مرة أخرى يأتي احتقار الجالية المغربية من قبل تمثيليتها الديبلوماسية ، من خلال تنظيم الأسبوع المغربي بروما ، دون أن تعلم الجمعيات و المواطنين المغاربة بهذا الحدث .المفاجأة الفاجعة جاءت، بعد مضي يومين عن انطلاق المبادرة، من خلال تصريحات بالصحف المحلية حول دعم السفارة المغربية و بلدية روما و برعاية مسجد روما، لتنظيم أسبوع إسلامي مغربي بالمدينة تقام من خلاله عروض فلكلورية و نصب خيام أمازيغية في بعض ساحات العاصمة ، و كل هذا دون دعوة أفراد الجالية و جمعياتهم للمساهمة في هذه التظاهرة أو حتى إعلامهم بالخبر و خير دليل على هذا حضور أقل من عشرة مدعوين خلال افتتاح التظاهرة.كما يعرف الجميع، فإن طلب مشاركة الجمعيات بهذه المدينة، و منذ مدة يأتي فقط لتنظيم مظاهرات من أجل القضية الوطنية أو غيرها من المحاور التي تهم ديبلوماسية هذا البلد، لكن حين يتعلق الأمر بالأموال الضخمة و التمويلات لأجل مبادرات تهم بالخصوص الجالية، فإن هذه الأخيرة لا يصلها إلا الصمت و السرية و الحكرة و اللامبالاة.فهل هذا يعني أننا - مغاربة إيطاليا - لا نرقى إلى مستوى تمثيلياتنا، و أننا فقط "مغاربة صحاب الطاليان " ، و أننا نُحشِّم بالشخصيات المسؤولة في حضور الأجانب ؟الجمعيات المغربية و الحمد لله تقوم بمبادرات مماثلة طيلة السنة ، و دون أن يصلها درهم واحد أو دعم و لو معنوي من تمثيلياتنا الديبلوماسية، لكن يبقى العار و العيب أن لا يشرك المغاربة في مثل هذه التظاهرات التي، بدونهم، ستبقى فقط "ديكورا" دون روح أو صورة فلكلور فقط.الجالية المغربية بروما تتذكر و بحنين التمثيليات السابقة خلال العقود المنصرمة، حيث أعطى المسؤولون قيمة للثقافة المغربية من خلال دعم الجمعيات و اللقاءات و كذا التحركات الفردية و الجماعية لأنهم فهموا أن المغرب يُمثََل بجاليته، و ليس من خلال لقاءات سرية و اتفاقات مبهمة و حكرة الشعب و كذا سلسلة الفضائح اللامنتهية.و الجالية اليوم، تطالب بتوضيحات من السفارة المغربية حول هذا الأمر ، كما تطالب بكشف دفتر التحملات و قيمة الأموال الطائلة التي استلمتها من بلدية روما لأجل هذا الغرض.الجالية المغربية محبوبة و تخصها بالتقدير و الاحترام كل الجاليات العربية الأخرى و كذا سفاراتها، لكن بالمقابل، لا تتلقى من سفارتها إلا الإهانة و الاحتقار.فإن كان الجيل الأول من الجالية يُعامل هكذا ، فإن الجيل الثاني لن يعير أي اعتبار لهويته الأصلية.