أثار التسجيل الذي عرضه تنظيم الدولة الإسلامية لتدريبات قاسية يخوضها عناصره تمهيدا للانضمام إلى المعركة بمواجهة الجيش العراقي الكثير من الجدل بين المحللين حول ما يُظهره من تكتيكات قتالية للتنظيم الذي رأى متابعون أنه تمكن من تطوير آليات قتاله بوقت ظل الجيش العراقي يراوح مكانه. ويظهر في التسجيل الذي يحمل اسم "دماء الجهاد" الأسلوب التدريبي القاسي الذي يتبه التنظيم، إذ يتعرض المتدربون للضرب والجر وإطلاق النار خلال الزحف تحت أسلاك شائكة أو خلال تنفيذهم مناورات لإنقاذ زميل مصاب.
وقال أنطوني كوردسمان، المحلل لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بحديث لCNN إن التسجيل لا يكشف في الواقع أسلوب القتال الخاص بداعش لأنه لا يضم مشاهد لمواجهات مسلحة، بل لعمليات تدريبية مخصصة حصرا لغرض دعائي للترويج لطرق تدريب التنظيم.
وحول التبديل في أسلوب قتال التنظيم في المواجهات الدائرة بالأنبار والاعتماد الزائد على المقاتلين المحليين في المواجهات قال كوردسمان: "ما يفعلونه ميدانيا هو عبارة عن تكتيكات إرهابية تقوم على استخدام النيران لإضعاف مواقع الخصوم ومن ثم ضرب مداخل المواقع المعادية لهم بالتفجيرات الانتحارية تمهيدا لعمليات اقتحام يستخدم المسلحون فيها الأسلحة النارية.
وتشير التحليلات المراقبة لمسار المعارك على الأرض إلى أن تنظيم داعش تمكن من تبديل أسلوبه القتالي وتغيير نوعية أهدافه وطريقة تحركاته، خاصة في ظل الغارات الدولية التي تستهدفه، في حين ظل الجيش العراقي محافظا على طرق قتاله القديمة، ما سمح للمسلحين باقتحام المزيد من مقراته.
ويرى محللون أن الجيش العراقي لن يكون قادرا خلال الفترة المقبلة على استرداد مواقعه، خاصة وأن بنيته لا تساعده على ذلك، إذ أن عناصره الشيعية كانوا في حالة عزلة بالمناطق السنية التي كانوا فيها، مضيفين أن الأمور قد تتبدل بحال انضمام قوات سنية إلى الجيش وكذلك عبر العمل مع القبائل المحلية.