعلى ماذا سيحسدنا الآخرون؟؟. قال قائل: إنه الإستقرار و النعيم الأمن الذي نتمرغ فيه؟؟ و قالت أخرى: إنه حب إلهيّ وسم به الله وطننا دون الأوطان الأخرى، فنحن مثل إخوة النبي يوسف إصطفاه الله من بينهم ليصير رسولا. ونحن إختار الله بلدنا ليصير محسوداً؟؟. هل من لديه سياسيين مثل: شُباط و اللبار وبنكيران و لشكر و الوفاء... سيكون عرضة للحسد؟؟. لا أعتقد لأنهم مع تواجد هؤلاء على كرسي السلطة، سيشفقون علينا و سيبحثون عن السر الذي يجعلنا نستحمل تواجدهم بكرة و أصيلا على شاشة التلفاز. تارة يتصارعون و يعضوّن بعضهم البعض، وأحيانا أخرى يحنوّن لتاريخهم فيشرعون في "ضريب الطّر" لخصومهم. مع أن الخصم الوحيد الذي يتضح أنهم يواجهونه هو: نحن. هل منظر إمرأة مُطلخة بدمائها في الشارع وهي مُغطاة بنصف ثوب مرقع، و المخاض يهزمها غير مبالية بنظرات الآخرين. تصرخ بأعلى صوتها: ألم الولادة والإحساس بالحُكرة لعدم عثورها على سرير في مستشفى. سيجعل أي "مغفل" فرنسي أو إسباني يحسدها على نعمة الولادة في الطبيعة. هل إدخال إمرأة شارفت على التسعينيات من عمرها السجن، لكون القاضي يطبق القانون. على إعتبار أن القانون فصل فقط ليناسبنا نحن "كحل الراس". سيغري أي عجوز سويدية أن تحسد عجائز المغرب. هل صورة شاب ملقى على بطنه والدم ينزف من رأسه بسبب عصى "مخزني"، لا لشيئ إلا لكونه تحصل على شهادة و أراد أن يشتغل. وعوّض أن يشغلوه زرعوا له "البرقوق" في رأسه. أهكذا صورة ستغري شاب أمريكي أو حتى إسرائيلي على أن يحسدنا عليها. هل معيشة عشرات الآلاف في دور الصفيح، وطوابير الأحياء الموتى الذين يصطفون أمام مستشفيات تصلح لأن تتحول "لدار تكفيّن". نساء يقطعن العشرات من الكلومترات من أجل قطعة خشب أو شربة ماء، طفلات صغيرات تشققت أقدامهن بفعل نعالهن الممزقة، يقطعن المسافات الطويلة من أجل تعلم فك حروف الأبجدية، و إن هطل المطر، قدمت قريتهم بعضا من صغارها قربانا للسيّول المنهمرة، فدائما أبناء الفقراء هم من يذهبوا ضحايا الكوارث..... من سيحسدنا على هذه المشاهد. إحسدونا أيّها الإسبان والفرنسيوّن. بالغوا في حسدنا أيها السويديون والنرويجيون. تكاثروا في حسدنا أيها الدانمركيّون والبرتغاليّون، ولاتنسوا أيها الآلمان أن تنضافوا للائحة. باتوا الليل تناجون إلهكُم أيها النمساويّون كي يستجيب لدعواتِ حسدكم. لا تناموا أيها الإيطاليّون حتى تقرأوا أخر "طوطم" لعله يكون المُسْتجِيب.... إحسدونا........
فربما يعطِف الله علينا و يستجيب لدعوات حسدكُم، فنصيّر مثلكم في يوم من الأيام.