بأسى وحزن شديدين عايش الأساتذة المناضلون الفلم التراجيدي صبيحة يوم الاثنين 30 ماي بالرباط إثر التدخل العنيف والقاسي لقوى الأمن بطلة الفلم واستعمال الهراوات وأساليب السب والشتم ضدهم وحتى المطاردة في شوارع المدينة. لن يمن أحد أويزايد على حب هذا الوطن فكلنا نحبه ونعمل على حبه, لكن هذه الفئة التي تعتبر سند الدولة وعضدها في محطات كثيرة ومهمة عُنفت ونُكلت بطريقة مهينة وغير مبررة وبدون سابق إنذار لا لشيء إلا لأنها تطالب بحقوقها بطريقة سلمية وحضارية بعيدة عن أي مزايدة سياسية أو خلفيات دفينة أو غامضة.. وهنا نتساءل؛ أليس من حق مواطنين منهم من أفنى عمره في تأدية الواجب ومنهم من ينتظر في المطالبة بحقوق يكفلها القانون ويضمنها الدستور؟ أليس من المخجل أن تنزل الهراوات على مواطنين يرددون النشيد الوطني وشعار المملكة؟ أليس من العيب الهجوم على مواطنين من فئات عمرية تتميزبالتقدم في السن وتعاني من أمراض مزمنة نتيجة الواجب؟ أيحق أن تعنف الدولة أطرها من دون حوار؟ لم يكن بتصور أشد المتشائمين أن يقع ما وقع صبيحة الاثنين الأسود, فبالتحاق الأساتذة بمقر الاتحاد المغربي للشغل بعد منع قوات الأمن لها من الوقوف أمام وزارة التربية الوطنية, تجمع الكثير من أفراد القوات العمومية ليباشروا تدخلهم العنيف من دون أي إنذار او اعتبار ويعمدوا إلى ضربهم وتفريقهم غير مبالين بنسائهم أو رجالهم مرضاهم أو اصحائهم, شيوخهم أ شبابهم, فالعنوان الأوحد هو العصا للجميع. كم هو محزن ما وقع لهذه الشريحة, لم يشفع لها ذكرياتهم معها عندما كانو طلابا وتلاميذ, ولا تضحياتهم المجانية في سبيل الوطن وتأهيل أبنائه, ولا معاناتهم الصامتة في كل فج عميق وظروفه. لكن مع ذلك نحبك يا وطن وسنظل في خدمتك كما عاهدتنا, وسنعد تعنيفنا تضحية وفدية في سبيلك.