في زمن الأنتلجنسيا و نوسطالجيا النبلاء الجدد ... قارئة فنجانك يا ولدي قالت متهم أنت .... عندما تكتب .... عندما تختلف ... بل حتى عندما تفكر... لتجد نفسك مادة تحليلية في برنامج تفكيري والآخر .... تحت عنوان من سيربح السؤال ... فما أكثر الأفكار التي نتراجع عن كتابتها رغم أنها أصدق ما نحس به .... أنا أفكر إذن أنا ... سأكتب ... لأن بياض الورق أصبح يخيفني... ألم يكتب هنري فورد بأن التفكير أكثر الأعمال صعوبة و القليلون من يقومون به ... في زمن المفكريين و النخبويين الجدد ... هرمنا في كل شيء ... في كتاباتنا ... في تفكيرنا ... في نقاشاتنا ... في إبداعاتنا... بل حتى في إختلافاتنا ... ما أستغرب له أحيانا ... عندما تكتشف مخلوقا طينيا يريدك أن لا تكون أنت ... فما أكثر من يريدك أن تكون عبدا ... تحياتي لإلينور روزفلت عندما قال لا أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك ... ؟؟؟ ليس جبنا مني إن قلت لكم ... ليست لي نوايا ... في الكتابة ... في زمن ‘'الإنستجرام'' و عقلاء ‘'الفايبرات'' ... الكل يفكر ... بل الكل يريد ... واش حنا هما حنا ... ‘'أقلبي ولا محال'' .... غيوانيات تجعلني دائما أطرح السؤال ... عجيب أمر أمة إقرأ ... ‘'سكيزوفرينيا'' في كل الأشياء ... تراجيدي فكريا يريد الحداثة ... كسول يريد النجاح ... منبطح يريد الكرامة ... فوضوي يريد الحرية .... شوفيني يريد المساواة .... ديكتاتوري يريد الدمقرطة .... نائم يريد التنمية ... مطبل يريدك أن تزمر .... مزمر يريدك أن تطبل .... أيها المارون أمامنا ... ألم تسمعوا بمقولة تكلم حتى أراك ... إستراتجيون بتوقعات تاريخية ... حداثيون بنكهة شباطية ... علمانيون بأفكار صوفية ... تقدميون بنقاشات فيزازية .... ليبيراليون في جلابيب شيوعية ... حقوقيون بخطابات عنصرية ... إعلاميون بلكنة إبتدائية ... فكثيرا ما أجد نفسي مذهولا ... أمام تخمة أنغام التنظيرات والتحليلات و النضالات العربية ... أحيانا تستوقفنا أشياء لا قيمة لها عند البعض ... أو ليس الغباء هو رؤية الأشياء كما هي ... لكن أتركوني أذكركم بجوزيه ساراماغو حين قال ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى .... ألم أقل لكم بأن التفكير والألم توأمان ... ؟؟؟ يا نساك الكاتدرائيات الرقمية ... ضجيجكم لا يقنعني ... فسلامي لجون لوك لما قال وحده التفكير يجعلنا نملك ما نقرأ ... نلوم جغرافيتنا والعيب فينا ... سياساتنا العمومية أمست تبوريدات بنكيرانية ... معارضتنا صارت ستريبتيزات برلمانية .... تنميتنا زادت بنكتة أمازيغية .... صناعتنا لغة عربية ... نريد تسويقها بالعامية .... بيئتنا تربتها أضحت هوياتية ... إبتكاراتنا تقنيتها مضاربات جنسية ... '' الإيزو '' عندنا أصبح هو الإقصاء و التكفير و الطائفية ... رحم الله من إكتشف عيوب الديموقراطية و أفتى بأنها تجبرك للإستماع لرأي الحمقى ... في وقت كثرت فيه برايمات مكيجة التخلف و عصرنة الجهل المقدس ... يمكنكم تكذيبي ولكن ما أصدق التاريخ ... بل حتى حدود جغرافياتنا البشرية لازالت تبكي من السخرية ... نكتة أم حقيقة هذه الحفريات الأنثروبولوجية ... ؟؟؟