بعد صيام استمر ل30 يوما من شهر رمضان، استقبل المغاربة أول أيام عيد الفطر، الثلاثاء 29 يوليو الحالي، باللباس الجديد وبتبادل التهاني بالعيد في المصليات، ففي أول أيام العيد، بدأ النهار باكر جدا في الساعة 07:30 صباحا بتوقيت غرينتش، من صلاة العيد في المساجد وفي المصليات، قبل العودة للمنازل لتناول أول وجبة إفطار. وتتزين غالبية موائد المغاربة في إفطار أول أيام عيد الفطر بالحلويات التقليدية المغربية، التي توضع في صحون واسعة. وترافق المعجنات المحلية الإفطار، والتي تحمل اسما "المسمن" أو "الرغايف"، والتي لزاما يرافقها الشاي الأخضر "المنعنع" بسكر زيادة أو قهوة سوداء. العيدية للأطفال وينتظر الأطفال بفارغ الصبر، خلال الساعات الأولى من أول أيام عيد الفطر، للحصول من الوالدين ومن الأقارب، على مبلغ مالي يسمى بالعيدية، للانطلاق في سباق مع الريح صوب أقرب محل بقالة، بحثا عن ما يشبع شغب الصبا من السكاكير والحلويات والمثلجات، لأن العيد هذا العام أتى في منتصف فصل الصيف الحار والمشمس. ولا تقصد العائلات المغربية في أول أيام عيد الفطر الشواطئ، ولو أن الوقت من العام صيف، ولكن تبحث العائلات عن "صلة الرحم" في اتجاه منازل الجيران والأقارب في نفس المدينة أو في المدن التي يمكن السفر لها خلال نفس النهار، أما من كان بعيدا فيمكن مباركته عبر الاتصال الهاتفي أو إرسال مجموعات من الرسائل النصية على الهواتف المحمولة. وهنالك من المغاربة من يختار "العبارات الجميلة" لتقديم تهاني عيد الفطر، الذي يسميه المغاربة "العيد الصغير"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي للأصدقاء وللعائلة لتتوالد التعابير وإعادة بث التعابير، وينشر المغاربة خلال العيد صورهم مع العائلة نقلا وتوثيقا للاحتفال في العالم الافتراضي. الحلويات التقليدية ويتحول نهار أول عيد الفطر إلى تجمعات عائلية في المنازل لا تنتهي، حيث تتوافد الأفواج من المهنئين بالعيد على المنزل. وفي كل مرة تحضر ربات البيوت "برادا مغربيا" من الشاي الأخضر "المنعنع" والحلو المذاق، للضيوف مع جميل وشهي الحلويات التقليدية، التي إما يتم إعدادها في المنزل، أو يتم اقتناءها من محلات بيع الحلويات، التي تعرف رواجا مرتفعا جدا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان. وعاد المغاربة رجالا ونساء، إلى لبس الأزياء التقليدية المغربية، خلال السنوات القليلة الماضية، في المناسبات الدينية، وعلى رأسها عيد الفطر، بينما يفضل الأطفال ارتداء ملابس جديدة عصرية. وتميل نسوة كثر إلى ارتداء الجلباب التقليدي بألوان زاهية، تعكس ترحيبا وفرحا بالعيد. وتسترجع المقاهي نشاطها النهاري في أول أيام عيد الفطر، بعد توقف عن العمل نهارا طيلة شهر رمضان. وتتحول طاولات هذه المقاهي إلى تجمعات للأصدقاء وللعائلات، في المدن وفي القرى، خلال ساعات المساء، لتبادل التهاني ولتناول البارد والساخن من المشروبات. ويبقى المستفيد الأكبر من إجازات عيد الفطر في المغرب، هم الأطفال لأنهم يحظون بوافر كرم مال العيديات، وتكون الطلبات مجابة من الأهل في يوم العيد، وتكتظ مدن الملاهي على بساطتها، فيما تتوقف الحركة التجارية وتقفل المحلات التجارية وتغلق الأسواق العصرية والتقليدية، احتراما للعيد.