مرة أخرى تتصدر حمى “الإيبولا” العناوين بعد اختفائها لما يقرب من عشرين عاما، منذ ظهور الوباء لآخر مرة في الكونغو الديمقراطية في عام 1995، ورغم كونها المرة الرابعة عشر لظهور فيروس “الإيبولا” في القرن الحادي والعشرين، إلا أنها المرة الأكبر لتفشي المرض في التاريخ، فقد انتشر في ليبيريا وغينيا وسيراليون ونيجيريا ليصيب أكثر من 1600 شخص دون أن يظهر أية دليل بعد على إمكانية وقف هجوم المرض. وجنبا إلى الاهتمام بالمرض، سيطرت حالة من الهيستيريا على جميع الخبراء في فيروس “إيبولا”، ففي أمريكا، دعا رجل الأعمال دونالد ترامب إلى إغلاق الحدود أمام العمال المصابين بالفيروس ليتحملون وحدهم عواقب إصابتهم، كما ظهرت المواقع التي تشير إلى الوقاية والعلاج من “إيبولا” عن طريق بعض الزيوت.
فيما رأى أصحاب نظريات المؤامرة فائدة حكومية ما وراء اجتياح المرض، دون أن يعرف الجميع أن معلوماتهم هي جزء من الخرافات عن “الإيبولا”، والتي قدم موقع “ميك” الأمريكي أشهر 5 خرافات منها.
الخرافة الأولى: “كثرة ضحايا الإيبولا”
من الخطأ الاعتقاد بأن حمى “الإيبولا” هي أكثر الأمراض المسببة للوفيات بين البشر، فمنذ ظهروها في عام 1976، لم تتسبب “الإيبولا” سوى في إصابة 4 آلاف حالة و2400 من الوفيات، أي بمعدل 64 شخصا في العام، في حين تقتل “الملاريا” أكثر من من 600 ألف شخص سنويا، أي بمعدل 68 شخص كل ساعة، إلى جانب حوادث السيارات والإنفلونزا والصواعق التي تشكل أكبر أسباب الوفاة لدى البشر أكثر من “الإيبولا”. الخرافة الثانية: “الإيبولا دائما قاتلة”
هناك 5 سلالات مختلفة من فيروس “الإيبولا”، أربعة منها إفريقية المنشأ هي “إيبولا زائير” و”إيبولا السودان” و”إيبولا بونديبوجيو” و”إيبولا غابات تاي”، ثم “إيبولا ريستون” التي وصلت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من الفلبين عن طريق قرود التجارب في عام 1989، وإذا كانت معدلات الوفيات مرتفعة بين حالات الإصابة بإيبولا زائير لتصل إلى 90% تقريبا، فإن معدلات الوفيات في بعض السلالات الأخرى من الفيروس لا تتعدى 25%، وقد لا تخلف الإصابة بها أية وفيات، كما هو الحال في الإصابة بفيروس “إيبولا ريستون”.
الخرافة الثالثة: “لإنها حمى الإيبولا النزفية.. يموت ضحاياها من النزيف”
يقتنع الجميع بأن حمى “الإيبولا” تسبب نزيفا دمويا من كل فتحات الجسم، لكن الأكثر شيوعا هو نزول بعض الدم في القيء أو الإسهال، وأحيانا من اللثة والأنف، ويكون الجفاف الذي يسببه المرض هو السبب الأكثر فتكا بالمريض.
الخرافة الرابعة: “الإيبولا” جاءت من القرود”
رغم وجود بعض الحالات التي انتقل فيها المرض من القرود إلى البشر، إلا أن الخفافيش، على الأرجح، هي المصدر الرئيسي لفيروس “إيبولا”، وتجري الدراسات حاليا للتأكد من انتشار المرض في غرب إفريقيا عن طريق تناول لحوم الخفافيش أو الاختلاط بالحيوانات المصابة عن طريقها.
من الخطأ الاعتقاد بأن الدكتور كينت برانتلي، والمبعوثة الإنسانية نانسي رايتبول، هما أول المصابين الأمريكيين بالمرض، فقد ظهر فيروس “إيبولا ريستون” في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1989، ولسنوات طويلة قامت مراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية بتمويل برامج للبحث بشأن الإيبولا والوقاية منها، ولن يكون برانتلي ونانسي هما أول من يجلب الفيروس إلى أمريكا، فقد سبقتهم مريضة بفيروس “ماربورج” الشبيه بالإيبولا بعد عودتها في عام 2008 من أوغندا، وقد تسببت في عدوى 260 شخصا، وتم شفائهم جميعا بعد القضاء على الفيروس.