يعيش إقليمكاطالونيا الذي يتمتع بحكم ذاتي كسائر الأقاليم الاسبانية منذ أسبوع على إيقاع الحملة الانتخابية الخاصة بالبرلمان الأوروبي التي وإن كانت تحظى باهتمام بالغ من قبل وسائل الإعلام المحلية والوطنية فإنها تواجه فتورا واضحا لدى ساكنة الإقليم. وحسب مسح أجرته مؤسسة إسبانية مختصة في هذا المجال فإن 27 في المائة من المواطنين الاسبان يجهلون تاريخ إجراء هذا الاقتراع الذي يكتسي صبغة خاصة بالنسبة للطبقة السياسية الكاطالونية خاصة لدى التيارات السياسية ذات النزعة الانفصالية. وفي هذا السياق ، دعا أرتور ماس رئيس الحكومة المحلية للإقليم خلال الأسبوع الماضي ، المواطنين الى التعبئة من أجل المشاركة في هذه الاقتراع المرتقب في 25 ماي الجاري ، لإبراز مدى تشبث الإقليم بالاتحاد الأوروبي ، وربما طمعا في " مراجعة مستحيلة" لموقف المجلس الأوروبي الرافض لتنظيم استفتاء في تاسع نونبر المقبل لتحديد مستقبل الإقليم. وقالت سيلبيا كوميث ، وهي كاتبة صحافية تتعاون مع عدد من المنشورات السياسية المحلية ، إن " تحالف الحكومة المحلية يراهن على المشاركة في الانتخابات الأوروبية لإبراز مدى انخراط السكان في مشروع الاستفتاء ، وسعيا نحو طرح موضوع الاستفتاء على الواجهة الاوروبية ". وأوضحت كوميث في تصريحات لوكالة المغرب العربي للإنباء ، أنه بالرغم من كل العراقيل السياسية والقانونية التي يواجهها مشروع أرتور ماس الانفصالي خاصة بعد رفض البرلمان الاسباني بغالبية ساحقة في بداية شهر أبريل الماضي السماح للحكومة الكاطالونية بتنظيم استفتاء في تاسع نونبر ، و كذلك بعد تحفظ المجلس الأوروبي على مشروع الاستفتاء ، فإن التحالف الحزبي الذي يتولى السلطة في إقليمكاطالونيا منذ 2012 ، لازال مصرا على تنظيم الاستفتاء في وقته المحدد. وكان المجلس الأوروبي قد أكد أن كاطالونيا منفصلة عن إسبانيا لا مجال لها في أوروبا إلا بعد موافقة جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي بمن فيهم إسبانيا التي ترفض بشكل قاطع إجراء استفتاء في الإقليم لأنه مخالف للدستور . وحسب سيلبيا كوميث ، فإن الانتخابات الأوروبية تتزامن مع الأزمة الاقتصادية وأزمة القيم السياسية التي تعاني منها إسبانيا كالعديد من بلدان الاتحاد والتي تساهم في انتعاش خطير لخطاب الأحزاب القومية والمتطرفة ومن بينها بعض الجماعات في كاطالونيا التي تدعو الى إعلان استقلال الإقليم من جانب واحد وفورا. ويكتسي البرلمان الأوروبي أهمية خاصة، من حيث كونه أكبر مؤسسة تشريعية في العالم ، ويتم اختيار أعضاءه في انتخابات مفتوحة . وتعتبر قوانين البرلمان ملزمة لجميع أعضاء الاتحاد وكذلك الاتفاقيات الأوروبية الدولية. يذكر أن هناك شبه إجماع بين الخبراء والطبقة السياسية و وسائل الإعلام حول الدور المفصلي الذي تلعبه الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها منطقة اليورو بصفة عامة في بروز فئات غاضبة من السياسيين اليمينيين واليساريين على حد سواء الذين بعد أن سئموا من معتقداتهم الكلاسيكية توجهوا نحو الايديولوجيات القومية. وتجدر الاشارة الى أنه من المفترض أن يتوجه فى 25 ماي الجارى حوالى 500 مليون أوروبى لصناديق الاقتراع لاختيار الأحزاب الممثلة لهم فى البرلمان الذي يبلغ عدد أعضائه 751 عضو. وسيتعين على الإسبان انتخاب 54 نائبا برلمانيا أوروبيا مقابل 50 نائبا في الماضي. وكان آخر استطلاع للرأي نشره الخميس الماضي مركز علم الاجتماع كشف أن الحزب الشعبي سيفوز في الانتخابات متقدما بفارق 2,7 نقطة على الحزب الاشتراكي المعارض . وتعد هذه ثامن انتخابات للبرلمان الاوروبى منذ أن بدأت عام 1979 بحيث يتم إجراؤها كل خمس سنوات. ويتم تقسيم المقاعد داخل البرلمان الأوروبى لسبع مجموعات برلمانية. ويعتبر البرلمان الأوروبى مؤسسة منتخبة تتبع الإتحاد الأوروبى وتشكل مع المجلس الاوروبى السلطة التشريعية للإتحاد وتعتبر من أقوى الهيئات التشريعية على المستوى العالمي. كما تعد انتخابات البرلمان الاوروبى ثانى أكبر انتخابات ديمقراطية في العالم. ويتحدد عدد المقاعد الخاصة بكل دولة حسب عدد سكانها.