"سيدي،لالة خاصكم شي خدامة أنا رهن الإشارة" هكذا تتهافت نساء "الموقف" على كل من اقترب إلى مكان تجمعهن، يعرضن خدماتهن من "أعمال منزلية " على الزبائن، نساء يتجمعن بالقرب من إحدى الحدائق بالرباط يقتعدن رصيف الشارع، يستظللن بالأشجار أملاً وانتظارًا للزبون المجهول، الزبون المنتظَر الذي يقف عليهن بسيارته الفاخرة سواء أكان امرأة أم رجلا لأخذهن بغرض القيام بأعمال في الغالب تكون شاقة ، ومنهم من جاء لأخذهن لأغراض أخرى مستغلين البؤس والفقر الذي تعاني منه النساء اللائي لا حول ولا قوة لهن، واللائي لا يأملن سوى في كسب لقمة عيش حلال. نساء يتجرعن مرارة الدهر القاسي أخذن "الموقف" كمأوى آمن لهن لعرض خدماتهن الشريفة وإعالة أسرهن، نساء يتربصن "بالموقف" كل يوم ليتعايشن مع ظروف الحياة القاسية التي جعلت منهن أجسادا صماء تنتظر من ينقذها من قسوة الانتظار، مع ما تعانيه من شتى أنواع الذل والاحتقار والتحرش الجنسي.
هي إذن وضعية تعيشها نسوة "الموقف" كل يوم على اختلاف أعمارهن، فقد تجد ذات الأربعة عشر ربيعا، و قد تجد ذات الستين سنة، دون الأخذ بعين الاعتبار لا لمدونة الشغل و لا لاتفاقية حقوق الإنسان، واقع مرير تتغاضى عنه أعين الجهات المسؤولة، وفي غياب الدعم أو الاعتراف بهذه الفئة المقهورة .
معاناة في انتظار الزبون المجهول: نساء بأجساد نهشتها قساوة الزمن، معالم البؤس والمعاناة البادية على وجوههن التي اسودت حسرة و هن جالسات يتربصن بالمارة، وينتظرن الزبون المجهول الذي يأخذهن للعمل ليضمن دريهمات قد تلبي قسطا حاجيات المنزل، فالنساء اللائي يقصدن "الموقف" هن من مختلف الأعمار، هناك من هن متقدمات في السن و أخريات صغيرات، و منهن أميات جاهلات يبحثن عن قوت يومهن، و منهن تلميذات و طالبات دفعتهم الظروف للاتجاه إلى هذا النوع من العمل لمساعدة أسرهم التي تعاني الحاجة، ومنهن $$(".desc").each( function(link) { new Tooltip(link, { mouseFollow: false }); });