قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إن الولاياتالمتحدة تؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتسعى لإنهاء العنف، فيما تفتح مصر معبر رفح لاتقبال الجرحى. ويعقد مجلس الامن الدولي الخميس اجتماعا طارئا حول تصاعد العنف بين اسرائيل وحركة حماس بطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمجموعة العربية في المنظمة الدولية.
وأضاف "هذه لحظة خطيرة" في إسرائيل والاراضي الفلسطينية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة ستبذل كل ما بوسعها لوقف العنف.
جاءت هذه التصريحات بعد حديث كيري الاربعاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتصريحه انه يعتزم التحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين ساكي أن المسؤولين الأميركيين "يشجعون كل الأطراف على تهدئة الوضع" واستعادة الهدوء واتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وقالت ساكي "لا نريد أن نرى أي ضحايا بين المدنيين، وهذا من أبرز أسباب أهمية التحرك لتهدية الموقف على الأرض."
وكثفت إسرائيل هجومها الجوي على قطاع غزة صباح الخميس وواصل نشطاء حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
معبر رفح
واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان 22 شخصا قتلوا الخميس في عدد من الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة مما رفع حصيلة هذه العملية العسكرية الاسرائيلية الى حوالى ثمانين قتيلا.
وقتل ثلاثة فلسطينيين بعد ظهر الخميس في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة في جباليا شمال قطاع غزة، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة ان "ثلاثة مواطنين استشهدوا بعد قصف سيارتهم المدنية في منطقة ابو شرخ في جباليا شمال القطاع".
وفتحت مصر الخميس معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين جراء العملية الجوية التي تشنها اسرائيل منذ ثلاثة ايام ردا على اطلاق صواريخ من قطاع غزة، على ما اعلن مسؤول على الحدود.
وافادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان المستشفيات في شمال سيناء على الحدود مع قطاع غزة واسرائيل جاهزة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.
وكان اياد البرزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة اعلن ان "مصر ابلغتنا بفتح معبر رفح صباح اليوم الخميس لنقل جرحى العدوان فقط وادخال مساعدات طبية لغزة".
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارج عن سيطرة اسرائيل وتغلقه مصر ولا تفتحه الا بصورة متقطعة للحالات الانسانية، في حين تطالب حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى باعادة فتحه.
جر اسرائيل الى معركة برية
وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ على مدنها من قطاع غزة. واطلق ما يربو على 320 صاروخا وصلت إلى عمق البلاد خلال الحملة.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس إنه أطلق ثمانية صواريخ على إسرائيل في وقت مبكر الخميس.
وتظهر صواريخ حماس التي ضربت العمق الاسرائيلي وعملية الكوماندوس البحرية ان الحركة عززت قدراتها العسكرية بمساعدة من ايرانوسوريا، كما يرى محللون.
والارقام المتعلقة بقوة حماس العسكرية غير واضحة ايضا، غير ان تقرير "الميزان العسكري لعام 2014" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ذكر ان لدى كتائب القسام نحو 10 الاف عنصر فيما يبلغ عديد مجموعات الامن الداخلي حوالى 12 الفا.
ويقول المحللون ان حماس وداعميها لديهم هدفا واضحا لتعزيزاتهم العسكرية: جر اسرائيل الى معركة برية.
وقال ابي علي "يبدو ان التصعيد الذي تخوضه حماس يهدف الى جر اسرائيل الى معركة برية في غزة، تأمل حماس فيها ان تكبدها عددا كبيرا من الاصابات".
ويقول المحللون ان اي قوات اسرائيلية تدخل غزة ستتعرض على الارجح لهجوم من اسلحة حماس المضادة للدبابات، مثل صواريخ كورنيت التي استخدمها حزب الله في حرب 2006، وعبوات ناسفة محلية الصنع.
وهناك ايضا احتمال اسر جنود اسرائيليين لتتم مبادلتهم.
ويضيف المحللون ان للاوضاع في الشرق الاوسط علاقة بالتعزيزات العسكرية في غزة.
فقد اختلفت ايران وحماس بشأن دعم طهران لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا، لكن حصل "تقارب" مؤخرا خاصة بعد ازاحة الاخوان المسلمين حلفاء حماس من السلطة في مصر العام الماضي.
اجتماع مجلس الامن
وامام تطور الاحداث الاسرائيلية الفلسطينية، يعقد مجلس الامن الدولي الخميس اجتماعا طارئا حول تصاعد العنف بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك بطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمجموعة العربية في المنظمة الدولية.
وكان السفير الكويتي في الاممالمتحدة منصور العتيبي دعا مجلس الامن باسم المجموعة العربية الى "العمل على وقف العدوان الاسرائيلي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".واضاف انه "حان الوقت ليتبنى مجلس الامن اعلانا او قرارا" في هذا الشأن.
من جهته، اكد السفير السعودي عبد الله المعلمي ان "الاستخدام غير المتكافئ للقوة" من قبل الجيش الاسرائيلي "غير مبرر"، داعيا مجلس الامن "الى التدخل فورا واتخاذ اجراءات لحماية السكان".
اما مندوب فلسطين رياض منصور فقد اتهم مجلس الامن بانه "يتلكأ بينما يجري العدوان والعقاب الجماعي".
ورد السفير الاسرائيلي رون بروسور على هذه التصريحات، قائلا للصحافيين ان "حماس بدأت هذا النزاع ولا تترك لنا الخيار"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الجيش الاسرائيلي "يستخدم ضربات محددة لتفادي قتل مدنيين".
وصرح دبلوماسي غربي ان اجتماع المجلس يهدف الى تبني اعلان يدين الهجمات الصاروخية على اسرائيل "ويطالب الجانبين بضبط النفس". واضاف ان التوصل الى اتفاق بين الدول الاعضاء حول هذا النص "صعب لكنه ليس مستحيلا".
من جهته، وصف الامين العام للامم المتحدة الوضع في غزة بانه "خطير جدا"، معتبرا ان الشرق الاوسط يواجه اكثر التحديات خطورة منذ سنوات.
وقال بان كي مون انه امضى يومه في اجراء محادثات مع عدد من قادة العالم بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وصرح بان للصحافيين "اشعر بالقلق من موجة العنف الجديدة التي تضرب غزة وجنوب اسرائيل والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية"، معتبرا انها "واحد من اصعب الاختبارات التي تواجهها المنطقة في السنوات الاخيرة".
وتابع ان "غزة في وضع خطير جدا وتدهور الوضع يؤدي الى دوامة يمكن ان تخرج بسرعة عن سيطرة الجميع".
ورأى الامين العام للمنظمة الدولية ان "خطر اتساع رقعة العنف حقيقي والمنطقة برمتها لا يمكنهما تحمل حرب مفتوحة جديدة".
ودان بان كي مون اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل، مؤكدا ان "مثل هذه الهجمات غير مقبولة ويجب ان تتوقف".
وقال انه دعا نتانياهو الى "التحلي باقصى درجات ضبط النفس واحترام الالتزامات الدولية في مجال حماية المدنيين"، مؤكدا انه يندد "بالخسائر المدنية المتزايدة في غزة".