ظهر قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي هذا الاسبوع في ثوب رجل دولة اثناء زيارته الرسمية الى روسيا حيث تعامل معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كزعيم وطني، رغم انه لم يعلن بعد ترشحه المتوقع للرئاسة. كانت زيارة السيسي لموسكو التي بدأت الاربعاء الاولى له خارجيا منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، وما أعقبها من شهور من الاضطراب السياسي.
هدف الزيارة هو تحسين العلاقات بين البلدين الذين ربطتهما في الماضي علاقات وطيدة وذلك بعدما ظهور بعض التوتر في العلاقات بين القاهرةوواشنطن اثر الاطاحة بمرسي.
يقول البعض ان الزيارة نفسها كانت حيلة دعائية خاصة مع اظهار السيسي كرجل دولة على المستوى الدولي بجوار بوتين رجل روسيا القوي الذي استقبله في مقره خارج موسكو.
وجاءت زيارة المشير السيسي، وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية، إلى موسكو ردا على زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
ومنذ اللحظة التي استقل فيها الطائرة لموسكو في زي مدني مرتديا سترة زرقاء، وضع الاعلام الرسمي السيسي، الذي يبلغ التاسعة والخميس من العمر في وضعية الرئيس المنتظر الذي يسعى لإخراج مصر بجرأة من اطار التبعية والاعتماد على الولاياتالمتحدة.
في موسكو، تعزز هذا الانطباع عن طريق بوتين نفسه، الذي دعم قرار السيسي غير المعلن بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2014.
وقال بوتين للسيسي "اعرف انكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر.. انه قرار مسؤول جدا، تحمل المهمة من اجل الشعب المصري.. اتمنى لكم باسمي واسم الشعب الروسي النجاح".
وتناولت وسائل الاعلام الروسية والمصرية تقارير عن صفقات اسلحة بملايين الدولارات تمولها دول خليجية، لتحلّ محل المساعدات التي علقتها واشنطن اثر الاطاحة بمرسي.
ويقول اسكندر العمراني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، ان الزيارة ربما يكون لها هدف دعائي مقصود تماما كالهدف الجوهري الرئيسي منها.
وأضاف العمراني ان الزيارة كانت جزئيا "وسيلة معدة بعناية يعلن بها ترشحه"، قائلا "كانت هناك صور ظهر فيها السيسي لأول مرة في ملابس رسمية، واقفا بجوار قائد دولي مثل بوتين".
فقد حرص الجيش على نشر صور الزيارة على صفحته على الفيسبوك. كما بث التلفزيون الرسمي صورا للسيسي في الطائرة وقد ظهرت على وجهه ملامح الرضى والثقة في النفس.
السيسي، الذي يحظى بدعم غير مشروط من الإعلام المحلي، كان ايضا موضع عناوين اخبار ايجابية خلال هذه الزيارة التي صاحبه فيها وزير الخارجية نبيل فهمي.
صحيفة "المصري اليوم" واسعة الانتشار عنونت صفحتها الاولى "روسيا تدعم السيسي رئيسا"، لتعكس بذلك شأن معظم الصحف الاخرى مشاعر الكثير من المصريين المؤيدين للسيسي الذين يرون فيه زعيما قويا قادرا على تحقيق الاستقرار في بلد انهكته الاضطرابات المستمرة منذ الإطاحة بالرئيس الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير2011 .
ويقول سامح الذي يعمل في مجال السياحة المتراجع بقوة "بوتين قال انه سوف يستثمر في مصر"، مضيفا "السيسي وضع جدارا ضد الولاياتالمتحدة".
في المقابل، تستعد الولاياتالمتحدة لاستئناف دورها كراعي رئيسي للجيش المصري بوقف تجميد مساعداتها لمصر، ما يبدد جزئيا الشكوك في احتمال استبدالها بروسيا.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف على ان الولاياتالمتحدة لديها "قدرات فريدة لناحية الدعم العسكري والاقتصادي" للقاهرة منتقدة في الوقت نفسه دعم بوتين لترشح السيسي.
وقالت هارف "بالتاكيد، نحن لا ندعم مرشحا واعتقد بكل صراحة انه ليس من شأن الولاياتالمتحدة او بوتين ان يقررا بشأن من سيحكم مصر.. القرار يعود للشعب المصري".