أكد وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السيد عبد السلام الصديقي، اليوم السبت بسلا، أن معدل النمو الحالي عاجز عن الاستجابة للحاجيات الملحة للتشغيل، مشددا على ضرورة بلورة حلول مبتكرة لمعالجة إشكالية البطالة خلال السنوات المقبلة. وأوضح السيد الصديقي، خلال ندوة نظمتها مؤسسة "ميديرسا" حول "التحسيس بإحداث المقاولات"، أن التشغيل الذاتي عبر خلق المقاولات الصغرى والاقتصاد التضامني يشكلان إلى جانب الاستثمار في المجالات الموفرة لفرص شغل وفيرة، أحد المداخل المهمة لتقليص معدلات البطالة، التي تمس بشكل كبير فئة الشباب من 15 إلى 24 سنة، حيث تصل إلى حوالي 20 في المائة. وأشار إلى أن الجهود التي تبذلها الدولة عبر برامج الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، مكنت من إدماج عدد كبير من الشباب في سوق الشغل، لافتا ، في المقابل، إلى أن التجربة أظهرت أن العديد من مشاريع المقاولات هاته يكون مصيرها الفشل بعد مدة قصيرة من حياتها. وأفاد السيد الصديقي بأن الوزارة بصدد دراسة سبل مرافقة أصحاب المشاريع ليس فقط على مستوى المساطير والإجراءات الإدارية وبلورة مشروعهم الاستثماري، ولكن أيضا بعد إنشاء مقاولاتهم من أجل ضمان شروط النجاح. وأبرز الوزير أن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل تراهن على نهج توجه إرادي جديد مبني على أساس الشغل المنتج واللائق، عبر إرساء رؤية جديدة تستهدف، على المدى البعيد، التشغيل الأمثل للرأسمال البشري، وضمان شغل منتج ولائق من خلال تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام. وتتوخى هذه الاستراتيجية تحقيق أربعة أهداف استراتيجية للدفع بدينامية إحداث مناصب شغل، تتمثل في تشجيع إحداث مناصب شغل منتجة ولائقة، وتحسين وتثمين العنصر البشري في مجالي التربية والتكوين والحماية الاجتماعية، وتحسين مواكبة الحركية في سوق الشغل عبر دعم وتعزيز الشغل اللائق والمنتج، وتحسين حكامة سوق الشغل. من جانبه، قال رئيس مؤسسة "ميديريا"، مهدي السباعي، إن إنشاء المقاولات من طرف الشباب يلعب دورا كبيرا في الإنتاج الاقتصادي والتنمية البشرية في البلاد، حيث يمكن من الحد من ظاهرة البطالة التي تفاقمت مع الأزمة الاقتصادية، ويساهم في التنمية الجهوية. وأبرز أن هذا اللقاء يهدف إلى تحسيس الشباب بأهمية إحداث المقاولات، وإذكاء روح المبادرة لديهم، من خلال الاستماع إلى عينة من الشباب الذي نجحوا في مشاريعهم. ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي يشارك فيها أساتذة جامعيون ومسؤولون وأصحاب الشهادات والمشاريع، عروض حول "استراتيجية الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات للنهوض بثقافة المقاولة"، و"روح المقاولة والابتكار الاجتماعي.. تجربة إبداع اجتماعي مغربي"، ومراحل تحويل فكرة إلى مشروع. وتسعى مؤسسة "ميديرسا"، التي رأت النور بسلا خلال بداية هذه السنة، تنظيم لقاءات ومعارض وطنية ودولية لتبادل الآراء في المجال الجيو-سياسي والاقتصادي والتنموي، والمساهمة في ترويج وإشعاع البحث فيه، وتقييم السياسة العامة وتحليل النتائج الخاصة بالمبادرات من أجل معرفة ما إذا حققت الأهداف والنتائج المتوخاة منها. كما تروم تسيير دراسات بغية الوصول إلى اقتراحات تتعلق بالحكامة الجيدة، والتوصل إلى تحقيق تنمية بشرية مستدامة في مختلف المجالات عن طريق أبحاث وندوات، وتكوين بيئة ملائمة من عامة الناس وخاصتهم، مثل الخبراء والتقنيين والفاعلين وغيرهم، تساهم في إبداع أفكار لتجربة مقاربات مبتكرة في المجال الجيو-سياسي والاقتصادي والتنموي.