قالت مصادر في الصناعة الحربية الروسية القول إن المحادثات المصرية- الروسية التي جرت في موسكو، الخميس، شهدت التوقيع بالأحرف الأولى على عقود بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار. وذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية في عددها الصادر، الجمعة، إن الحديث يدور عن عقود لشراء مقاتلات "ميغ 29 إم" وأنظمة دفاع جوي من عدة طرازات ومروحيات "مي-35" ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة الخفيفة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل الخميس وزيري الدفاع والخارجية المصريين عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي وقبل ذلك، عقد الوزيران المصريان محادثات مع نظيريهما الروسيين سيرجي شويغو وسيرجي لافروف بصيغة "2+2".
ولم يعلن الطرفان رسميا عن أية اتفاقيات معينة في ختام المحادثات، إلا أن لافروف قال في مؤتمر صحفي إن وزيري الدفاع اتفاق على "تسريع إعداد الوثائق التي من شأنها دفع التعاون العسكري والعسكري التقني قدما الى الأمام".
وكان لافروف وشويغو زارا القاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر ولم يعلن الطرفان آنذاك عن أية اتفاقيات بينهما أيضا.
وعلقت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، على زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، إلى روسيا، بالقول ان دولاً كثيرة ترغب بإقامة علاقات مع مصر.
وسئلت هارف، عن تعليق على الزيارة، وإن كانت واشنطن قلقة من أي تقارب بين مصر وروسيا، فأجابت "نحن نعلم ان دولاً كثيرة مهتمة بمصر وتريد إقامة علاقات معها".
وأضافت "لن أقول إن كانت سيئة أو إيجابية، وسأنظر في تفاصيل هذه الزيارة وأرى إن كانت لدينا أية تفاصيل إضافية في هذا الصدد".
ورجح خبراء أن تكون زيارة السيسي إلى روسيا، مرتبطة بزيارة الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب الجيش المصري إلى الإمارات، وأن تمويل الاتفاقات والعقود العسكرية التي تم التوقيع عليها بين الجانبين ستتم بتمويل إماراتي.
وكانت الولاياتالمتحدة قد قررت، في تشرين الأول/ أكتوبر، تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية التي تتلقاها مصر سنويا، احتجاجا على فض اعتصامي تنظيم الإخوان المسلمين في منطقتي رابعة العدوية وميدان النهضة في القاهرة.
وقال مراقبون أن اثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المشير عبدالفتاح السيسي وإعلانه عن دمع ترشحه للرئاسة في مصر خطوة متعمدة، كانت تهدف إلى منح المشير الشرعية الدولية، وإعلان الاعتراف به حال فوزه في السباق الرئاسي المصري.
وأضافوا أن هذه الخطوة تحمل رسائل عدة للولايات المتحدة بالأساس، على رأسها أن موسكو ستدعم النظام المصري الجديد، وأنها استعادت بعض من نفوذها في منطقة الشرق الاوسط، التي لم تعد مؤثرة في مجرى الاحداث فيها كما كان الوضع عليه قبل حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
وذكر المحللون أن روسيا عادة ما تجري مباحثات "2+2" مع عدد قليل من الدول المقربة منها، وأنه إجراء غير مألوف على السياسة الروسية تجاه دولة بدأ للتو في استعادة العلاقات معها مجددا.
وتعد زيارة المشير السيسي إلى موسكو هي أول زيارة لوزير دفاع مصري منذ 40 عاما.