هل هو عيد للحب أم مناسبة لممارسة الجنس دون قيد أو شرط ؟ سؤال طرحه أحد رجال الدين في نيجيريا حينما سأل عن حكم الإسلام في الإحتفال بعيد الحب، أو "الفالنتين"، والذي يحتفل به العالم بعد غد الجمعة، ويبدو من طريقته في طرح السؤال وفقاً لما أفادت به صحيفة "نيجيريان تريبون" أنه يقف بقوة ضد فكرة الإحتفال بعيد الحب. وفي إندونيسيا، وهي واحدة من أكبر الدول الإسلامية، حيث يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين، قال إيفاه راشماه المتحدث باسم حزب التحرير الإسلامي، إن ممارسة الجنس على نطاق واسع والعلاقات المحرمة والسهرات الماجنة تحدث في عيد الحب، وهو مناسبة مرفوضة دينياً وإجتماعياً في إندونيسيا، ولكنها تحظى بتفاعل كبير من الشباب والفتيات.
فالنتين وحالات الحمل كشف راشماه عن إحصائية مثيرة للجدل، حينما قال :"20 % من حالات حمل الفتيات خارج إطار الزواج الرسمي الشرعي تحدث خلال الإحتفال بما يسمى عيد الحب، وهذه الإحصائية توصلنا إليها من خلال متابعة حالات في مدينة سورابايا وهي ثاني أكبر المدن بعد جاكرتا"
وخرجت تظاهرات في أندونيسيا للمطالبة بمقاطعة عيد الحب، وأشار أحد المشاركين فيها وفقاً لإفادات موقع "ريبوبليكا أون لاين" الأندونيسي إلى أن الإسلام يحتفل بالحب في كل يوم، ولكن تخصيص يوم بعينه وتقليد الغرب في الإحتفال بهذه المناسبة لا أصل له في الدين الإسلامي"
سيناريو مكرر ومع حلوله يتكرر المشهد الرافض للإحتفال به، وتتصاعد حدة الفتاوى الدينية من كل حدب وصوب، ولكن الجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي هذه المرة وصل إلى أعلى مراحله، بين رافض لفكرة الإحتفال بالمناسبة لأسباب دينية، وبين معارض لها لأسباب إجتماعية، وبين مؤيد وداعم لها على اعتبار أن الجميع في أشد الحاجة لمشاعر الحب بدلاً من طوفان الكراهية الذي يسيطر على الجميع.
عيد قطع الرؤوس فقد غرّد البعض منادياً بالاحتفال دون خجل بعيد الحب، قائلاً :"لو كان عيداً لقطع الرؤوس لاحتفل به من يحرمون عيد الحب"، فيما يصرّ البعض الآخر على أنه حرام شرعاً ولا يجوز تقليد الغرب في الإحتفال ببعض المناسبات التي لا أصل لها في الثقافة العربية أو الدين الإسلامي، فيما غرد ثالث آخذاً الأمر بصورة فكاهية إجتماعية ولكنها لا تخلو من "لمسة التحريم" فيقول :"في هذه الأيام يمكنك رؤية الخرفان وهم يحملون الهدايا الحمراء في كل مكان"
فتوى رسمية وفي السعودية ومع قدوم الفالنتين في كل عام، تنتشر الفتوى التي صدرت سابقاً عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي أكد أن الإحتفال بهذا اليوم حرام قطعاً، وأضاف:"إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، ويدعو إلى العشق والغرام كما يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف، ومن ثم فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه ولا يكون إمعة يتبع كل ناعق" وإكتفت فتاة خليجية عبر حسابها بموقع تويتر بالرد على دعاوى وفتاوى التحريم التي تكثر في عيد الحب، فقالت :"لو كان لديهم من يحبهم ويحبونه ما حرموا الإحتفال بعيد الحب"