لماذا نكتب ؟ لطالما إستوقفني هذا السؤال و أنا أخط بعض السطور للتعبير عن مكنوناتي وخبايا فكري ، فهل ياترى نكتب لندعوا الأخرين مشاركتنا أفكارنا وما تمخض عن لحظات تأملنا لما يحيط بنا ؟ أم نكتب ، من أجل نشر مستجدات نضن أننا نحتكرها و لا علم لغيرنا بها ؟ أم نكتب ، من أجل تخليد بعض لحظات حياتنا وتركها إرثا لا يبلى لخلفنا؟ أم نكتب فقط من أجل إستعراض بلاغتنا وضلوعنا باللغة ؟ لقد إعتبرت دوما أن قلمي هو سلاحي الذي لن ينال من حريتي و لن يقيد خطواتي أينما حللت و إرتحلت ، لأهب لنفسي ملجأ رحبا أستطيع داخله التنفيس عما يخالجني كي أخرج للوجود بعضا من أفكار تتقادفني من شاطئ لآخر محاولة إيجاد مرفأ آمان أستطيع الرسو على جناباته لأعرض هذا المخزون من الكلمات والأفكار على من يرغب في إستقبالها، لعلني أجد من بينهم من يشد أزري لأبلغ شاطئ الأمان و أنا و اقفة شامخة لا تزعزعني نسمة مهما كانت قوية جارفة . و إذا بادرت إلى إشهار هذا السلاح إنما لأحاول الإستفادة من تجارب من سبقني إلى ميدان الكتابة حتى أستطيع إستقطاب الملاحظات و الإنتقادت التي لن تزيدني إلا إصرارا و رغبة في تحسين مستواي ، فبعد أن كنت أحتفظ بمخطوطاتي لنفسي أواريها بين دفتي سجلي الذي كان و مازال رفيق دربي وأمين سري ، قلت في نفسي بعد أن أعجبت بما تخطه أقلام شبابية متنوعة ، لما ياترى لا أدخل هذا الميدان ؟ لما لا أعطي كتاباتي حق الخروج للعلن لأنهل وأرتوي من نبع ما تجود به الأقلام المتنوعة علينا من أفكار وكلمات نفيسة تشكل غداء لروحنا . الإختلاف في الأراء و الأفكار و الإطلاع على الثقافات المختلفة و على طرق تعبير الأخرين لن يزيدني إلا لهفة لإستقطاب كل جديد و كل فكرة حرة مهما كانت غضة . إذا كانت هذه رغبتي وراء الكتابة و محاولاتي تخليد ما يجود به قلمي فهل أكون الوحيدة التي تبحث عن هذا الملجأ ؟ لكل منا أسبابه و تطلاعاته ولكل منا توجهاته التي يرغب في إخراجها إلى الوجود ،و إذا كنت قد أثرت هذا الموضوع فهو لنتقارب بأفكارنا و عذب كلماتنا محاولين إيجاد نقط إلتقاء أو إختلاف قد تثري النقاش بيننا و تجعلنا نجد إجابة ربما تكون شافية لهذا السؤال الذي طالما أثار حفيظة أعظم الكتاب ، حيث سئل عدد من أبرز الكتاب حول سر إختيارهم الكتابة فكانت إجابتهم على الشكل التالي: قال الأديب البرازيلي جورج أمادو : " أكتب لكي يقرأني الأخرون ، و لكي أؤثر فيهم ، و من ثمة أستطيع تغيير واقع بلادي و حمل راية الأمل و الكفاح". و قال الأديب الكولومبي جابريل ماركيز : "أكتب لكي أنال المزيد من حب أصدقائي " و قال الأديب الصيني باجين :" أمارس الأدب لكي أغير حياتي و بيئتي وعالمي الفكري" قال توفيق الحكيم :" أكتب لهدف واحد وهو إثارة القارئ لكي يفكر" وقال محمود درويش:" أكتب...... لأنني بلاهوية و لا حب و لا وطن و لا حرية ".