أبرز الخبير الهندي في الشؤون الإفريقية، سوريش كومار، الدور الطلائعي لجلالة الملك محمد السادس في تعزيز سبل التعاون بين بلدان القارة الإفريقية، والعمل على إيجاد حلول إفريقية صرفة لمشاكل القارة. وأوضح كومار، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) ، أن جلالة الملك يعمل على تطوير نموذج تنموي إفريقي قائم بذاته، يرتكز على استغلال الموارد والخبرات الإفريقية. واعتبر كومار، الذي يعمل أيضا أستاذا بشعبة الدراسات الإفريقية بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة نيودلهي، أن جلالة الملك هو الزعيم الإفريقي الذي كانت له الجرأة لانتقاد الوضع التنموي الراهن الذي ترزح تحته أغلب الدول الإفريقية. وفي هذا الصدد، أشار الكاتب إلى أن جلالة الملك حث، في خطابه السامي أمام الدورة الÜ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الغرب على أن لا ينظر إلى مسلسل التنمية في إفريقيا وفقا لمعاييره الخاصة والعالية. وفي السياق ذاته، استحضر المصدر ذاته الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا بمراكش، والتي دعت الغرب إلى اعتماد مقاربة موضوعية تجاه مشاكل التنمية في القارة الإفريقية، مع التأكيد في ذات الوقت، على ضرورة إرساء تعاون إقليمي أكبر بين البلدان الإفريقية الشقيقة. وفي معرض إشارته إلى أن جلالة الملك محمد السادس أطلق نداء لكي تضع بلدان القارة الإفريقية اليد في اليد وتسخر مواردها للاستفادة من الفرص التي تتيحها العولمة، أكد الكاتب أنه من النادر أن يولي زعيم إفريقي ظهره لخطاب التيئيس، ويركز على تثمين المؤهلات التي تزخر بها القارة الإفريقية لكي تبرز كقطب للنمو العالمي. وفي هذا الإطار، أكد صاحب المقال أنه على النقيض من "الأفكار المحدودة"، التي طالما هيمنت على الخطابات الإفريقية، فإن جلالة الملك ما فتئ يؤكد على ضرورة إبراز نماذج الإبداع والمهارة في إفريقيا، بالرغم من أن المجتمع الدولي كان ينظر إلى القارة، لفترة طويلة جدا، على أنها حالة ميؤوس منها. وانطلاقا من هذه المقاربة، قال الخبير الهندي إن ما يسعى جلالة الملك إلى تحقيقه سياسيا واقتصاديا في إفريقيا، يلتقي تماما مع ما يطمح الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي إلى تحقيقه في الهند. وأوضح الكاتب أنه في الوقت الذي يسعى فيه ناريندرا مودي إلى الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية كوسيلة للتحرر الاجتماعي والسياسي، فإن جلالة الملك محمد السادس يعتبر أن تحقيق التنمية المستدامة يشكل مقاربة شاملة لمواجهة المشاكل التي تعترض إفريقيا، والمتمثلة أساسا في ظاهرتي الفقر وتنامي خطر التطرف. وأضاف صاحب المقال أن تطلع جلالة الملك محمد السادس إلى "إفريقيا جديدة" يلتقي تماما الحماس الذي يبديه ناريندرا مودي من أجل "هند جديدة"، معتبرا في هذا الصدد، أنه من المنطقي أن يعمل المغرب والهند على تعزيز التعاون الثنائي، في إطار سعيهما إلى حل المشاكل الأكثر إلحاحا في البلدان النامية. وفي معرض تأكيده على أن المغرب أثبت بالفعل أنه رائد في التعاون داخل القارة الإفريقية، قال الكاتب إن الهند يمكن أن تستفيد من المغرب باعتباره نقطة انطلاق بالنسبة إليها من أجل انخراط جديد في إفريقيا، مضيفا أنه يتعين على نيودلهي أن لا تفوت هذه الفرصة من أجل المساعدة على تشكيل نموذج جديد للتنمية في إفريقيا.