تمكنت شركة متخصصة تعتزم إطلاق رحلات سياحية إلى الفضاء الخارجي من جمع 80 مليون دولار على شكل دفعات مقدمة من الراغبين بالسفر إلى الفضاء، وذلك على الرغم من أنها لم تحصل حتى هذه اللحظة على التراخيص اللازمة لإرسال أفواج سياحية من قاعدة إطلاق المركبات الفضائية في الولاياتالمتحدة. وكان الملياردير البريطاني الشهير السير ريتشارد برانسون قد أسس شركة سياحية خاصة لتنظيم الرحلات إلى الفضاء وأطلق عليها اسم (Virgin Galactic)، إلا أنه لم يتمكن حتى اللحظة من تسيير أية رحلة، كما لم يتمكن من الحصول على التراخيص اللازمة لذلك. وأعلن برانسون الذي استثمر مئات الملايين من الدولارات في هذا المشروع، أنه سيطلق أولى رحلاته السياحية إلى الفضاء في يوم "كريسماس داي"، وقال: "ربما أرتدي ملابس بابا نويل خلال الرحلة"، إلا أن الرحلة لم تتم في موعدها ليعلن في آخر توقعاته عن إطلاق الرحلة خلال صيف العام الحالي 2014 وسيصطحب فيها معه ابنيه هولي وسام. وجاء الكشف عن تمكن الشركة من جمع 80 مليون دولار في كتاب جديد من تأليف الكاتب البريطاني المتخصص في كتابة السير الذاتية توم بور، حيث نشر كتابه الجديد تحت اسم (برانسون: ما وراء القناع)، حيث تناول فيه مسيرة حياة برانسون الذي تمكن من تأسيس العلامة التجارية الشهيرة في بريطانيا (فيرجن) والتي تضم أكثر من 40 شركة تعمل في مختلف المجالات. ويقول برانسون إنه يطمح إلى التحليق ليس فقط إلى القمر، وإنما إلى كوكب المريخ أيضاً وإلى ما بعد المريخ، إضافة إلى تأسيس فنادق فضائية من أجل السياح الذين يرغبون بمغادرة الأرض وقضاء بعض الوقت في رحلات استجمامية إلى الفضاء. ورغم أن الكتاب الجديد كشف أن الشركة استطاعت أن تحصد حتى الآن 80 مليون دولار ك"عربونات" من زبائن الرحلات الفضائية، إلا أن الكتاب لم يكشف أعداد الذين سجلوا وقاموا بحجز مقاعدهم من أجل غزو الفضاء في رحلات سياحية. وبالكشف عن حجم الحجوزات المبدئية للرحلات الفضائية يتبين الإقبال الكبير الذي تشهده الرحلات السياحية المفترضة إلى الفضاء الخارجي، كما يشير هذا الإقبال إلى مستقبل صناعة السياحة في العالم والتي شهدت أصلاً في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة بسبب الطفرة في وسائل النقل والمواصلات وانخفاض تكاليف الطيران.