حقا إن طموح الإنسان وقدرته على الابتكار ورغبته في تحقيق مستقبل أفضل ليس لها حدود... لابد أن هذه هي الروح التي سادت بين مصممي شركة مرسيدس بنز عندما خرجوا بهذه الفكرة العبقرية كرؤية لسيارة مستقبلية تحافظ على البيئة تماما منذ البداية وحتى النهاية. الفكرة ببساطة تتلخص في الآتي: سيارة لا يتم إنتاجها وتصنيعها في خط إنتاج تقليدي داخل مصنع، بل تتم زراعتها كبذور بالمواصفات التي يطلبها العميل داخل صوبة وتربة خاصة بمعمل، ثم تنمو تدريجيا لحين اكتمال نموها، ويمكن للعميل هنا أن يركبها ويستمتع بها!! تتكون السيارة من بذرتين رئيسيتين إحداهما لجسم السيارة الخارجي والأخرى لجسم السيارة الداخلي وتتم زراعة الإطارات بواسطة بذور أخرى!! هذا الخبر ليس من قبيل المزاح، بل هو نتاج عقول رائعة ابتكرت السيارة الاختبارية مرسيدس (بيوم) التي تتكون من مادة خفيفة الوزن جدا اسمها بيوفايبر، وهي مادة عضوية تقول مرسيدس إنها أخف بكثير من المعادن والبلاستيك وأقوى من الفولاذ!! أما وقود (بيوم) فهو عضوي وعبارة عن مادة خاصة تستخرج من أشجار معدلة جينياً تجمع الطاقة الشمسية وتحولها إلى هذا الوقود. أما عوادم هذه السيارة - فصدق أو لا تصدق- من الأكسجين الصافي!! عند اكتمال نمو السيارة يصبح طولها يقرب من 4 أمتار ونصف المتر، أما ارتفاعها فهو متر و20 سم ووزنها 394 كجم فقط، وهي سيارة كوبيه تتسع لأربعة أشخاص. المثير في هذه الفكرة العجيبة هو أن السيارة صديقة للبيئة من لحظة إنتاجها مرورا باستخدامها ووصولا للتخلص منها بعد انتهاء عمرها الافتراضي، وذلك لأنه يمكن تحويل (بيوم) إلى مواد بناء بعد انتهاء عمرها كما تقول مرسيدس. لا توجد بعد أي معلومات تفصيلية عن تكنولوجيا صناعة هذه السيارة!! لكنها قد تصبح متوافرة في الأسواق عام 2015 لتنافس (فيجين إفيشينت ديناميك) المنتظرة من BMW.