شكل موضوع "الأمن ومحاربة الجرائم المرتبطة بالمخدرات" محور لقاء تواصلي نظمته ولاية جهة تادلة أزيلال أمس الأربعاء بمدينة بني ملال لتدارس المقاربة الأمنية في إطار التعاون والتنسيق بين السلطات العمومية وجمعيات المجتمع المدني. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز والي الجهة عامل إقليمبني ملال السيد محمد فنيد أن هذا اللقاء يندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز المقاربة الأمنية لمكافحة السلوكات الإجرامية والانحرافية المسيئة للبلاد، والتي تهدد سلامة المواطنين، مركزا على الأسباب الرئيسية الكامنة وراء هذه المخالفات. وتطرق السيد فنيد إلى الأهمية التي تحظى بها جمعيات المجتمع المدني في إطار دستور 2011، الذي اعتبرها شريكا أساسيا في تأطير المواطنين، في ما يتعلق بالتنمية بمفهومها الشامل ودورها في المحافظة على الأمن والنظام العام. ودعا في هذا الصدد المنابر الإعلامية والجمعيات المدنية إلى الانخراط في التصدي لهذه الظاهرة، مؤكدا على ضرورة بذل المؤسسات التعليمية والتربوية وقطاع الشباب والرياضة والثقافة وغيرها من المصالح ذات الصلة بالقاصرين والشباب، لمزيد من الجهد لتوعية الناشئة وتحسيسها بالمخاطر الناجمة عن استعمال المخدرات، التي تؤدي في غالب الأحيان إلى ارتكاب الجريمة. من جهته أكد المراقب العام رئيس المنطقة الأمنية ببني ملال السيد محمد زويتر، على ضرورة تضافر جهود الجميع من سلطات ومجتمع مدني من أجل التصدي لكل أشكال الجريمة والحفاظ على أمن واستقرار المواطنين وسلامتهم عبر التواصل المباشر. وأشار إلى أن إستراتيجية ولاية الأمن ترتكز على العمل الإستباقي من خلال تنظيم حملات تطهيرية واسعة النطاق في إطار تنسيق وتعاون بين السلطات الأمنية والقوات المساعدة ورجال السلطة، والعمل الزجري، والتواصل بين السلطات الأمنية والفعاليات المدنية. وتطرق أعضاء الجمعيات المدنية الحاضرة في هذا اللقاء إلى مختلف الإشكاليات المرتبطة بتفشي ظاهرة العنف والشغب الناجمة عن استعمال المخدرات، سواء داخل الوسط الحضري أو القروي، معربين عن انخراطهم في العمل على التصدي لهذه الآفة عبر إشراك الشباب في الأنشطة المختلفة وفي حملات التوعية والتحسيس. وأجمعوا على أن استهلاك المخدرات خاصة في أوساط الشباب، يعد السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الجريمة بكل أشكاها ( السرقة، الاعتداء، والقتل في بعض الأحيان)، مبرزين تأثيراتها الخطيرة على سلوكات المدمن وتداعيات هذه السلوكات على المحيط الاجتماعي.