حقوقي حقوقي دم في عروقي...، غا تشعل غا تشعل...، يا بهية...، كلها شعارات آمنا بها ،رددناها في حلقيات الجامعة، ناضلنا من أجلها ولا نزال ، لم نكن نختلف وحتى إذا اختلفنا كنا نتناقش ويقنع بعضنا البعض. انه الزمن الجميل الذي حرصنا فيه على حرية الاختيار والحق في التعبير وثقافة الاختلاف. هذا كان حالنا دائما لكن الجديد هو ما ابتدعه اليوم رفاق الأمس، البارحة كنت الرفيق والأخ في الله واليوم صرت العميل والكافر بالله. أصل المشكل وثيقة من صنع بني البشر ، اتفقوا على أن يضمنوها بنات اجتهاداتهم ، يداولوها بينهم لينظروا سويا في شأنها، حتى إذا اختلفوا حولها فليرفعوا أيديهم منتصرين لها أو رافضين ومنهم أيضا من لا يشارك في اللعبة. ولكن الجميع يرضى بقانونها فالمهم في الأمر هو احترام الرأي كيفما كان، وضمان الحق في الاختيار والتعبير وتدبير الاختلاف. شجن الحديث من واقع الحل، خرج علي اليوم صديق الأمس بأبشع النعوت، الجهل، العمالة، البهيمية، كأنني للأسف لم أغششه البارحة في مقاعد المدرج، أو كأنه لم يعرني بعضا من نقوده لأستقل الحافلة، لأن اليوم شرعية البقاء السياسي بالنسبة له تقول لا قسمة إلا على اثنين فإما معي أو ضدي، آسف ، آسف يا صديقي أو حتى عدوي فقبل وثيقة بني البشر كان بينا دستور الإله فهل سألتني يوما عنه؟ وهل سألتك بدوري؟ فإذا اختلفنا في قبس الرحمن ،وكنا مع ذلك خلان، فبقدرة قادر اليوم عدوان؟ فإذا كان لا إكراه في الدين فهل تكرهني على المقاطعة ؟ فإما موالاة لك وإما ممانعة.