في وقت يعيش فيه المغرب أزمة خانقة على مستوى عديد من القطاعات الحيوية , تستدعي حكامة جيد و فعالة في تسيير و تدبير شؤون البلاد , لازال مسلسل العبث و تبديد أموال الشعب مستمرا بمدينة بوزنيقة , بعدما أصر القائمون على تسيير شؤون المدينة تنظيم مهرجانهم السنوي للتبوردة بميزانية قيل عنها ما قيل , ميزانية تخطت سقف الخيال , و لقيت احتجاجا قويا من لدن بعض الفعاليات الجمعوية المحلية ,حيت تبين من خلال الندوة الصحفية التي نظمت على هامش هذا المهرجان ان مجموع الميزانية التي رصدت له هي 550 مليون سنتيم , سيساهم من خلالها المجلس البلدي بمبلغ 150 مليون سنتيم , بالإضافة إلى مساهمة عمالة إقليم بنسليمان و بعض الشركات المحتضنة . هذا وقال بعض المحتجون بأن هذا السخاء غير المعهود من المجلس البلدي له ما له من قراءات و دلالات عميقة, خاصة في هذه الظرفية التي تسبق الانتخابات المقرر إجراءها السنة المقبلة , و إلا يضيف المحتجون كيف لمجلس بلدي لازال يغرق في سيل من المشاكل المتراكمة استعصى عليه حلها , ان يصرف مثل هكذا مبلغ كبير من أجل طلقات نارية ستذهب أدراج الرياح من دون أي طائل . و بتدقيق البحث في برنامج هذا المهرجان سيتضح أنه بسيط و عادي جدا , و لا يوازي حجم المبلغ المرصود له , إذ سيتم عرض بعض الخيول للبيع في المزاد العلني , بالإضافة إلى معرض للمنتوجات المحلية لجهة الشاوية ورديغة و حملة للتبرع بالدم , فأين سيصرف كل هذا المبلغ الكبير ؟ علما أن كل سربة من 35 سربة المشاركة في هذا المهرجان مطالبة بدفع مبلغ 10 درهم كواجب للتأمين , فهل سيتصرف البقية الباقية كلها في سهرات الرقص و الغناء ؟ و في ختام هذا الموضوع سوف نذكر بعبارة صريحة للسيد محمد الخروسي مدير هذا المهرجان , و التي تلخص حقيقة ما ورد ذكره في هذا المقال : " المجلس البلدي لبوزنيقة كان سخيا معنا أكثر هذه المرة ... " و للقارئ حرية التعليق عليها ...