نظمت مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بالبرتغال? أمس الجمعة بلشبونة? لقاء بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا، بمشاركة المغرب. وشكل هذا اللقاء? الذي نظمته المجموعة بتعاون مع جامعة لشبونة والإذاعة البرتغالية، مناسبة للاحتفاء بإفريقيا في غناها وتنوعها، وإبراز الإمكانات الهائلة التي تزخر بها. وقالت سفيرة المغرب لدى البرتغال، السيدة كريمة بنيعيش، التي تدخلت كعميدة لمجموعة السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بلشبونة، إن "الاحتفال بأفريقيا، هو احتفاء بقارة تستمد من ماضيها وإرثها المشترك، قوة الانتماء والانخراط في أنبل القضايا، ألا وهي بناء إفريقيا أكثر ديمقراطية وكفاءة وحضورا على الساحة الدولية، مدركة التحديات التي تنتظرها، وعازمة على رفعها في انسجام مع دعم من كل شركائها". وأضافت الدبلوماسية المغربية أن العالم بات يدرك اليوم أنه من الصعب بل ومن المستحيل الاستمرار في تجاهل قارة بحجم القارة الإفريقية، التي تتحرك بثقة وثبات، وحيث يعيش بها اليوم أزيد من مليار شخص، أي سبع ساكنة العالم. وتابعت السيدة بنيعيش أن القارة الإفريقية تعرف أحد أقوى معدلات النمو الاقتصادي العالمي، وتزخر باحتياطيات كبيرة من الطاقة والمواد الأولية، مشيرة إلى أنها تتوفر، أيضا، على موارد بشرية واعدة، وتراث ثقافي عريق. وأردفت أنه رغم كون مشاركة إفريقيا في الديناميات الاقتصادية العالمية محتشمة، إلا أن الأزمة الحالية وتآزر القارة مع عدد من البلدان الصاعدة، تبرز الإمكانات الهائلة التي تزخر بها، مشددة على أن القارة عازمة على تولي أمرها بنفسها، ووضع أساس هندسة قارية قوامها السلام والأمن. وقالت سفيرة المملكة بلشبونة إن "إفريقيا باتت تتكلم اليوم، أكثر فأكثر، بصوت واحد في المحافل الدولية، وذلك بغية تقديم موقف مشترك بشأن المطالب الأفريقية، كما كان الحال في قمتي العشرين والثمانية الأخيرتين. وأكدت على أن نقاط القوة والتقدم المحرزة منحت أفريقيا دورا رئيسيا في الحكامة الشمولية لعالم يتحرك، ويتطلب، بطبيعة الحال، إعادة النظر بشكل ملائم ومناسب، مشددة على أنه يتعين ألا يلقي هذا التقدم، وبأي شكل من الأشكال، بظلاله على الجهود الجبارة التي يتعين على هذه القارة بذلها من أجل إفريقيا مزدهرة وتعيش في سلام. وذكرت السيدة بنيعيش، من جهة أخرى بأن القمة الإفريقية الأوروبية الرابعة التي التأمت في أبريل الماضي ببروكسل شكلت فرصة ثمينة لوضع مسار جديد للتعاون الأفريقي الأوروبي، وذلك في ضوء الرهانات الإقليمية والعالمية الجديدة. وأوضحت الدبلومسية المغربية أن هذه القمة كانت، أيضا، مؤشرا على قدرة إفريقيا على الانخراط بسرعة في مجال التنمية المستديمة، بل وفي رفع التحديات، لاسيما في زمن الأزمات، الاقتصادية والمالية والعالمية، والتي تعترض الجميع، لأنه بدون استقرار وتنمية الجنوب، لن يكون هناك نمو مستدام في الشمال. وقالت السيد بنيعيش إن البرتغال، يضطلع في هذا الصدد بدور ريادي، مشيرة إلى أنه على المستوى القاري تعتبر إفريقيا الشريك التجاري الثاني للبرتغال بعد الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن البرتغال، يعد بلا شك شريكا رئيسيا لإفريقيا في العديد من المجالات، وأحد أقوى المدافعين عن القضايا الإفريقية الكبرى في المحافل الإقليمية والدولية. من جانبه، أبرز نائب المدير العام للسياسة الخارجية بوزارة الشؤون الخارجية البرتغالية كارلوس بيريرا ماركيز الدينامية الملموسة التي عرفتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البرتغال والدول الإفريقية، التي واصلت تطورها في السنوات الأخيرة. وبعد أن جدد التأكيد على التزام بلاده تجاه القضايا الملحة للقارة، أوضح أن إفريقيا تعد من بين الوجهات الرئيسية للاستثمارات البرتغالية في الخارج، مشيرا إلى أن الصادرات البرتغالية إلى أفريقيا شكلت 13 بالمائة من إجمالي المبيعات الخارجية سنة 2013. وتوج هذا اللقاء بحفل فني أحيته الفنانة سيلينا بيريرا من جمهورية الرأس الأخضر مع فرقة الرقص الأنغولية "كيلو كيلاندوا"، إلى جانب تنظيم عروض لفن الطبخ الخاص بكل بلد من بلدان القارة السمراء والتي لها تمثيلية دبلوماسية بلشبونة، تم خلالها تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية للقارة الأفريقية.